طلبة الثانوية العامة في غزة ينظمون وقفة احتجاجية للمطالبة بحقهم في التعليم

طالبت مجموعة من طالبات الثانوية العامة في قطاع غزة، بالتدخل العاجل لوقف الهجمات على القطاع وتوفير بيئة آمنة تمكنهن من متابعة تعليمهن.

نغم كراجة

غزة ـ نظم طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) وقفة تضامنية تحت القصف داخل إحدى مراكز الإيواء التي كانت مقررة أن تكون مقراً دراسياً، احتجاجاً على حرمانهم من تقديم الامتحانات للعام الدراسي 2024، بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، وشارك في الوقفة عشرات الطلاب والطالبات الذين تجمعوا حاملين لافتات وشعارات تندد بالانتهاكات ضدهم وتطالب بحقهم في التعليم وإجراء الامتحانات.

أوضحت مديرة إحدى المدارس في قطاع غزة فاطمة قنديل، أن هذه الوقفة نظمت في مركز الإيواء الذي تحول مؤقتاً إلى ملجأ للعائلات النازحة بسبب القصف الإسرائيلي "هذا المركز كان من المفترض أن يكون مدرسة، ولكن تحت وطأة الحرب، أصبح مأوى للعديد من الأسر التي فقدت منازلها، ونحن هنا اليوم لنوجه رسالة إلى العالم، مفادها أن طلاب وطالبات غزة لن يتخلوا عن أحلامهم وطموحاتهم".

وبينت أن الطلبة وأسرهم في ظروف صعبة للغاية، حيث يتعين عليهم التكيف مع الحياة في مراكز الإيواء التي تفتقر إلى أبسط مقومات الراحة والأمان، وعلى الرغم من ذلك، تبقى الإرادة موجودة في نفوس الطلبة الذين يسعون جاهدين لمواصلة تعليمهم وتحقيق أحلامهم رغم كل المعيقات.

وعبرت خلال الوقفة التضامنية عن استيائها من الوضع الراهن، حيث أن الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر تسببت في تعطيل الحياة التعليمية في القطاع بشكل كامل، لافتةً إلى أن القصف الإسرائيلي العشوائي والمكثف في مناطق القطاع وتدمير المئات من المدارس والمؤسسات التعليمية وحرق العديد منها لم يترك لهم مجالاً لوضع حلول وبدائل وإعداد خطط طوارئ لتعويض الفاقد التعليمي للطلبة من أجل مواصلة التعليم.

من جانبها قالت المعلمة داليا السقا "تعد هذه الوقفة الاحتجاجية رسالة قوية للعالم بأن طلاب غزة لن يتخلوا عن حقهم في التعليم مهما كانت حجم الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، وسيظل الأمل قائماً بأن تنتهي الحرب ويتمكنوا من العودة إلى مدارسهم واستكمال دراستهم في بيئة آمنة ومستقرة".

أضافت أنه برغم كل الآلام والمعاناة، يبقى طلبة غزة رمزاً للصمود والتحدي في أشد وأعنف الحروب التاريخية، مؤكدة على أن التعليم هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم والهجمات، معبرة عن قلقها البالغ إزاء مستقبل الطلبة بعد إلغاء عام دراسي كامل.

 

 

بدورها قالت إحدى الطالبات شهد البحراوي "لم يعد لدينا مكان للدراسة، حتى هذه المدرسة التي كانت أملنا في مواصلة التعليم، أصبحت ملجأً من القصف"، مؤكدة أن التعليم هو حق أساسي لكل إنسان، ولا يجب أن يُحرم أي طالب من تحقيق مستقبله بسبب الحروب والصراعات "نعيش في خوف مستمر وضغوطات نفسية وأصوات القصف لا تفارق مسامعنا".

وأشارت إلى أنها فقدت أجمل مراحل السنوات الدراسية المنتظرة، والتي يعيشها الشعب الفلسطيني بأجواء مميزة كل عام، لكن هذا العام جاء مأساوي ودامي وسلبت منهم أجواءهم وطموحاتهم.

 

 

وقالت الطالبة جنان حجيلة إن "الوقت يمضي ونحن نفقد سنة دراسية من حياتنا، وإذا استمر هذا الوضع المتردي فإن مستقبلنا سيكون في خطر على جميع المستويات"، لافتةً إلى أن هذه الأوضاع الصعبة لن تكسر إرادتها، وستواصل النضال من أجل حقها في التعليم "كنت انتظر مرحلة الثانوية العامة بفارغ الصبر لكن من المؤسف أنها لم تبدأ واليوم شارفت على الانتهاء دون أن نكون على مقاعد الامتحانات كبقية المجتمع العربي".

 

 

أما دانا الزعيم التي حملت لافتة كتب عليها "من حقنا أن نستكمل دراستنا وتحصيلنا العلمي"، قالت "نحن هنا لنقول للعالم إن التعليم في غزة تحت النار، وإننا نحتاج إلى دعمكم لإنقاذنا من هذا المصير المظلم والمجهول"، مطالبة بضرورة إيجاد حلول سريعة وفعالة لإعادة الأمور إلى نصابها، مشيرة إلى أن التعليم هو الأمل الوحيد للخروج من دائرة العنف والفقر.

 

 

فيما قالت الطالبة ديما الزهارنة إنه "في هذا الوقت من المفترض أن أكون وزملائي على مقاعد الاختبارات التي تؤهلنا للالتحاق بالجامعات التي سعينا اثنا عشر عاماً في المدارس من أجل تحقيق أحلامنا التي باتت في خيالنا فقط، وفي ظل الحرب الوحشية والدامية على قطاع غزة تدمرت رياض الأطفال والمدارس والكليات وأحرق مرافقهم أمام مرأى العالم ولم يتحرك ساكن".

وأشارت إلى أن الوقفة التضامنية اليوم هي صرخة استغاثة خرجت من داخل المدينة التي مورس بها جميع أشكال العنف وعاث بها الدمار "لقد صمت العالم عن إحراق غزة ما يقارب عاماً وعن حصارها أعواماً طويلة، وهذه الوقفة الاحتجاجية هي نداء بأدنى مستوى من الحقوق التي يجب أن ينعم بها كل إنسان في القرن الحادي والعشرين".

وتشير الأحوال الراهنة والحرب المستمرة في شهرها التاسع إلى أن القطاع التعليمي في غزة يعاني بشكل كبير نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصل، فقد تم تدمير العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية، مما أدى إلى توقف العملية التعليمية بالكامل، كما أن الظروف الأمنية غير المستقرة تجعل من الصعب جداً على الطلبة والمعلمين/ات طرح حلول مؤقتة لاستئناف التعليم بشكل غير مباشر.

وأفادت احصائيات وزارة التربية والتعليم في فلسطين أن 50 ألف من الطلبة تقدموا لامتحان الثانوية العامة في الضفة الغربية والخارج، وأكثر من 39 ألف طالب/ـة حرموا من تقديم الامتحانات في قطاع غزة، و450 طالب/ـة قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.