'تعلوا أصوات الديمقراطية والحرية من السويداء'
أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، على أن للمرأة دور فعال في الحراك الشعبي الذي تشهده مدينة السويداء في سوريا، مشيرةً إلى أنهن كسرن حاجز الخوف.
بيريتان ساريا
مركز الأخبار ـ يستمر الحراك الشعبي الديمقراطي السلمي في يومه الرابع عشر في مدينة السويداء السورية، الواقعة في منطقة استراتيجية تجاور كل من مدينتي درعا ودمشق، وكذلك الأردن.
إن نسبة مشاركة النساء الكبيرة والفعالة في الحراك الشعبي الذي تشهده مدينة السويداء منذ 20 آب/أغسطس الفائت، ملفتة للانتباه، ويكشف الشعب عن ملامح هذه الاحتجاجات من خلال رفع الشعارات واللافتات المتعلقة بـ "التحول الديمقراطي لسوريا وحرية المرأة"، في الوقت الذي يتجاهل البعض تلك المطالب، يحاول آخرون تبسيطها وتحريفها بإظهارها على إنها فقط "احتجاج على الغلاء وسوء الأوضاع المعيشية".
منذ الأيام الأولى للاحتجاجات في السويداء، أُغلقت كافة المؤسسات التابعة لحكومة دمشق من قبل الأهالي، كما تركت الإرادة والتصميم على الإدارة الذاتية بصمتها على الاحتجاجات.
"أهالي السويداء يعلنون عن إدارة مؤقتة"
عن الاحتجاجات التي تشهدها السويداء ودور وفعالية المرأة فيها تقول الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (MSD) في شمال وشرق سوريا، أمينة عمر "إن أهالي السويداء من النساء والأطفال والرجال، الشباب والمسنين يخرجون إلى ساحة الكرامة يومياً للاحتجاج بلا توقف"، مشيرةً إلى إنه تم إغلاق كافة مكاتب حزب البعث ومكتب البرلمان السوري من قبل المحتجين خلال الحراك الشعبي الديمقراطي والسلمي.
وأضافت "أعلن أهالي السويداء وأحزابهم في بيان قبل عدة أيام، تشكيل إدارة مؤقتة، إنهم يريدون تنظيم أنفسهم سياسياً واجتماعياً، إن محافظة السويداء لها خصائصها التي تميزها، حيث يوجد هناك العديد من الأحزاب السياسية التي تريد إنشاء برلمان ليكون سقفاً سياسياً، كما إنهم يسعون جاهدين لخلق إرادة سياسية من خلال إشراك جميع الأحزاب السياسية في هذا البرلمان، تستمر الاحتجاجات في توسعها ويردد الأهالي يومياً شعارات جديدة، فمن خلال أفكارهم وشعاراتهم يوجهون رسالة إلى جميع السوريين مفادها أن هذه المظاهرات ليست من أجل السويداء فقط".
"المحتجون يطالبون بحل سياسي وديمقراطي لسوريا"
وأشارت أمينة عمر إلى أن الأزمة الاقتصادية والغلاء والفقر في سوريا مرتبطة بالأزمة السياسية وعدم وضع حلول، لافتةً إلى أن احتجاجات لم تنطلق في هذه المرحلة ضد الغلاء فحسب، بل لتنفيذ مطالبهم السياسية والديمقراطية.
وأوضحت أنه عندما ينظر المرء إلى شعارات أهالي السويداء فأنها تغطي سوريا عامة، وبالإمكان رؤية أنهم يطالبون بالتغيير والتحول الديمقراطي لسوريا بشكل عام، من خلال الدعوة إلى إعادة هيكلة الدولة على أساس المواطنة الحرة، وقبول الإدارة الذاتية، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم ٢٢٥٤ المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
"موقف أهالي السويداء واضح"
وعن توجهات حكومة دمشق والقوى الجهادية الشوفينية التي تشرف عليها تركيا مسمية نفسها بـ "المعارضة السورية" قالت "حكومة دمشق لا تستخدم العنف ضد الاحتجاجات خوفاً من توسع رقعتها بشكل أكبر ووصول شرارتها إلى المناطق التي يقيم فيها العلويون، وبالرغم من ذلك لا تتوانى عن توجيه التهديدات للمحتجين/ات عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابعت "إذا ما التفتنا إلى ما تسمى بالمعارضة فهي تعمل على تشويه حراك السويداء، باتهامها بالموالاة لحكومة دمشق بسبب قربها من العاصمة جغرافياً، ويحاول إظهارها على إنها مظاهرات من أجل الغلاء وضد الرئيس فقط، لقد حاولوا أن تقتصر المظاهرات على أيام الجمعة فقط وأن يكسوها باللون "الإسلامي"، كما حاولت عن طريق بعض الشخصيات التابعة لهم تحويل الحراك الشعبي ضد قوات سوريا الديمقراطية ومناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، بالطبع لحكومة دمشق أيضاً مساعٍ في هذا التوجيه، ولكن أهالي السويداء ونسائها ذو خبرة ووعي، فحكومة دمشق لم تقف إلى جانبها منذ بداية الحرب السورية، وها هي اليوم تقوم بتطوير احتجاجاتها وفق حدودها الخاصة، إنهم يؤكدون على أن احتجاجاتهم من أجل كافة الشعب السوري".
ولفتت إلى أن أهالي السويداء وجهوا رسالة لكافة الشعوب والنساء في سوريا، الذين أعلنوا عن دعمهن لأهالي السويداء من خلال القيام بفعاليات جماهيرية في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية مثل دير الزور والرقة والطبقة وإقليم الجزيرة.
"المرأة نشطة وفعالة في هذه الاحتجاجات"
وذكرت أمينة عمر بأن مجلس سوريا الديمقراطية يقوم بمتابعة الاحتجاجات، مؤكدةً على أن مشاركة المرأة في الاحتجاجات بشكل مكثف ونشط وفعال للغاية، أمر يبعث في النفوس الأمل بالسير نحو الحرية والحصول عليها "تلعب المرأة دوراً مهماً جداً في الأحداث التي تجري في السويداء اليوم، لقد وصلوا لمرحلة مهمة مع امتلاكهم القوة والإرادة، من القيم بالنسبة لنا أن تُرفع اللافتات وتردد الشعارات التي تذكر بنضال الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف التي استشهدت خلال كمين نصبه مرتزقة تابعة للاحتلال التركي".
ونوهت إلى أن تلك الشعارات عبارة عن رسالة لكافة النساء في سوريا، مفادها أنه عليهن النضال ومواصلة السعي للحصول على حقوقهن، وأوضحت أنه هناك بعض قوانين حكومة دمشق تمنح المرأة حقوقها ولكن عملياً لا تطبيق، فهي حتى الآن لم تحصل على التمثيل المتساوي، حتى أن نسبة مشاركتها في السياسة والمؤسسات وصياغة الدستور والقوانين ضئيلة للغاية ولا تبلغ الـ 10%، بالإضافة إلى انعدام آليات حماية النساء والفتيات من العنف فقانون الأحوال السوري لا يزال يسمح بتعدد الزوجات ولا توجد تدابير جدية ضد زواج الأطفال، مشيرةً إلى أن كل تلك الأسباب دفعت النساء في السويداء إلى رفع أصواتهن عالياً مطالبات بحقوقهن المسلوبة.
"لنستجيب لرسالة نساء السويداء"
وأكدت أمينة عمر على أنه "يجب على النساء في مختلف مناطق سوريا أن تستجبن لنداء نساء السويداء وتسمعن أصواتهن"، قائلةً "إن شعارات ومطالب النساء في احتجاجات السويداء لا تتعلق فقط بالغلاء والجوع والوضع الاقتصادي للبلاد، بل بحقهن في المشاركة في جميع مجالات الحياة، إنهن تريدن دمقرطة سوريا وتحويلها إلى بلد يمكن للشعب أن يعيش فيه بأمن وسلام، إن نساء السويداء توجهن نداءً لكافة نساء سوريا للدفاع عن حقوقهن".
وأضافت "يجب على كافة النساء أن ترفعن أصواتهن والمطالبة بحقوقهن، يجب أن يكون هناك تمثيل قوي للمرأة في صياغة الدستور السوري، بإمكاننا القول أن المرأة بإمكانها أن تكون رائدة التغيير الديمقراطي".
"لقد تم كسر حاجز الخوف"
وأشارت إلى أن نساء السويداء ومنذ البداية أبدين اهتماماً وعملن على فهم ثورة المرأة التي تقدمت في شمال وشرق سوريا "إن لمجلس سوريا الديمقراطية علاقات مع نساء السويداء، لقد جاؤوا إلى شمال وشرق سوريا عدة مرات وأرادوا دراسة وفهم تجربتنا في الثورة والحكم الذاتي، لقد رأوا هنا كيفية تنظيم النساء ومشاركتهن وتمثيلهم في السياسة وفي جميع مجالات الحياة، وقاموا بدراسة الأكاديميات النسائية والتدريب ونظام الرئاسة المشتركة. لقد تأثروا كثيراً بثورة المرأة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وأبدوا إعجابهم بها، حتى أنهم قاموا بدعوتنا إلى السويداء لنقل هذه التجربة إلى هناك أيضاً، واليوم نرى أن نساء السويداء قد أحدثن تقدماً كبيراً على صعيد النضال، كما إنهن عازمات على الوصول إلى نظام خاص بهن، وها هن اليوم تظهرن مدى قوة إرادتهن من خلال لعب دور فعال في الاحتجاجات، وقمن بكسر حاجز الخوف".
وأكدت أمينة عمر على أنه كما أثرت تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية وثورة المرأة في شمال وشرق سوريا على نساء السويداء، فإن نضالهن سيكون لها تأثير على كافة نساء سوريا، "إن رسائل النساء في الحراك الشعبي واضحة للغاية، إن خطوات النضال التي تتخذها النساء في أي منطقة كانت ستؤثر على المناطق الأخرى كذلك، فكما تأثرت نساء السويداء بثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، ستتأثر أجزاء أخرى من سوريا بخطواتهن واحتجاجاتهن، كما أننا نعتقد بأنه خلال الفترة القادمة، سوف نشهد وقفات نسائية في أجزاء كثيرة من سوريا معبرات عن مطالبهن بالحرية والديمقراطية، فاليوم لم تعد النساء تخاف من التكاتف واتخاذ خطوات مشتركة وبناء علاقات والاستفادة من تجارب بعضهن البعض".
وقالت في ختام حديثها أن الاحتجاجات في السويداء ستستمر لأنها ديمقراطية وسلمية تطالب بالحرية "إننا كنساء شمال وشرق سوريا، تمكنا من إنشاء نموذجنا الخاص وحصلنا على حقوقنا، إذا نجح هذا الحراك الشعبي في السويداء وتمكنت النساء هناك من الحصول على حقوقهن فستكون قد نجحت منطقة أخرى من مناطق سوريا في التطور والتقدم، وهذا الإنجاز سيخدم بدوره التحول الديمقراطي في سوريا وتحرير المرأة".