تقرير: ثلث أطفال العالم يعيشون مع الآثار المزدوجة للفقر والمخاطر المناخية

أوضح تقرير منظمة إنقاذ الطفولة أن 774 مليون طفل في جميع أنحاء العالم يعانون من آثار التغير المناخي.

مركز الأخبار ـ تكافح العائلات في جميع أنحاء العالم أسوأ أزمة جوع عالمية هذا القرن، يغذيها مزيج مميت من الفقر والصراع وتغير المناخ والصدمات الاقتصادية، مع الآثار المستمرة لوباء كورونا والأزمة الأوكرانية، التي تؤدي إلى وفاة شخص واحد كل أربع ثوان من الجوع بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة.

أشار تقرير منظمة إنقاذ الطفولة الذي صدر أمس الأربعاء 26 تشرين الأول/أكتوبر، إلى أن أعلى نسبة من الأطفال المتأثرين بالعبء المزدوج للفقر والمخاطر المناخية هي جنوب السودان بنسبة 87% تليها جمهورية إفريقيا الوسطى بنسبة 85% وموزمبيق بنسبة  80%.

وأوضح أن 80% من الأطفال يتأثرون على الأقل بحدث مناخي واحد كل عام، ويتعرض البعض لخطر خاص لأنهم يواجهون أيضاً الفقر وبالتالي لديهم قدرة أقل على حماية أنفسهم والتعافي.

وكشف التقرير أن  الهند لديها أكبر عدد من الأطفال الذين يعيشون في فقر ويتحملون وطأة أزمة المناخ، ما يصل إلى 223 مليون طفل في المجموع. تليها نيجيريا وإثيوبيا، حيث يعيش 58 مليون و36 مليون طفل على التوالي في ظل هذا العبء المزدوج.

وأضاف التقرير أن 121 مليون طفل في البلدان ذات الدخل المرتفع يواجهون التهديد المزدوج المتمثل في ارتفاع مخاطر المناخ والفقر، منهم 28 مليوناً في أكثر دول العالم ثراء، حيث يعيش أكثر من اثنين من كل خمسة من هؤلاء الأطفال (12.3 مليون) في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

وأوضح أن 183 مليون طفل في جميع أنحاء العالم يواجهون التهديد الثلاثي المتمثل في ارتفاع مخاطر المناخ والفقر والصراع . من بين إجمالي عدد الأطفال الذين يعانون من هذا العبء الثلاثي، فإن الأطفال في بوروندي بنسبة 63% وأفغانستان 55% وجمهورية إفريقيا الوسطى 41% هم الأكثر تضرراً.

ونوهت المنظمة من خلال التقرير إلى أن أزمة المناخ وعدم المساواة هي عامل مضاعف للمخاطر، مما يؤدي إلى تآكل قدرة الأطفال والمجتمعات على الصمود أمام الصدمات. إذا لم يتم التعامل معها بشكل عاجل، فمن المقرر أن تزداد وتيرة الأزمات الإنسانية وتكاليف المعيشة وشدتها في السنوات المقبلة.

وقالت الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة إنجر أشينج إنه "في جميع أنحاء العالم، تؤدي عدم المساواة إلى تعميق حالة الطوارئ المناخية وآثارها، ولا سيما على الأطفال والأسر ذات الدخل المنخفض".

وأضافت "بالنظر إلى حجم التحدي، سيكون من السهل الوقوع في اليأس. لكننا، كجيل اليوم من البالغين، يجب أن نتعلم من الأطفال وأن نحفر بعمق في احتياطياتنا من الأمل في عالم أكثر خضرة وعدلاً. يجب أن نستخدم هذا الأمل لدفع العمل مع الأطفال، ووضع قدرتنا على الإبداع والتعاون للعمل على إنهاء أزمة المناخ وعدم المساواة والضغط من أجل حماية حقوق الأطفال والوفاء بها".

وأوضحت أنه "بينما يستعد القادة للسفر لحضور قمتي COP27 وG20، يجب أن يكون لديهم حقوق وأصوات الأطفال في مقدمة أذهانهم. من الضروري أن تؤمن نتائج طموحة، وتضمن للأطفال طرقاً آمنة وذات مغزى للمشاركة في صنع القرار. على وجه الخصوص، يجب على أغنى دول العالم، التي أدت انبعاثاتها التاريخية إلى أزمة المناخ وعدم المساواة، أن تقود الطريق لإطلاق التمويل للبلدان التي تكافح لحماية الأطفال من آثاره، بما في ذلك من خلال إصلاح النظام العالمي لتخفيف الديون ومن خلال تمويل المناخ، خاصة للتكيف والخسارة والضرر".