تحليلات القائد أوجلان... فلسفة يرتقي بها المجتمع نحو الحرية والديمقراطية

بات فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان منهجاً تتعالى من خلالها الأصوات الحرة الباحثة عن الحقيقة، والتي كان هدف المؤامرة الدولية طمسها، لكنها لم تتمكن من ذلك، بل أصبحت أفكاره منارة للحرية والديمقراطية.

أفرين نافدار

مركز الأخبار- تعتبر الانتفاضة التي بدأت بريادة الشعب الكردي وبقيادة القائد عبدالله أوجلان من إحدى أبرز الانتفاضات التي جمعت الملايين من المحتجين في ميادين النضال والمقاومة، منددين بالظلم والعبودية الممارسة من قبل الأنظمة القمعية، وداعيين إلى حياة مشتركة حرة بين كافة المكونات، فالثورة التي مازالت مستمرة منذ نصف قرن نهضت بالمجتمع والنساء نحو نظام ديمقراطي يشمل المبادئ الأخلاقية والاجتماعية دون تفرقة أو تمييز.

سعى القائد عبدالله أوجلان إلى إيجاد حلول سلمية لهذه الصراعات من خلال نهج ديمقراطي لامركزي، يؤمن بحرية المرأة ويمنحها الدور الحقيقي والفعلي في إدارة المجتمع والمساواة بينها وبين الرجل. ذلك كله لم يرق للدول الإمبريالية التي وضعت أمام عينيها محاربة هذه الفكر بشخصية القائد عبد الله أوجلان. لذلك خططوا لهذه المؤامرة التي تخلوا من القيم الإنسانية والأخلاق السياسية التي لا ترعها الدول الإمبريالية سوى في شعاراتهم.

 

"كردستان مستعمرة" كلمتان هيجت الملايين نحو الحرية

بدأ القائد عبدالله أوجلان مسيرة نضاله بسبب الانتهاكات التي كانت تمارس ضد وجود الشعب الكردي تاريخياً وثقافياً وجغرافياً من قبل السلطات المحتلة والأنظمة الرأسمالية والقمعية، وحسب ما ذكره القائد عبدالله أوجلان في مرافعاته وتحليلاته بأن مسيرة نضاله بدأت عندما بدأ شعوره بالرجفة من داخله عندما ذكر بأن "كردستان مستعمرة"، كما طرح هذا المفهوم، كنقطة انطلاق لفهم واقع الشعب الكردي، واعتبر أن كردستان تعاني من الاستعمار وأن تحريرها يتطلب حراكاً سياسياً وفكرياً، مما جعله يرى ضرورة تأسيس تنظيمات تكون معبرة عن هذا الواقع، وهذه التحليلات تعكس التحديات السياسية والثقافية التي يوجهها الشعب الكردي في السعي نحو الحرية وضمان حقوقهم.

 

ثورة ضمن ثورة

منذ تأسيس حركة التحرر الكردستانية كان للمرأة دوراً طليعياً في ساحات النضال ومواجهة التحديات ضد الأنظمة السلطوية، واعتبر القائد عبد الله أوجلان أن تحرير المجتمع مرتبط بتحرير المرأة، وسار وفق ذلك المبدأً في كافة الأعمال التنظيمية والايدلوجية، وقيم وضع النساء في الحياة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية في كافة مرافعاته وتحليلاته إلى جانب تطوير مشاريع خاصة للمرأة تستطيع من خلالها حماية هويتها ووجودها، قائلاً "لقد رأيت أن قضية حرية المرأة أصعب من القومية والطبقية، وتابعت بهذا الشكل، لكن إمكانياتي كانت محدودة، فالحل يتطلب اتباع نهج فلسفي ونظري جاد، إذ يجب التفكير بطرق الحل وأساليبه، وأنتم أيضاً يمكنكن التعلم، وأستطيع القول إنني وجدت ما كنت أبحث عنه في طفولتي في العصر النيوليتي. فما يسمى في العصر النيوليتي بالهلال الخصيب، يتحقق الآن على جغرافية كردستان، ولدينا دور في رفعة الحضارة والارتقاء بها".

كما أوصى القائد عبدالله أوجلان حركة المرأة الحرة بالاهتمام والعمل وفق ثلاث مواضيع أساسية تترقى بها النساء نحو الحرية والمساواة مبيناً "أوصيكن بـ 3 أجندات تعملون من خلالها لضمان حقوق المرأة الأولى: تاريخ المرأة، الثانية: ثورة المرأة أو حرية المرأة، والثالثة: العقد الاجتماعي للمرأة، كثفوا هذه الأعمال وعززوها، فعملي الملحمي الثالث في الشرق الأوسط يدور حول حرية المرأة، وبرأيي، أن هذا العمل الذي كان ينبغي البدء به قبل البدء بأعمال تحرير الوطن والكفاح، وهو الأصعب".

وتعتبر ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا التي أصبحت اليوم ضوءً ينير درب النساء في الشرق الأوسط من إحدى الانتصارات التي حققتها ايدلوجية القائد عبدالله أوجلان ونتيجة لاهتمامه بقضايا المرأة التي اعتبرها الفئة الأكثر تعرضاً للظلم والاضطهاد.

 

المؤامرة الدولية استهدفت قضية شعب وفلسفة تنهض بها النساء نحو العدالة والمساواة

قيّم القائد عبدالله أوجلان أهداف المؤامرة الدولية التي شاركت بها أغلبية الدول الرأسمالية بالشكل التالي "لم تنسج خيوط المؤامرة في شخصيتي فقط بل استهدفت قضية شعب، فطريقة تسليمي، ونية اللذين لهم دور في ذلك لا يشير إلى الحل والحد من الإرهاب، بل تجذير وتعبيد أرضية الخلاف والشقاق بحيث يمتد قرناً آخر من الزمن، وكانوا يطمحون إلى انتهاز هذه الفرصة إلى الأخير، إذا ما كان ممكناً التفكير بالعكس، لو أنهم شاءوا لكان بمقدورهم الإسهام في إنجاز مستجدات إيجابية جداً في هذا الاتجاه، لكنهم كانوا يدفعون الأمور نحو الهاوية دائماً، ويعمقون المشكلة عقدة كأداء بدلاً من حلها، كانت ثمة مساع لخلق ثنائية نموذجية على غرار ثنائية إسرائيل- فلسطين، فكيفما خدم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الهيمنة الغربية في الشرق الأوسط قرناً كاملاً من الزمن، فكان بإمكان الصراع التركي- الكردي الأوسع آفاقاً بكثير، أن يخدم حسابات الهيمنة قرناً آخر من الزمن بأقل تقدير. وقد روعي الهدف عينه أساساً، اثناء تصعيد العديد من القضايا الإثنية والمذهبية، وجعلها تتخبط في اللاحل ضمن المنطقة، لقد أنضجت حقيقة إمرالي معلوماتي الخام جيداً في هذا الإطار".

 

15 شباط يوماً اسوداً

قام الشعب الكردي بتسمية 15 شباط باليوم الأسود نظراً لأهداف المؤامرة التي تسعى إلى إطفاء النور على درب الشعب، وسيطرة الظلام على وجودهم، معتبرين هذا اليوم تاريخاً للإبادة والنفي القسري، كما تعد المؤامرة الدولية اعتداءً على حقوق الشعب والقضية الكردية.

26 عاماً يواصل القائد عبدالله أوجلان نضاله ضد نظام العزلة وسياسات التعذيب المفروضة عليه في إمرالي، وكسر كافة القيود بالمرافعات التي استطاع من خلالها أن يحول قضية أمة إلى قضية عالمية، كما نرى في يومنا الراهن بأن حرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان أصبحت مناشدة عالمية، والحملة العالمية التي بدأت تحت شعار "الحرية للقائد أوجلان، والحل للقضية الكردية" التي دخلت في المرحلة الثانية والتي تستمر منذ عامين بانضمام الآلاف من المثقفين، الناشطين السياسيين والمدنيين، والمنظمات المدنية والإنسانية والكثير من الشخصيات الريادية والفلاسفة من مختلف دول العالم، أكدت بأن فلسفة القائد عبدالله أوجلان الذي تضم مشروع ديمقراطي يضمن كافة المكونات والفئات على أساس المساواة والحرية، وأصبحت فلسفة عالمية ومنهج يتبعها الآلاف من الشعوب الباحثة عن الحقيقة.

فالعديد من المبادرات التي انطلقت في الدول الاوروبية والشرق الأوسط، كان هدفها واحد وهو العمل على المستوى الثقافي والاعلامي والفني، لتعريف الشعوب بقضية القائد عبدالله أوجلان وما يتعرض له ونشر افكاره وفلسفته، وأيضاً لحشد التأييد الشعبي للضغط على الجهات المعنية وإطلاق سراحه، وكذلك التلاقي مع كل المبادرات والحملات الدولية التي تطالب بحرية القائد عبدالله أوجلان.

 

نضال سينتصر بالحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان

إلى جانب التحديات والنضال التي خاضتها قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة ضد كافة الهجمات التي واجهتها مناطق وجبال كردستان، والتضحيات التي قدمها أبناء هذا الشعب الوطني في سبيل حماية قضيتهم والتصدي للانتهاكات التي تستهدف مكتسباتهم، والجهد العظيم الذي بذلها شعوب المنطقة لضمان نظام مشترك يحمي حقوق كافة المكونات والفئات، أيضاً الصوت الحر للنساء اللواتي اجتمعن حول فلسفة "JIN JIYAN AZADÎ"، أي تكاتف الشعب حول إيديولوجية القائد عبدالله أوجلان والمقاومة التاريخية وملاحم البطولة التي سطرت بدماء الآلاف من الشهداء تفتح ابواب إمرالي أمام الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان، وآمالاً تتخلد في قلوب وعقول الشعوب الطامحة للحرية والعدالة إلى تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان في العام الـ 26 من المؤامرة الدولية، لرفع رايات النصر.