تصعيد عسكري مكثف... قطاع غزة يرزح تحت وطأة قصف القوات الإسرائيلية

يعيش قطاع غزة أسوأ موجات التصعيد العسكري منذ بداية النزاع حيث يواجه المدنيون موجات مكثفة من القصف المدفعي والجوي العنيف، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.

غزة ـ يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً عنيفاً منذ يوم أمس الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر وحتى اللحظة، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في تنفيذ هجمات على مناطق متفرقة من القطاع، مخلفة عشرات القتلى والمصابين بينهم أطفال ونساء.

 

قصف مكثف يستهدف مدن ومخيمات القطاع

بدأت الاعتداءات بقصف مدفعي عنيف استهدف بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب القطاع، تبعه قصف مماثل على برج السفير في محيط مشفى "كمال عدوان" شمالاً، كما شهدت مناطق النصيرات وسط القطاع قصفاً مركزاً، استهدف شمال غرب المخيم ومحيط مسجد القسام، مما أسفر عن تدمير العديد من المباني وسقوط عشرات الضحايا. 

في شمال القطاع، استهدفت الطائرات الإسرائيلية شقة سكنية في برج يافا داخل مخيم النصيرات، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال، وإصابة آخرين، وفي مخيم جباليا، أسفر قصف مماثل عن مقتل 12 شخصاً، من بينهم سبعة أطفال وامرأة، بالإضافة إلى عدد كبير من الإصابات، في هجوم استهدف منزلاً.

 

مستشفيات مهددة وقصف يطال محيطها

تعرض مشفى "العودة" في تل الزعتر شمال القطاع لقصف القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة، وسط تحذيرات من انهيار الخدمات الصحية نتيجة الاستهداف المباشر لمحيط المنشآت الطبية، وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني، إن الطواقم الطبية تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى مواقع الاستهداف حيث تجبر على دفع مركباتها يدوياً بسبب تضرر الطرق.

 

عمليات نسف وقصف يطال الأحياء السكنية

في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، نفذت القوات الإسرائيلية عملية تفجير كبيرة، مستهدفةً مربعاً سكنياً بالكامل، كما استهدفت طائراتها مناطق أخرى في مدينة غزة، منها حي الصبرة وحي الشيخ رضوان، بالإضافة إلى شارع المخابرات شمال غرب المدينة. 

وتواصلت عمليات النسف في شمال القطاع، حيث استهدفت مناطق سكنية ومرافق عامة، وسط إطلاق نار كثيف من قبل الآليات العسكرية، وشهدت مناطق مثل الصفطاوي ومحيط مدرسة "التابعين" تصعيداً مشابهاً، أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الإصابات. 

وقد امتد القصف إلى الشواطئ حيث لم تسلم المناطق الساحلية أمس من هجمات القوات الإسرائيلية، فقد استهدفت الزوارق الحربية شاطئ بحر مخيم النصيرات غرباً وأطلقت نيرانها باتجاه رفح جنوب القطاع، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني للسكان الذين باتوا محاصرين بين البر والبحر. 

وفي ظل استمرار التصعيد، يتفاقم الوضع الإنساني في القطاع بشكل مقلق، مع انعدام الكهرباء وتوقف معظم الخدمات الأساسية، كما تتزايد المخاوف من استهداف المزيد من المنازل والمنشآت العامة، في ظل غياب أي بوادر حقيقية وفاعلة لوقف إطلاق النار. 

 

نداءات استغاثة لإنقاذ المدنيين

ووجهت المنظمات الحقوقية نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف التصعيد، مؤكدة أن استمرار الهجمات سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومع تزايد عدد القتلى والإصابات، يبقى سكان قطاع غزة محاصرين في مشهد يومي من الموت والدمار.

كما أن اعتداءات القوات الإسرائيلية الأخيرة تؤكد دخول الأوضاع في غزة مرحلة خطيرة، مع تواصل الانتهاكات التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، ومع غياب أي حلول سياسية أو إنسانية تلوح في الأفق، تبقى غزة جريحة، وشعبها يواجه مصيراً مجهولاً تحت نيران القوات الإسرائيلية.