"ثورة النساء في السياسة" لتشجيع المرأة على خوض الانتخابات البلدية

عبر سلسلة جلسات حوارية تقود منظمة فيفتي فيفتي "ثورة النساء في السياسة" للمشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة لعام 2023، وتشجيع النساء للترشح إلى الانتخابات البلدية في البلدات اللبنانية.

كارولين بزي

بيروت ـ أكدت مشاركات في الجلسات الحوارية تحت عنوان "ثورة النساء في السياسة"، أنه على الرغم من أن النساء تمتلكن مؤهلات علمية عالية، إلا أن البيئة التي تتواجدن فيها ليست حاضنة لهن ولا تشجعهن على ذلك.

 

"المشاركة في العمل البلدي بأجندة نسوية"

أكدت النائبة حلمية القعقور لوكالتنا على أهمية تنظيم هذه الجلسات الحوارية في البلدات والقرى وعدم اقتصارها على بيروت والمدن الكبرى، ولفتت إلى أن هناك 40 بلدة ضمن إطار إقليم الخروب يوجد في مجالسها البلدية 6 نساء فقط.

وأضافت "النساء في البلدة تمتلكن مؤهلات علمية عالية، لكن لا تترشحن للانتخابات البلدية والاختيارية كما أن البيئة ليست حاضنة لهن ولا تشجعهن على ذلك، وبالتالي من الأهمية أن يتم تنظيم هذا النوع من الجلسات للتعرف على المشكلة لنقدم حلولاً بغض النظر عن الاختلافات السياسية، هناك ضرورة لحضور المرأة في العمل البلدي وأيضاً أن تحمل أجندة نسوية".

وأوضحت بأن "هذه الندوات والجلسات الحوارية لا تساعد المرأة فقط بالتدريبات والمهارات التي تتعرف عليها، بل أيضاً تساعد النساء على دعم بعضهن البعض، وبأن جميعهن لديهن مشاكل ويستطعن تجاوزها بالتعاون والدعم المتبادل".

 

 

"مشروع لتشجيع النساء للترشح للانتخابات البلدية"

وعن "ثورة النساء في السياسة"، قالت رئيسة جمعية "فيفتي فيفتي"  جويل بو فرحات "ثورة النساء في السياسة مشروع للانتخابات البلدية لعام 2023، وذلك بهدف تشجيع النساء للترشح للانتخابات البلدية. نحاول أن نصل لأكثر من 500 امرأة في كافة المناطق اللبنانية، من خلال 12 جلسة حوارية، لكي نحفّز النساء ونوعيهن على أهمية دورهن في التنمية المحلية، ولكي تترشحن".

وأوضحت "سيتم استقطاب 400 امرأة لنقدم لهن تدريبات عامة مرتبطة بالبلدية والعمل البلدي، ثم سنحاول أن نتعرف على طموحات كل واحدة منهن ومن تريد أن تصل إلى رئاسة البلدية بهدف تدريبها على برنامج خاص يتعلق بهذا المنصب. وسيتم تسليط الضوء عليهن من خلال فيديو نشاركه على مواقع التواصل الاجتماعي لنعرّف الناس أكثر عليهن وتحديداً بلداتهن، والإضاءة على إنجازاتهن وبرامجهن الانتخابية".

وأكدت على أهمية لا مركزية الجلسات "بدأنا من عكار، بعلبك، الهرمل، زحلة مروراً بطرابلس، واليوم نحن في إقليم الخروب، كما نظمنا جلسات في الشوف وعالية، وسيكون هناك جلسات في الأسابيع المقبلة في النبطية وصور وجزين"، وشددت على أهمية دور النساء في مختلف المناطق اللبنانية في التنمية المحلية، وأهمية وجودهن في البلدات وتفعيل دورهن أكثر، لكي نستطيع أن ننهض بالبلد ونغيّر الواقع علينا أن نبدأ بالتغيير من محيطنا الصغير وهو البلدة".

وشهدت الانتخابات النيابية ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة ترشح النساء في الدورات الماضية وتحديداً في عامي 2018 و2022، ولكن ذلك لم ينعكس على الانتخابات البلدية التي قلما نجد نساء على لوائحها، وعلقت جويل بو فرحات على الأمر قائلةً "لأن النساء تعتبرن أن حظوظهن في الفوز ضئيلة، ونسعى لاقتراح قانون كوتا في البلديات وأعتقد أن هكذا قانون من المفترض أن يحفز النساء على الترشح".

وأضافت "إذا أردنا أن ننهض بالبلد نحن بحاجة إلى مشاركة الجنسين، ودورنا كنساء بأن نترشح للبلديات وبالتالي نحن بحاجة لعدد كبير من النساء في البلديات لنحدث فرقاً".

كانت جويل بو فرحات قد رجحت بأن يحضر الجلسات الحوارية نحو 80 امرأة إلا أن المفاجأة كانت بحضور أكثر من 150 امرأة في كل جلسة وهو ما يشير إلى أن النساء ترغبن بأن يصبحن جزءاً من التنمية المحلية عبر العمل البلدي، وبالتالي نلمس تشجيعاً من قبل النساء للترشح للانتخابات البلدية المقبلة.

 

 

"المرأة تتحمل المسؤولية أكثر من الرجل"

أعلنت الناشطة الاجتماعية رويدا الدقدوقي عن رغبتها بالترشح للانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، في بلدتها في برجا. وقالت "أرغب بالترشح للانتخابات البلدية أولاً لأن بلدة برجا كبيرة وهي بحاجة لمن يساهم في النشاطات الإنمائية والاجتماعية، وقد عملنا كجمعيات على مدى عشرين عاماً في العمل الخدماتي والانمائي والاجتماعي. وأعتقد علينا أن نخوض تجربة الانتخابات البلدية، لأن الفرد أحياناً يحتاج لمنصب يساعده لتقديم المزيد من الخدمات الإنمائية والاجتماعية لأبناء وبنات البلدة".

وأضافت "أعتقد أنه من خلال المجلس البلدي يمكننا أن نحقق هذا الأمر، كما أننا نحاول كجمعيات أن نستقطب مشاريع تساعد في إنماء البلدة".

وعما يميز المرأة عن الرجل في العمل الاجتماعي، قالت "المرأة تعطي من وقتها أكثر من الرجل، وإذا قامت بعمل ما تكمل مشروعها حتى النهاية، هذا لا ينفي أن الرجل يقوم بواجباته ولكن المرأة عندما تتولى مسؤولية تكون على قدر هذه المسؤولية. وأعتقد أن المرأة في الحياة السياسية والبلدية مستعدة لبذل الجهود والتضحية حتى تأتي بنتيجة جيدة".

في المجلس البلدي لبلدية برجا يوجد امرأة واحدة، واعتبرت رويدا الدقدوقي أن المرأة في المجالس البلدية بشكل عام تواجه صعوبات كثيرة، ولكنها لا تستبعد أن تفوز في الانتخابات في حال ترشحت للانتخابات البلدية المقبلة في أيار/مايو 2023.

 

 

"آن الأوان للمرأة أن تأخذ دورها"

من بين المشاركات في الجلسة الحوارية الدكتورة دعد قزي وهي دكتورة في القانون الجزائي، ترشحت للانتخابات النيابية في الدورة الماضية ولكن الحظ لم يحالفها، وفق ما قالت لوكالتنا.

وأضافت "أشارك اليوم في اللقاء الذي نظمته "فيفتي فيفتي" لأشجع النساء على المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة"، وأكدت أن هذه اللقاءات مفيدة جداً.

وأشارت إلى أنه اللقاء الأول في منطقة إقليم الخروب ولاسيما في منطقة برجا "أتمنى أن يكون هذا اللقاء دافعاً للنساء لتشاركن في الحياة العامة ولاسيما البلدية".

وعن عدم مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية عبر الترشح، قالت "النساء لا تنقصهن المؤهلات العلمية والثقافية ولكنهن بحاجة إلى تحفيز وهذا ما تفعله حالياً 50/50".

بعد ترشحها للانتخابات النيابية، لا تفكر دعد قزي حالياً بالترشح للانتخابات البلدية، وأوضحت "حالياً متوقفة عن أي نشاط سياسي وأهتم بالشأن العام لأنني عضو بإحدى الجمعيات. ولكنني أشجع النساء على الانخراط بالحياة البلدية لأن التغيير يبدأ من هنا".

وأضافت "نسبة الرجال في العمل البلدي أكبر من النساء، وللأسف نلمس فشلاً في العمل البلدي في المناطق، لذلك آن الأوان للمرأة أن تأخذ دورها، وقد أثبتت أغلب النساء اللواتي دخلن المجالس البلدية وهن قلائل نجاحهن، لذلك يجب أن تأخذ المرأة دورها وتنهض ببلدتها".

 

 

المحامية خديجة المعوش والعضو الوحيد في مجلس بلدية برجا من أصل 18 عضو بلدي، أوضحت الصعوبات التي واجهتها، ولفتت إلى مرحلتين مرت بهما. مرحلة ما قبل انتخابها للمجلس البلدي ومرحلة الدخول إلى العمل البلدي "ما قبل الدخول إلى الانتخابات، كان هناك توجه لدى اللوائح الموجودة أن يتم تطعيم هذه اللوائح بأنثى للزينة. خضنا معركة انتخابية كان الرجل فيها داعم لي ولم أواجه أي نوع من التمييز ولكنني كنت على مستوى من الثقافة والخبرة العملية والعلمية التي لا تشترط دخول أي شخص إلى العمل البلدي، وبالتالي لم أشعر بأنني خضت معركة انتخابية بل دخلت بسهولة إلى المجلس البلدي. وحصلت على عدد من الأصوات وكنت في المرتبة السادسة بعدد الأصوات من بين 42 مرشحاً، من بينهم 4 نساء فقط".

وأضافت "كان هناك ضعف بالمبادرة للترشح في الانتخابات من قبل النساء"، وعن نيتها للترشح مجدداً، قالت "أنا عضو بلدية ولا أحب أن أكرر نفسي"، إذ تطمح للترشح على مقعد رئاسة البلدية "أستحق أن أكون الرئيس".

وأوضحت سبب إحجام النساء عن الترشح للانتخابات البلدية "هناك عدة أسباب: أولاً النظرة النمطية للمرأة والنوع الاجتماعي الذي تفرضه العائلات في البلدة. أيضاً هناك خوف من أن تتجه المرأة لمسؤولياتها العائلية، والاحجام عن دورها الخدماتي والانمائي في حال تم انتخابها".

 

"الاتهامات الذكورية تقويني"

وأكدت أن الجلسة الحوارية كانت مفيدة جداً وتم تسليط الضوء على كافة النقاط. ولفتت إلى أن هناك فرقاً بين العمل البلدي النظري والتجربة "عندما تجلسين على طاولة المجلس البلدي ستُحاربين عندما تقفين إلى جانب الحق، الرجل يحارب المرأة لأنها ناجحة. أفتخر أني الوحيدة التي أعارض بالحق، الوحيدة التي لم تلجأ إلى أي حزب ليدعمها".

وأضافت "تعاونت مع رئيس البلدية على الرغم من أنني ترشحت للرئاسة ضده"، ولفتت إلى أنها في المرحلة الأولى من ولاية رئيس البلدية السابق تعرضت للعنف السياسي واللفظي والجنسي لأنه بدلاً من مواجهة المرأة بأدائها يتم التطاول عليها والتعرض لها شخصياً".