تحول تاريخي في مسار السلام... حركة الحرية تعلن انسحاب قواتها من تركيا
في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع، أعلنت حركة حرية كردستان خطوات عملية غير مسبوقة، استجابة لنداء القائد أوجلان، نحو إنهاء الكفاح المسلح وبناء مجتمع ديمقراطي.
مركز الأخبار ـ في سياق نداء السلام وبناء المجتمع الديمقراطي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان في السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، أعلنت حركة حرية كردستان عن سحب قواتها من الأراضي التركية، في خطوة تعد تحولاً تاريخياً يمهد للانتقال إلى المرحلة الثانية من مسار نداء السلام والمجتمع الديمقراطي.
أصدرت حركة حرية كردستان، اليوم الأحد 26 تشرين الأول/أكتوبر، بياناً أكدت فيه التزامها بنداء السلام والمجتمع الديمقراطي، قرأ البيان من قبل صبري أوك وفجين ديرسم خلال مراسم رسمية في بناري قنديل.
وجاء في البيان "شكلت الحروب والصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، تهديداً جدياً لمستقبل الكرد وتركيا، ما دفع إلى البدء بمسار جديد بدأت من تصريحات رئيس الجمهورية التركية، ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، والقائد عبد الله أوجلان. تحت عنوان "السلام والمجتمع الديمقراطي" بدعوة من القائد أوجلان في مرحلة حساسة ومفصلية للغاية".
ولفت البيان إلى أن "خلال الأشهر الثمانية الماضية، وكطرف كردي، خطونا خطوات كبيرة وتاريخية على أساس نداء السلام والمجتمع الديمقراطي. ومن أجل خلق أرضية هادئة ومناسبة للحوار، أعلنا وقف إطلاق النار في الأول من آذار مباشرة بعد النداء".
وأشار إلى أنه "بالاعتماد على المبادئ التي تضمنتها توجيهات القائد أوجلان، عقدنا في الفترة بين 5 و7 أيار الماضي المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني (PKK)، واتخذنا عدة قرارات منها حل الهيكلية التنظيمية للحزب وإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح، ومن بين هذه القرارات أضفنا قراراً أساسياً بأن التطبيق العملي لهذه القرارات لا يمكن أن يتم إلا تحت قيادة القائد عبد الله أوجلان مباشرة".
وبعد شهرين، في 11 تموز/يوليو الماضي، وبناءً على النداء الذي أطلقه القائد أوجلان، تشكلت تحت قيادة الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) بسي هوزات، مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي المكوّنة من 30 شخصاً، ومن أجل تطبيق قرار إنهاء الكفاح المسلح عملياً، نظمت المجموعة مراسم رمزية أتلفت خلالها أسلحتها، لتؤكد بذلك موقفها الحاسم والواضح في الميدان.
وأوضح البيان أنه في ظل قيادة القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني خطت الحركة الكردية خطوات تاريخية تركت أثراً عميقاً على المشهدين السياسي والاجتماعي في تركيا، وأطلقت روحاً وإرادة جديدة قائمة على السلام والديمقراطية. من أجل السلام، والديمقراطية، والحرية، لاقت هذه المواقف المبدئية والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الكرد داخل تركيا وخارجها ترحيباً واسعاً ضمن إطار المشروع العام.
وبروح من المسؤولية، تسعى كل الجهود المرتبطة بفكر القائد أوجلان وحركة التحرر إلى تجاوز العقبات التي تثقل العلاقات بين تركيا والكرد، بهدف تأسيس مستقبل حر، ديمقراطي، قائم على الأخوة والمساواة. ومن أجل الوصول إلى المرحلة الثانية من مسار السلام والمجتمع الديمقراطي، تبذل محاولات عملية جديدة لتطبيق هذا الهدف وفق الخطة المقرة في المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني.
وبناءً على ذلك، وعملاً بقرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب، تعيد الحركة تنظيم قواتها داخل حدود تركيا في المناطق التي قد تشهد مخاطر تصعيد أو استفزازات محتملة، وتتخذ إجراءات احترازية في مناطق التماس لتجنب أي اشتباك.
وأعلنت الحركة في بيانها وصول جزء "من قواتنا إلى مناطق الدفاع المشروع (ميديا) والانضمام إلى نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، كما تتخذ التدابير اللازمة في المناطق الحدودية ذات الحساسية العالية".
وشدد البيان على أن هذه الخطوات ستكون لها انعكاسات ملموسة، وتشكل ترجمة عملية للموقف الذي تم إقراره في المؤتمر الثاني عشر للحزب "من الواضح تماماً أننا ملتزمون بقرارات هذا المؤتمر ونسير وفق توجيهاته، لكن من الناحية السياسية والقانونية يجب إظهار الالتزامات التي تفرضها المرحلة من دون تأخير، في هذا السياق فأنه يجب اعتبار قانون التحول الخاص بحزب العمال الكردستاني، أساساً لمشاركته في الحياة السياسية الديمقراطية، وضمان اندماجه في مسار الحرية والديمقراطية دون عراقيل".
وأكدت الحركة في بيانها، أن مسيرتها موجّهة إلى النساء والشباب وجميع أبناء الشعب، مشيرةً إلى أن هذا المسار ليس مسار تأمل شيء من أحد، بل مسار كفاح منظم لبناء وترسيخ حياة حرة وديمقراطية "حينها على كل شخص يجد نفسه ضمن هذا النضال أن يشارك بكل طاقته في عملية السلام والمجتمع الديمقراطي".