TJA يؤكد أن سبيل الدفاع عن الحياة يكمن في نضال المرأة المشترك
أعلنت حركة المرأة الحرة (TJA) عن إطلاق فعالياتها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدة التزامها بمواصلة النضال من أجل الحرية والمساواة تحت شعار "حياة حرة بلا عنف في مجتمع ديمقراطي".
					آمد ـ يُصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، يتم فيها تسليط الضوء على أشكال العنف التي تتعرض لها النساء حول العالم، وتستمر لمدة 16 يوم.
أعلنت حركة المرأة الحرة (TJA) اليوم الاثنين الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، عن تنظيم سلسلة من الأنشطة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يصادف الخامس والعشرين من الشهر الجاري وذلك، تحت شعار "حياة حرة بلا عنف في مجتمع ديمقراطي" وجاء ذلك في بيان أصدرته أكدت فيه التزامها بمواصلة النضال من أجل حقوق المرأة وتعزيز قيم الحرية والمساواة في المجتمع.
وجاء في نص البيان "يصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، نستذكر فيه ذكرى ونضال الأخوات ميرابال، اللواتي دفعن حياتهن ثمنا أثناء مقاومتهن للديكتاتورية في جمهورية الدومينيكان عام 1960، نُحيي هذا اليوم باحتضان غضب النساء اللواتي فقدن حياتهن نتيجة العنف، ونستلهم من مقاومتهن قوة لمواصلة النضال، ومع امتداد إرث الأخوات ميرابال حتى يومنا هذا نؤكد أننا سنواصل تكثيف جهودنا لمناهضة قتل النساء، وننسج معاً مستقبلاً من الحرية والكرامة في مجتمع ديمقراطي".
وأوضح البيان أنه لآلاف السنين تعرضت هوية المرأة للقمع والعنف حيث حبست داخل جدران المنازل وتم استغلالها وقتلت وتعرضت لأبشع أشكال الانتهاكات، مما أدى إلى طمس القيم المجتمعية التي ساهمت في بنائها، ونسيان تاريخها وتجاهل ثقافتها ومعتقداتها، في المقابل نشأت علاقات هيمنة تُدار من قبل النظام الذكوري، مدعومة بهياكل اجتماعية وسياسية تُعيد إنتاج هذا العنف بشكل يومي، وتُكرّس حصر النساء في أدوار هامشية.
وأكد البيان أن المجازر والانتهاكات التي تطال النساء والمجتمعات حول العالم اليوم ليست سوى امتداد لهذا العنف التاريخي الممنهج، فالنظام الرأسمالي الحداثي الذي يرتكز على هيمنة الذكور يشن حرباً متعددة الأوجه ضد النساء، مستخدماَ سياسات متنوعة للحفاظ على هذا الأساس، وتشير الإحصاءات إلى أن ما لا يقل عن 80 ألف امرأة تُقتل سنوياً بسبب العنف الذكوري، في حرب غير معلنة تُنفذها البُنى الاجتماعية والسياسية بشكل جماعي، وتُخلّف وراءها مئات الضحايا يومياً وجروحاً نفسية وجسدية لا تُشفى.
وأشار البيان إلى أن النضال المنظم لمقاومة المرأة كشف على مدى المئة عام الماضية هذا الوضع، إذ نظم نضالاً عالمياً حاشداً وأظهر مقاومته المستمرة للهيمنة الذكورية، في هذه المرحلة لم يبقَ في العالم منطقة لم يتغلغل فيها نضال المرأة، ومع ذلك فإن النظام العالمي يرى في هذا تهديداً هاجم مكاسب المرأة في كل مكان خلال العقد الماضي وصادرها قانونياً وعملياً.
وأوضح البيان أن الأوضاع في تركيا وكردستان والشرق الأوسط متشابهة "في هذه الأراضي موطن الآله تقتل النساء بشكل ممنهج وتتعرضن للعنف كما أنهن تقدمن على الانتحار، وتتعرضن لأشكال أخرى لا تُحصى من القمع والعنف حتى أن وجودهن يُحطم تماماً حيث يُستهان بمشاعرهن وأفكارهن ويُعتبر كونهن نساءً مبرراً كافياً للعنف، مشيراً إلى أن البيانات الصادرة عن السلطات الرسمية لا تعكس الحقائق "نعلم أن الجناة الذكور هم وراء الوفيات المشبوهة للنساء، والتي وُصفت بأنها حالات انتحار، والتي ازدادت في السنوات الأخيرة".
"العنف المنزلي لا يُعتبر عنفاً"
ونوه البيان إلى أنه على مدى العشرين عاماً الماضية عززت سياسات الحكومة المعادية للمرأة العنف ضد النساء وأبعدهن عن حياتهن، في الوقت الذي تُشير فيه جميع البيانات العلمية والاجتماعية إلى أن النساء أكثر عرضة للعنف داخل المنزل "لم ولن نقبل التصوير المُستمر للعنف ضد المرأة على أنه إضعاف للأسرة، إن إعلان عام الأسرة والسياسات المُطبقة فيه يزيدان من حصر النساء في منازلهن مما يُخفي عنف الرجال، إن العنف ضد المرأة ليس قضية عائلية بل هو مشكلة نظام يهيمن عليه الرجال، تُخفي الحكومة الحالية مشاكل الأسرة بخطاب الأسرة المقدسة، مانعةً بذلك تحرير إرادة المرأة التي تقتصر على المجال الخاص".
"القوانين لا تزال حبراً على ورق"
ولفتت الحركة في بيانها الانتباه إلى القوانين القائمة على حماية المرأة والتي هي في الواقع تبقى مجرد إجراء شكلي فالمؤسسات المسؤولة عن حماية المرأة غالباً ما تدفع النساء للعودة إلى العنف تحت ستار "الحفاظ على وحدة الأسرة" المساحات الآمنة غير كافية وأوامر الحماية غير فعّالة، ويُخفّف عنف الرجال بشكل منهجي من خلال مبررات مثل "الغضب الفردي" و"الغيرة" و"الاستفزاز" بينما يُطلق سراح الجناة الذكور بعقوبات مخففة لحسن سلوكهم كما تتضمن الحزمة القضائية الحادية عشرة المُعدّة لعرضها على البرلمان لوائح مقترحة تنطوي على تمييز صارخ يُهدد حق الأفراد في العيش بحرية وتتجاهل التزامات تركيا الدولية في مجال حقوق الإنسان.
وأكد البيان على أن جذور العنف ضد المرأة تكمن في أيديولوجيات ذكورية راسخة منذ آلاف السنين "نعلم أن مقاومة المرأة لم ولن تتراجع أبداً عن هذه الأيديولوجيات، سيستمر نضال المرأة في النمو حتى يتم إرساء عالم خالٍ من العنف والاستغلال والمساواة".
نداء القائد أوجلان
واعتبرت الحركة أن عملية السلام وبناء مجتمع ديمقراطي التي انطلقت بدعوة من القائد عبد الله أوجلان في السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي جزء لا يتجزأ من نضالها من أجل حرية المرأة ومواجهة النظام الذكوري، لافتةً إلى أن السياسات الحربية سعت إلى فصل النساء عن جذورهن ومعتقداتهن وحياتهن اليومية، أما الجرائم التي ارتكبت مرّت دون محاسبة فيما يُعاد اليوم فتح ملفات جرائم قتل من عصور مظلمة، ولكن هذه المرة من منظور هوية المرأة.
"السلام لا يعني إسكات البنادق"
وترى حركة المرأة الحرة أن السلام ليس فقط إسكاتاً للأسلحة، بل نهايةً لجميع أشكال العنف، السلام يعني حياةً لا تُقتل فيها النساء ولا تُنكر هويتهن ولا تُحوّل أجسادهن إلى ساحات معارك السلام يعني أيضاً حياةً لا يموت فيها الأطفال جوعاً ولا يذهبون إلى المدارس جائعين ولا يُلوّث فيها الهواء الذي يتنفسونه والماء الذي يشربونه، لأن الحرب لا تقتل البشر فحسب بل تقتل الطبيعة وتُدمّر الغابات والأنهار والطيور وخصوبة التربة، فالإبادة البيئية شكلٌ آخر من أشكال العنف الذكوري وفقاً لما جاء في البيان.
وأكدت الحركة أن عملية السلام وبناء المجتمع الديمقراطي التي نمت وترسخت من خلال نضال الشعب الكردي ودُفع ثمنها، ستتحقق وتزدهر بقيادة النساء، فالسلام الحقيقي ينبثق من أصوات النساء، ومن عملهن الدؤوب، ومن سعيهن المستمر نحو العدالة، لافتاً إلى أن هذه الأرض استمدت جوهرها من التنظيم الجماعي وفلسفة الحياة التحررية ونشأ المجتمع على هذا الوعي واضعاً معايير حياة متساوية وحرة.
وشددت الحركة في البيان على أنه "إدراكاً منا بأن قيم الحرية الجماعية تُمكّننا من تجاوز جميع الأضرار التي سببها التمييز الجنسي والأصولية الدينية والقومية والعلموية سننظم صفوفنا أكثر وسنبني دفاعنا وحقنا في الحياة حول الجماعة، وسيوجد طريق السلام وبذرة الحياة الحرة في اتحاد هذه القيم، سنستقبل اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بروح وتأثير شعار Jin Jiyan Azadî الذي شكل ديناميكية ليس فقط لمعارضة العنف، بل لبناء جميع مجالات الحياة بلون المرأة، وإدراكاً منا بأن العمل الأكثر فعالية هو التنظيم، نعلن أن سبيل الدفاع عن الحياة هو من خلال نضال المرأة المشترك".
"المقاومة ضد الفقر"
وتطرقت الحركة في بيانها إلى التدمير البيئي أيضاً، فمع جفاف المياه واستغلال الأراضي بالألغام وقصف الغابات يتعرض عمل المرأة وسبل عيشها ومساحات معيشتها لأشد أنواع الدمار "اليوم أكثر من أي وقت مضى نتمسك بـ "مبدأ الأمل" ونعزز عزمنا على العيش بحرية، تنتظر هذه القيم التكافل الاجتماعي والوحدة الاجتماعية والإنتاج المشترك والانتشار، لدينا المزيد من المبررات وفرص النضال والخبرات التي اكتسبناها من تاريخنا العريق لتحقيق نهضة المرأة".
"من أجل حياة خالية من العنف"
وشددت حركة المرأة الحرة في ختام بيانها على أنه من أجل حياة خالية من العنف بات من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن "نتحد من جديد حول القيم الديمقراطية، وأن نكشف عن قيم المجتمعات الاجتماعية، وأن نملك صوتنا وإرادتنا، سنستقبل الخامس والعشرين من نوفمبر بغضب النساء اللواتي قُتلن وأملنا في بناء السلام الذي يسود منطقتنا، أمامنا طريقٌ نسلكه ونضالٌ نخوضه، ندعو جميع النساء إلى السير نحو الحرية وإسماع أصواتهن وإحياء نهضة المرأة، عاش نضال المرأة Jin Jiyan Azadî".