تتبنى النساء في مجال الجنولوجيا إرث ناكيهان أكارسال

في الذكرى الثالثة لاغتيال ناكيهان أكارسال، جددت عضوة لجنة الجنولوجيا في شنكال، سارة بوتان، وعدها بمواصلة عملها وقالت إن "الشهيدة مؤسسة لمركز جنولوجيا في شنكال وهي صوت المرأة المحبة للحرية".

شنكال ـ ناكيهان أكارسال باحثة في علم المرأة والحياة، وقد كرّست حياتها لهذا العلم، وهناك العديد من أعمالها وكتاباتها التي تستكشف علم المرأة، وقد أصبحت بعملها ونضالها، رائدةً للنساء اللواتي سعين للحرية في أجزاء كردستان الأربعة، وخاصةً في روج آفا وإقليم كردستان.

أسست ناكيهان أكارسال مراكز نسائية في أجزاء عديدة من إقليم شمال وشرق سوريا وكردستان، وأصبحت مصدر إلهام لجميع النساء في النضال، لقد عرفت بين النساء بحضورها وأعمالها وكتاباتها وتواضعها.

اُغتيلت من قبل الاحتلال التركي أثناء عملها في إقليم كردستان وتحديداً في مدينة السليمانية بتاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر عام 2022.

 

 لامست قلوب النساء بأفكارها وتفاؤلها

اشتهرت ناكيهان أكارسال في المجتمع الإيزيدي، وخاصةً بين النساء، بابتسامتها وأفكارها وتواضعها وقد لامست قلوبهن وبحثت في تاريخ الإيزيديين والبيت الإيزيدي، ومن أجل مواصلة عملها ونضالها تأُسست أكاديمية جنولوجيا (علم المرأة) رسمياً في شنكال في الذكرى السنوية الثانية لرحيلها.

افتُتحت أكاديمية جنولوجيا على إرث ناكيهان أكارسال، وخلّفت الأكاديمية وراءها عاماً من العمل والنضال، وفي غضون عام، عُقدت ندوات ودورات تدريبية واجتماعات في شنكال، وتشكل مجتمعٌ حول علم المرأة والحياة، كما تواصل الأكاديمية أبحاثها لتعريف ووصف تاريخ الإيزيديين ومعتقداتهم ودينهم، وقد أصدرت الأكاديمية مرتين كتيبات لتعريف المجتمع بالجنولوجيا، وأبدت الإيزيديات اهتماماً كبيراً بعمل الأكاديمية، وفي الوقت نفسه، تواصل عضوات الأكاديمية نضالهن لتوسيع هذا العمل والسير على خطى الشهيدة.

 

"وضعت حجر الأساس للجنولوجيا في شنكال"

وقالت عضوة لجنة الجنولوجيا في شنكال سارة بوتان أن فقدان شخصية مناضلة مثل ناكيهان أكارسال مؤلم لجميع النساء، وخاصةً الإيزيديات "خلال رحلتها نحو الحرية، زارت ناكيهان شنكال، وأبدت اهتماماً بالغاً بالمرأة الإيزيدية، وبحثت في تاريخ الشعب الإيزيدي وكفاحه، وشاركت مشاعرها وأفكارها مع النساء، وأرست أسس علم المرأة ونشرته بين أفراد المجتمع الإيزيدي".

 

"تأسيس الأكاديمية لمواصلة نضالها"

وأشارت سارة بوتان إلى أن أكاديمية شنكال للجنولوجيا تأسست في الذكرى الثانية لاستشهاد ناكيهان أكارسال "افتتحنا هذه الأكاديمية بهدف السير على خطى ناكيهان أكارسال، ومنذ عامين نواصل عملنا وجهودنا القائمة على تثقيف وتوعية المرأة والمجتمع، وتعريف النساء بعلم المرأة، وتوسيع نطاق العمل الذي بدأته الرفيقة ناكيهان". لافتةً إلى أنه باستهدافها أرادوا توجيه ضربة قاصمة لرحلة تحرير المرأة.

 

"تركت إرثاً من الحرية والمقاومة"

وترى سارة بوتان أن هدف الاحتلال التركي من اغتيال ناكيهان أكارسال لم يتحقق "أرادت قوات الاحتلال التركي إعادة تاريخ عبودية المرأة واستعبادها من جديد من خلال استهداف شخصية ناكيهان أكارسال، لكنها لم تنجح، في المقابل، عزّزت النساء نضالهن، وزادت خطواتهن نحو الحرية، واكتسبن قوةً من اغتيال قاداتهن. تركت ناكيهان إرثاً من الحرية والمقاومة لجميع النساء. بذلت جهوداً جبارة لتطوير علم المرأة وحياتها، وكذلك لتطوير معرفتها".

 

"بالنضال سنحمي مكتسباتنا"

تحدثت سارة بوتان عن عمل وجهود الأكاديمية في المجتمع الإيزيدي بالقول أن الأكاديمية "خلّفت عاماً حافلاً بالعمل والإرث. وهي تواصل أبحاثها في مجال علوم المرأة في المجتمع الإيزيدي. أنشأنا هذه الأكاديمية لحماية إرث الرفيقة ناكيهان أكارسال"، مؤكدةً أنه "بعملنا ونضالنا، سنحمي ما قدمه القائد أوجلان والشهيدة ناكيهان، ردّنا على أعداء المرأة هو أننا لن نضعف أبداً أمام استهداف النساء ولن نستسلم للسياسات الاستبدادية".

 

"نسير على خطاهم"

وأكدت سارة بوتان في ختام حديثها على وعد النضال "آلافٌ مثل ناكيهان سعوا جاهدين في سبيل الحق والحرية، ونحن فخورون أيضاً بمسيرة هؤلاء النساء، وفي الوقت نفسه، نستذكر رائدتنا ساكينة جانسيز، لأنها هي الأخرى كانت رائدة هذا الطريق، وعرّفت بعلم المرأة، ونجدد عهدنا للقائد عبد الله أوجلان وجميع المناضلين من أجل الحرية، مؤكدين أن العمل سيستمر حتى تحقيق النصر والحرية".