تكريم نساء فاعلات بمناسبة اليوم الوطني للمرأة التونسية

في اليوم الوطني للمرأة التونسية، كُرمت عدة نساء فاعلات أثبتن قدرتهن على النجاح في مجالات مختلفة.

زهور المشرقي

تونس ـ احتفلت تونس باليوم الوطني للمرأة الذي تعتبره النسويات مناسبة للتذكير بإصرارهن على مواصلة مسيرة النضال للمزيد من المكتسبات والتنبيه إلى ما يمكن أن يمس بحقوقهن ولدعم مختلف المكاسب التي تظل منقوصة نتيجة عدم تنفيذيها على أرض الواقع.

خلال حفل تكريم نساء فاعلات بمناسبة اليوم الوطني للمرأة التونسية الذي يصادف 13 آب/أغسطس من كل عام قالت لوكالتنا رئيسة جمعية "نحب نعيش مع أمي وبابا"، كريمة الرميكي، إن المرأة التونسية تمكنت من تحقيق العديد من المكاسب ترجمت في عدة تشريعات لكن ذلك لا يمكن أن يوقف مسار نضالها من أجل مكاسب أخرى.

ولفتت إلى أنها عملت على تأطير مجموعات من النساء بعيداً عن الأضواء، على طريق تحقيق ذواتهن وتخلصهن من تبعية الرجل ومكبلات المجتمع الأبوي، مشيرةً إلى أن هؤلاء النساء أثبتن قدرات مميزة على النجاح بالرغم من كل الصعوبات التي تتعرضن لها.

وشددت على سعيها وعزمها عبر جمعيتها على الوقوف إلى جانب النساء ضحايا التهميش والفقر وكل من لم ينصفهن المجتمع.

 

 

من جهتها قالت زينب البرقاوي، بأن تكريمها يأتي لمسة اعتراف بتضحياتها كامرأة في مجتمع رجعي يهمشها، مشيرةً إلى أنها بدأت مشروعها عام 1995 بعد وفاة زوجها، وحاولت بإمكانيات ضئيلة الانطلاق في خياطة الستائر المنزلية، وتمكنت على تحمل المتاعب من بلوغ العالمية، وشقت شركتها طريقها إلى عدد من بلدان العالم على غرار ألمانيا، كما باتت مختصة في خياطة ستائر القصور الرئاسية في تونس وخارجها.

وأشارت إلى أن اقتحام امرأة أي مجال في تسعينات القرن الماضي كان مهمة صعبة لكنها تمسكت بحلمها وواجهت التحديات أمام المرأة العاملة لتبلغ ماهي عليه اليوم.

ووجهت زينب البرقاوي رسالة إلى النساء قالت فيها "تمسكن بحلمكن وثقتكن في أنفسكن بإرادة لا تلين، أنتن قادرات على النجاح ومحاربة كل فكر يرفض وجودكن، ومن سار على الدرب وصل".

هنية العايدي، وهي رياضية ألعاب القوى من ذوي الاحتياجات الخاصة، قالت إن حادث مرور أقعدها على كرسي متحرك بعد أن حرمتها الظروف الصعبة من استكمال علاجها بشكل مستمر ما تسبب لها في إعاقة عضوية لازمتها إلى اليوم.

وأشارت إلى أنها خلقت من الضعف قوة وحولت هذا الحادث إلى تحد وإصرار قادها مع مرور الأيام نحو نجاح مبهر وهي على كرسي متحرك، بالرغم أنها دخلت عالم الرياضة وهي في سن متأخرة لكنها نجحت في ترسيخ قناعة أن العمر مجرد فكرة.

وقالت هينة العايدي التي كرمت في الاحتفال باليوم الوطني للمرأة، إنها راهنت على إمكانياتها وباتت تتحصل على مراتب متقدمة في المسابقات الدولية، وحصدت 4 ميداليات فضية في 4 مشاركات ضمن الألعاب البارالمبية في بكين 2008، ولندن 2012، وريو دي جانيرو 2016، وطوكيو 2020، كما نالت ثلاث ميداليات ذهبية في بطولات العالم خلال 2011 و2013 و2015، مع ميداليات أخرى متنوعة في كبرى التظاهرات.

ودعت هنية العايدي النساء إلى التمسك بأحلامهن، وتطرقت إلى معاناة الرياضيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، داعية السلطات التونسية إلى تكثيف التواصل مع هذه الفئة ورعايتها والمساهمة في تحقيق أحلامها وطموحاتها لتشعر فعلا بفخر انتمائها.