تقارير دولية تؤكد تدهور حقوق المرأة في أفغانستان

أكدت تقارير دولية مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لسيطرة طالبان على أفغانستان أن أوضاع المرأة تدهورت وشهدت تهميش كبير.

مركز الأخبار ـ مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لسيطرة طالبان على أفغانستان أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن طالبان خرقت التعهدات بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وفرضت قيوداً صارمة على النساء والفتيات، كما أكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن 60% من الصحفيين منعوا من العمل وأغلبهم من النساء.

 

طالبان خرقت تعهدات عديدة

أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس 11آب/أغسطس، تقريراً مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لسيطرة حركة طالبان على أفغانستان، جاء فيه "طالبان خرقت تعهدات عديدة باحترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة منذ سيطرتها على أفغانستان في عام 2021، وفرضت قيوداً صارمة على حقوق النساء والفتيات، وقمعت وسائل الإعلام، واحتجزت بشكل تعسفي، وعذبت، وأعدمت بإجراءات موجزة المنتقدين والمعارضين المفترضين، من بين انتهاكات أخرى ارتكبتها".

وأوضح تقرير المنظمة أن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها طالبان أثارت إدانة واسعة النطاق، وعرّضت الجهود الدولية لمعالجة الوضع الإنساني المتردي في البلاد للخطر. وإنهار الاقتصاد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قيام الحكومات بقطع المساعدات الخارجية وتقييد المعاملات الاقتصادية الدولية التي تسببت بمعاناة أكثر من 90% من الأفغان من انعدام الأمن الغذائي منذ ما يقارب من عام، كما تسبب في معاناة ملايين الأطفال من سوء التغذية الحاد ومشاكل صحية خطيرة طويلة الأمد.

 

"نحو 20 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد"

وأكد التقرير على أن الجوع الحاد منتشر في جميع أنحاء أفغانستان، رغم توفر المواد الغذائية والإمدادات الأساسية في الأسواق في أنحاء البلاد "يعاني نحو 20 مليون شخص أي نصف السكان من أزمة غذائية، كما يعاني أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة وخاصة المعرضين لخطر الموت عند حرمانهم من الطعام من سوء التغذية الحاد لفترات طويلة".

وأوضح أنه "بشكل عام، يعاني الأفغان من شكل من أشكال انعدام الأمن الغذائي منذ آب/أغسطس الماضي، فهم لا يتناولون جميع وجبات الطعام أو لا يتناولونه لأيام كاملة، ويلجؤون لآليات تأقلم قصوى لدفع ثمن الطعام، بما في ذلك إرسال الأطفال إلى العمل، كما أن تأثير الأزمة الاقتصادية على النساء والفتيات شديد بشكل خاص، حيث تواجهن صعوبات متزايدة في الحصول على المساعدة والرعاية الصحية".

 

"يعيش الشعب الأفغاني كابوساً"

وقالت الباحثة في شؤون أفغانستان فريشتا عباسي "يعيش الشعب الأفغاني كابوساً حقوقياً، فهم ضحايا وحشية طالبان واللامبالاة الدولية. سيظل مستقبل أفغانستان قاتماً ما لم تتعامل الحكومات الأجنبية بفعالية أكبر مع سلطات طالبان وتضغط عليها بقوة بشأن سجلها الحقوقي".

وأشارت إلى أنه منذ استيلائها على السلطة، فرضت طالبان قواعد تمنع النساء والفتيات بشكل شامل من ممارسة حقوقهن الأساسية في التعبير والحركة والتعليم، وأثرت على حقوقهن الأساسية الأخرى في الحياة وسبل العيش والرعاية الصحية والغذاء والماء. منعت طالبان النساء من السفر أو الذهاب إلى مكان عملهن دون أن يرافقهن أحد أفراد الأسرة الرجال، وهو مطلب مستحيل لجميع العائلات تقريباً ومنعتهن من العديد من الوظائف. كما حرمت طالبان جميع الفتيات تقريباً من الالتحاق بالمدارس الثانوية".

وأكدت أنه "على طالبان أن تتراجع بشكل عاجل عن قرارها المروّع والمعادي للنساء والفتيات بمنعهن من الالتحاق بالمدارس الثانوية، ومن شأن هذا التراجع أن يبعث برسالة مفادها أن طالبان مستعدة لإعادة النظر في أكثر أفعالها فظاعة".

 

فقدت أفغانستان حوالي 60% من صحفيها

وبدورها أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريراً يتطرق إلى أوضاع الصحفيين والإعلاميين بعد عام من سيطرة طالبان على أفغانستان، جاء فيه "فقدت أفغانستان 39.59% من وسائل الإعلام و59.86% من صحفيها، ومعظمهم من النساء"، والسبب يعود إلى قمع حركة طالبان لحرية التعبير والأزمة الاقتصادية الناجمة عن سيطرتها على كابول.

وأضاف التقرير أنه وفقاً لإحصائية أجرتها منظمة مراسلون بلا حدود، في العام الماضي أي قبل سيطرة طالبان، كانت 547 وسيلة إعلامية نشطة في جميع أنحاء البلاد، ولكن بعد عام أوقفت 219 وسيلة إعلامية أنشطتها.

وقالت منظمة مراسلون بلا حدود أن سيطرة طالبان كان لها الأثر الأكثر سلبية على الصحفيات، حيث فقدت حوالي 76.19% منهن وظائفهن، ولا توجد صحفيات تعملن في 11 مقاطعة.

وبحسب التقرير فأنه في آب/أغسطس العام الماضي، كانت هناك 2756 صحفية وعاملة في مجال الإعلام تعمل في أفغانستان، ولكن الآن انخفض هذا العدد إلى 656 امرأة تعملن معظمهن في كابول، أما في مقاطعات بادغيس، وهلمند، ودايكوندي  وغزنة، وورداك ونمروز، ونورستان، وباكتيا ، وبكتيكا  وسمنغان، وزابول، تم استبعاد الصحفيات من وسائل الإعلام، كما جاء في التقرير.

وقال الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود كريستوف ديلفر "اختفت الصحافة في أفغانستان"، يخضع الإعلام والصحفيون لأنظمة غير عادلة تحد من حرية الإعلام وتمهد الطريق لقمع ومضايقة الصحفيين. على طالبان الالتزام بإنهاء العنف والتحرش بالصحفيين".