"عتمة مضوية" مسرحية تناقش قضايا العنف والتمييز بين الجنسين

تبرز مسرحية "عتمة مضوية" الواقع المأساوي الذي تعيشه النساء في بيئة يسودها العنف الأسري والتمييز بين الجنسين.

نغم كراجة

غزة ـ سلطت عدة نساء الضوء على العنف الأسري الذي يصل حد القتل والتمييز ضد المرأة في فلسطين من خلال مسرحية "عتمة مضوية"، مشددات على ضرورة الحد من تلك الظاهرة وإقرار قانون حماية الأسرة بالضغط على صناع القرار وزيادة حملات المناصرة.

قدمت جمعية طلائع فلسطين عرض مسرح تحت عنوان "عتمة مضوية" بإشراف الاتحاد العام للمراكز الثقافية بهدف مناقشة قضايا العنف ضد المرأة وقتلهن، وتسليط الضوء على التمييز ضدهن.

قالت منسقة المبادرة وإحدى المشاركات في المسرحية فداء حسنين "تعد جريمة قتل النساء على خلفية الشرف ستارة سوداء تخفي الواقعة الأساسية وتدفن الحقيقة مع الضحايا في الوقت الذي لا يتم فيه الكشف عن عدد ضحايا تلك الجرائم، حيث يتم التستر على المجرم ودفن جثة الضحية دون علم المحيط والسلطات، وعند سؤال العائلة عن الضحية المفقودة يدعون أنها هاجرت للخارج بدافع التعليم أو العمل لإيجاد سبب لاختفائها".

وبينت أن القانون الفلسطيني يفتقر إلى حماية متينة تقي النساء من جرائم العنف والقتل "نطالب بإقرار قانون حماية الأسرة من العنف منذ 16 عاماً دون جدوى من أصحاب القرار بالرغم من المناشدات والهتافات المستمرة حتى اليوم بإقراره وازدياد حالات العنف والقتل في المجتمع".

وأشارت إلى أن الأحكام المخففة التي تصدر بحق مقترفي جرائم العنف والقتل ضد النساء ما هي إلا ذريعة صريحة تمنح الجاني الضوء بارتكاب فعلته دون التفكير بالعواقب وهذا كله يعود إلى سيطرة وهيمنة العشائر والقبائل التي تحكمها العادات الاجتماعية المجحفة وغياب سلطة القانون في الدولة.

وشددت على ضرورة الحد من العنف والتمييز ضد النساء والفتيات في فلسطين حيث أصبحت ظاهرة مجتمعية كارثية وبات قتل النساء حسب سلوكها أمراً طبيعياً.

 

 

من جهتها أوضحت زكية أبو حدايد أن العروض المسرحية هي الأداة الأسرع وصولاً والأقرب فهماً؛ لتوصيل الصورة المطلوبة، فليس من السهل الحديث عن قضية العنف والقتل بشكل مباشر لجميع الفئات في المجتمع.

وعند دورها في المسرحية تقول "جسدت دور الفتاة المضطهدة في منزلها والتي لا تحصل على كافة حقوقها والتي تدعى "عايدة"، وهي فتاة تتعرض للعنف من قبل والدها الذي يستحوذ على راتبها الشهري ويمارس ثقافة التمييز والاضطهاد عليها كونها أنثى، وشقيقها يعاملها بسوء ويعنفها لفظياً وجسدياً".

وأشارت إلى أن قصة عايدة تمثل أكثر من 70% من واقع الفتيات في قطاع غزة، حيث يقوم شقيقها بتحريض والديها عليها عندما تقدم زميلها في العمل لخطبتها وبدأت الشكوك والتحقيقات وانتهاك خصوصيتها من خلال العبث بهاتفها، ليكتشف أنها تراسله عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولكن فيما يتعلق بالعمل، إلا أنها تصبح ضحية لجريمة قتل، بعد جدال طويل للدفاع عن نفسها، وكذلك يقوم والدها بتهديد والدتها بالطلاق إن لم تكذب الحادثة وتخلق عذر آخر لإنقاذ نجله الجاني من حكم الإعدام.

 

 

وأوضحت إن "أبشع الجرائم التي حدثت هذا العام هو مقتل نهى اخزيق التي قتلت بدم بارد على يد زوجها بعد تعرضها لضرب مبرح حتى باتت جثة هامدة أمام أطفالها"، لافتةً إلى أن "نهى اخزيق كانت قد رفضت الطلاق لحماية أطفالها وخوفاً من العقبات بعد أن تصبح مطلقة لذلك اختارت أن تبقى في بيئة يسودها العنف والقلق حتى أصبحت ضحية لجريمة قتل أسري".

وطالبت زكية أبو حدايد في ختام حديثها بتنفيذ حلقات وورش توعوية حول حقوق المرأة ودورها الفاعل كذلك إقرار قانون حماية الأسرة بالضغط على صناع القرار وزيادة حملات الضغط والمناصرة على مستوى العالم لمشاركة المعنيين بقضايا وحقوق الإنسان والمساهمة في تفعيل القوانين وتطبيقها على أرض الواقع.