"تراثنا فلسطيني"... نساء تحيين التراث عبر منتجاتهن المختلفة

أحيت نساء غزة يوم التراث الفلسطيني بذكراه الرابعة والعشرين، عبر منتجات ولوحات وأدوات تراثية ومشغولات يدوية مختلفة.

رفيف اسليم

غزة ـ شددت النساء المشاركات في معرض "تراثنا فلسطيني" على ضرورة حفاظ المرأة على تراث بلادها الذي يساهم في التعريف بالمجتمعات، وأن تكن حارسات الموروث والثقافة.

أقامت الهيئة العامة للشباب والثقافة، أمس 4 تشرين الأول/أكتوبر، معرضاً تحت عنوان "تراثنا فلسطيني" بقرية كنعان شمال قطاع غزة، احتفالاً بيوم التراث الفلسطيني الذي أقره مجلس الوزراء الفلسطيني في عام 1999.

وضم المعرض الذي حوالي 35 زاوية لمنتجات ومشغولات تراثية من أثواب مطرزة وحقائب نسائية ومصنوعات خشبية ونحاسيات، إلى جانب المأكولات الشعبية كـ "المفتول والمعجنات"، بالإضافة اللوحات التي تعبر عن المرأة ومعاناتها.

وعلى هامش المعرض قالت أحلام الشاعر وهي من بين القائمين على تنظيمه، أن معرض "تراثنا فلسطيني" يقام احتفاءً بيوم التراث الفلسطيني الذي يصادف السابع من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، بهدف إحياء الموروث الثقافي الفلسطيني وتأكيداً على نقله للأجيال، عبر التركيز على الحرف التي امتهنتها النساء في القدم، كالنحت على الخشب وصناعة الصلصال والنحاس والتطريز والحلي العصري المدموج بالتراث.

وأكدت على أن المرأة الفلسطينية هي من تقوم بالحفاظ على الحرف التقليدية القديمة من الاندثار وتساعد على تعريف المجتمع بها، لافتةً إلى أن النساء عندما هاجرن أثناء النكبة حملن بعض الأمتعة التراثية القديمة المستخدمة في بيوتهن والتي تدل على تاريخ البلاد والحضارات التي عايشتها على مختلف العصور، فبقين على الدوام هن حارسات التراث.

 

 

وشاركت آلاء شيخ العيد التي تقطن حي النصر بمنطقة ميراج الواقعة بين خان يونس ورفح، في المعرض بزاوية للنحاسيات، وأفادت أن سكان منطقتها من البدو تمتهن نسائهن التطريز وتجميع الأواني والقطع التراثية التي ربما تعود لآلاف السنين، منها الكسارة، درع الحروب، مزيتة لزيت الزيتون، إناء محفور عليها آية قرآنية للعلاج وأخرى للأفراح، ومطحنة القهوة، والمبخرة، والمكواة التي تستخدم بعد تسخين النيران، وغيرها الكثير من الأدوات التي قد لا يتسع المجال لذكرها.

وتعمل آلاء شيخ العيد في جمع تلك الأدوات والتنقيب عنها منذ 7 سنوات بشكل طوعي وترفض بيعها كونها تعتبر نفسها حارسة للمقتنيات الأثرية النفيسة وتقع عليها مسؤولية الحفاظ عليها من الضياع مرة أخرى، لافتةً إلى أنها وجدت بعد البحث دلالات لألوان الأثواب المطرزة التي ترتديها النساء وكن تعرفن بها عندما تجلسن على النهر، عن حالتهن الاجتماعية، فالأحمر للمتزوجة، بينما العزباء الأصفر والأرملة أزرق.

 

 

أما آلاء شلح صاحبة زاوية الحناء فأشارت إلى أن يعد جزء من التراث الفلسطيني كونها تربط ما بين المرأة والأرض بلونها ورائحتها الخضراء وعبر اختيارها نقشات كغصن الزيتون، وشجر الزعتر الأخضر، وزهرة الحنون المنتشرة في المناطق الجبلية من فلسطين، لذلك أدخلتها في أفراحها واستخداماتها المتعددة، لافتةً إلى أن أكثر ما يطلب منها رسمه في الوقت الراهن هو الطيور الفلسطينية وأجنحتها وهو يدل على فتيات ونساء تحلمن بالحرية الكاملة القريبة لبلادهن.

وبينت أن للحناء استخدامات متعددة كالتعبير عن الفرح والتفريغ عن النفس، كما يمكن من خلالها إنتاج لوحة متكاملة العناصر، ودمجها في الملابس أو الرسم على الجدران لخلق التراث الفلسطيني في تصميمات المنزل، بينما هناك حناء توضع بشكل مؤقت لمن لا ترغبن ببقائها حتى وقت طويل، موصية جميع النساء الاهتمام بتراثهن وهويتهن الوطنية.

من جانبها أوضحت سها أبو غليون التي شاركت في المعرض بافتتاح زاوية للمطرزات، أنه من المهم جمع التطريز القديم بالتصميمات الحديثة عبر دمج الألوان والأقمشة وفقاً لرغبة المرأة بعد إنتاج عدة تصميمات على الورق لاختيار الأنسب منها، مبدية سعادتها برجوع الحنة التراثية والثوب في ظل تطوير عملية تنفيذ القطع التي أحبتها جميع الفئات العمرية من النساء حتى الفتيات الصغيرات اللواتي تعلقن باللباس التقليدي متأثرات بأمهاتهن.

 

 

وبينت صاحبة زاوية المشغولات اليدوية ليلى أحمد أنها تعمل بالحرق على الخشب عبر دمجه مع التراث الفلسطيني ككتابة أسماء البلدان على القطع الخشبية أو رسم بعض المعالم كالمسجد الأقصى، الذي يتم من خلال سنفرة القطعة ومن ثم الرسم تمهيداً للحفر باستخدام فرد يتم احمائه لمدة محددة مما يتطلب منها الكثير من العناية حتى لا تصاب بحروق خلال العمل، مشيرةً إلى أن أكثر من يعجب بتلك الأعمال هم المغتربين خارج البلاد لذلك تسوق لأعمالها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وأردفت أنه يتم العمل باستخدام القطع الخشبية التي يتم استخراجها من جذع أشجار الزيتون لذلك تحرص على أن تنهي القطع التي تكون بأحجام وأشكال متنوعة بدقة عالية كي تبقى شاهدة على تراث فلسطين ومدنها التي تود زيارتها في يوم ما.