تصاعد القصف في غزة يدفع آلاف العائلات للنزوح جنوباً

لا تزال موجة النزوح الجماعي في مدينة غزة مستمرة للأسبوع الثاني على التوالي، وسط ظروف إنسانية متدهورة في المناطق الجنوبية التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

رفيف اسليم

غزة ـ يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً واسعاً، حيث كثفت القوات الإسرائيلية منذ أيام عملياتها الجوية والبرية على مدينة غزة ومناطق شمال القطاع، مستهدفة الأبراج السكنية والمنازل ومواقع تجمع المدنيين، ما أدى إلى دمار كبير ونزوح جماعي للسكان نحو الجنوب.

أفادت مراسلة وكالتنا أن نزوح أهالي مدينة غزة مستمر للأسبوع الثاني على التوالي، وسط ظروف إنسانية صعبة في المناطق الجنوبية، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من مخيمات إيواء ومرافق صحية ومصادر مياه.

ورغم القصف المتواصل، يرفض عدد من السكان مغادرة منازلهم، مفضلين إرسال مقتنياتهم الشخصية إلى الجنوب والبقاء حتى اللحظة الأخيرة، رفضاً للتهجير القسري.

في المقابل، تواصل القوات الإسرائيلية إصدار أوامر بإخلاء مدينة غزة، وتحديد ما يسمى بـ "المناطق الإنسانية الآمنة"، إلا أن عزوف السكان عن النزوح يعرقل تنفيذ هذه الخطط، خلافاً لتوقعات القوات الإسرائيلية التي كانت ترجح توجهاً جماعياً نحو الجنوب.

وشهد صباح اليوم السبت 13 أيلول/سبتمبر، سلسلة غارات استهدفت شارع الرشيد، الذي يستخدم كممر آمن للنازحين، ما أسفر عن عدد من الإصابات، وقد ارتفعت حصيلة القتلى إلى 25 فلسطينيا، بينهم 21 في مدينة غزة ومناطق الشمال، إضافة إلى مقتل 14 شخصاً من عائلة واحدة بعد استهداف منزلهم شمال القطاع، في الوقت الذي لا تزال فيه فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

كما طالت الغارات أبراجاً سكنية في حي تل الهوى، ومنازل في حي الرمال واليرموك وسط المدينة، وأفادت مصادر محلية بأن الآليات العسكرية فتحت نيرانها على تجمعات مدنية كانت تنتظر المساعدات، ونفذت عمليات تفجير للمنازل باستخدام "روبوتات مفخخة"، في محاولة لإجبار السكان على النزوح جنوبا.