تحت غطاء الأجانب... اعتقال ما لا يقل عن 15 عائلة بلوشية

داهمت قوات عسكرية في مدينة سيستان وبلوشستان المناطق الجبلية بمقاطعة خاش وألقت القبض على ما لا يقل عن 15 عائلة بلوشية بدون بطاقات هوية، بذريعة أنهم مواطنون أجانب، ونقلتهم إلى مكان مجهول.

مركز الأخبار ـ في تصعيد مثير للقلق لانتهاكات الحقوق المدنية والإنسانية، شهدت مناطق من مدينة سيستان وبلوشستان الإيرانية حملة أمنية واسعة النطاق استهدفت سكاناً محرومين من الهوية الرسمية. بحسب تقارير محلية، داهمت قوات عسكرية سكان قريتين في المدينة واعتقلت العشرات منهم، بينهم نساء وأطفال، دون أوامر قضائية أو توضيح رسمي بشأن مصيرهم.

وفقاً لتقارير وسائل إعلام محلية بلوشية، في ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد 26 تشرين الأول/أكتوبر، شنت قوات عسكرية وعناصر بلباس مدني هجوماً على قريتي "كريم آباد" و"موتور ملا كريم حاجي بلوش"، مستخدمةً ما لا يقل عن أربعة حافلات وعشرات المركبات العسكرية والمدنية، حيث قامت باعتقال جميع السكان الذين لا يحملون بطاقات هوية، ونقلتهم بعنف إلى الحافلات.

وبحسب التقارير المنشورة، شاركت في هذا الهجوم أكثر من 30 مركبة عسكرية ومدنية من نوع "هايلوكس"، وسيارات ركاب وحافلات، فيما حاصرت القوات العسكرية، التي بلغ عدد أفرادها أكثر من 100 شخص، المنطقة بالكامل.

ويؤكد شهود عيان أن "القوات العسكرية والعناصر المدنية قامت بتفتيش المنازل دون تقديم أي أمر قضائي، ثم أخرجت السكان بالقوة وأجبرتهم على الصعود إلى الحافلات. وشملت هذه الأسر نحو 70 شخصاً من النساء المسنات، الرجال، الأطفال والشباب من قومية البلوش، وجميعهم من الفئات المحرومة والمقيمين الدائمين في المنطقة".

وبحسب مقاطع الفيديو المنشورة، تم نقل المعتقلين في ساعات الفجر وتحت إجراءات أمنية مشددة إلى الحافلات، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن مكان احتجازهم أو الجهة المسؤولة عن اعتقالهم.

وقد انتقد سكان المنطقة بشدة هذا الإجراء، قائلين "هؤلاء الناس يعيشون في هذه القرى منذ سنوات طويلة، وهم من سكان بلوشستان الأصليين جيلاً بعد جيل، ولكن بسبب الظلم الإداري والتمييز في الهوية، لا يزالون بلا بطاقات هوية. والآن، بدلاً من حل المشكلة، يتم التعامل معهم كأجانب".

ويقول نشطاء محليون إن اعتقال هؤلاء الأشخاص ونقلهم إلى معسكرات دون تحقيق دقيق يُعد انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان وتعدياً على خصوصية حياة البلوشيين الذين يعانون من الحرمان المضاعف.

وحتى لحظة نشر هذا الخبر، لم يصدر أي بيان رسمي من الجهات الأمنية أو دوائر الأحوال المدنية، فيما تعيش عائلات المعتقلين في قلق شديد على مصير أحبائهم.