ثلاث سنوات من العمل...تجمع نساء زنوبيا مرجع لكافة النساء
يعد العقد الاجتماعي وإشراك المرأة في الانتخابات من أبرز إنجازات تجمع نساء زنوبيا بعد تحديات ونضال على مدى ثلاث سنوات دون تواني.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ في الذكرى السنوية الثالثة لتأسيس تجمع نساء زنوبيا أكدت العضوات فيه أن التجمع بات مرجع لكافة النساء في المناطق المحررة بإقليم شمال وشرق سوريا لحل قضاياهن ومشاكلهن العائلية والاجتماعية وإنصافهن.
يصادف الأول من حزيران/يونيو الذكرى السنوية الثالثة لتجمع نساء زنوبيا الذي عقد مؤتمره التأسيسي في عام 2021، وأخذ على عاتقه تضافر جهود النساء وتوحيد صوتهن ونضالهن لحل قضايا النساء والوصول لكل امرأة في المجتمع وتعريفها على إيديولوجية تحرير المرأة، بعد أن عانت النساء على مدى سنوات من ظلم وممارسات وانتهاكات وخاصة خلال فترة سيطرة مرتزقة داعش.
وتقول الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا للمناطق الأربعة خود العيسى أنهم خلال نضالهم الدؤوب على مدى ثلاثة سنوات استطاعوا الوصول لشريحة كبيرة من النساء في المجتمع، فبات التجمع مرجع لكافة النساء، ويضمن لهن الإنصاف في أي قضية اجتماعية.
وتطرقت إلى واقع المرأة المعاش في المنطقة قبل التحرير "عاشت المرأة في هذه المنطقة معاناة وظلم وتهميش ومحو هويتها خلال الحقبة الأخيرة، ناهيك عما عاشته من صعوبات على مر التاريخ فرغم جميع الجهود التي كانت تبذلها إلا أن إنجازاتها ودورها لم يظهر للعلن، وكانت الذهنية الذكورية هي التي تحصد الإنجازات التي تحققها المرأة، لكن بعد الحراك الذي شهدته سوريا شاركت المرأة فيه، لكن سرعان ما انحرف عن مساره بعد تدخل أجندة خارجية فيه، كما سيطرت داعش على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وكانت تصنف هذه الحقبة بالمرحلة السوداء في تاريخ المرأة، حيث مورس أشد أنواع التعذيب بحقها من قتل وجلد وبيع وشراء في أسواق النخاسة، وعلى وجه الخصوص في مقاطعة الرقة التي أطلق عليها داعش عاصمة الخلافة المزعومة، لكنها تحررت على يد بنات وأبناء المنطقة الذين نظموا أنفسهم في صفوف وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية، وهي إحدى نتاج ثورة الـ 19 من تموز".
وعن أهمية وحاجة تأسيس تجمع نساء زنوبيا على مستوى المقاطعات الأربعة أوضحت أن "هناك حاجة لتأسيس تجمع نساء زنوبيا لتوحيد طاقة النساء وتضافر جهودهم، فبعد تحرير المناطق الأربعة (منبج والطبقة والرقة ودير الزور) كل منطقة نظمت مجالسها وإدارتها على حدى، فتجمعت الآراء والمقترحات لتشكيل تنظيم نسائي يوحد رؤية المرأة ويكون عملهم وفق نظام داخلي واحد، فالجهد والنتاج لا يكون مبارك إلا بالتوحد ومن هنا جاءت مبادرة تشكيل تجمع نساء زنوبيا، وأعلن عنه في الأول من حزيران عام 2021 عبر المؤتمر التأسيسي له".
ووفق هيكلية مجلس تجمع نساء زنوبيا يتألف التجمع من عدة لجان كل لجنة تختص بعمل ما والذي يشرف عليه مجالس التجمع في المقاطعات الأربعة، كلجنة الصلح والتدريب والإعلام ولجنة الثقافة والفن ولجنة الصحة، ولجنة المالية، ولجنة العلاقات الدبلوماسية التي يتم العمل من خلالها على توسيع العلاقات الدبلوماسية مع الداخل السوري وعلى صعيد الشرق الأوسط والعالم للوصول من خلاها إلى كافة النساء.
وأضافت "تعاني بعض النساء في المنطقة من الأفكار التي خلفها داعش، ونحن بدورنا عبر برامج التوعية نسعى لتخليص هؤلاء النساء من هذا الفكر المتطرف، كذلك العادات والتقاليد البالية التي تظلم المرأة وتقتلها بذرائع واهية أيضاً من الصعوبات التي نواجهها في المجتمع ونسعى لتغيرها".
وعن أبرز الأهداف التي استطاعوا تحقيقها أكدت أنهم "استطعنا الوصول إلى قاعدة وشريحة نسائية كبيرة في المجتمع، وذلك عبر زيارتنا لمنازلهم وعقد الاجتماعات، والآن نخبة كبيرة من النساء ترى أن تجمع نساء زنوبيا مرجعيتها لحل قضاياها ومشاكلها العائلية والاجتماعية وإنصافها، علاوة على العقد الاجتماعي الذي جاء فيه العديد من البنود التي تنصف المرأة ومنها منح المرأة الحق في تنظيم عقد خاص بها يحمي حقوقها ويضمن مكتسباتها، وأيضاً الانتخابات والتي شاركت فيها المرأة ومنحتها الأحقية في انتخاب مرشحتهم التي يرونها مناسبة لتخوض الانتخابات النهائية فيما بعد".
وقيمت نضال تجمع نساء زنوبيا على مدى ثلاث سنوات من العمل "خاضت المرأة نضال دؤوب في تجمع نساء زنوبيا وكان لاسم هذا التجمع صدى كبير في المنطقة وبات معروفاً على أنه معني بشأن المرأة ويهتم بقضاياها، ورغم التحديات التي واجهوها إلا أنهم حققوا إنجازات كبيرة ولا تزال مستمرة في تحقيق المزيد من الأهداف والمبادئ التي يعمل عليها تجمع نساء زنوبيا، ليصلوا بذلك إلى كافة النساء".
وبدورها أكدت عضو مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج ناجية حج محمد من المكون الشركسي "يعد تجمع نساء زنوبيا مظلة تجمع كافة النساء في المناطق المحررة فعلى صعيد مقاطعة منبج يعد التجمع مرجع لكافة النساء في المجتمع والعاملات ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية في المقاطعة إلى جانب المؤسسات الاقتصادية والخدمية والسياسية وغيرها، وتضم المكونات الأربعة في مقاطعة منبج من كرد وعرب وتركمان وشركس، فهذا التلاحم والالتفاف بيننا كنساء يساهم في تقويتنا لإنجاح مشروعنا وبناء مدينتنا، كما يقوي موقفنا الموحد إزاء الهجمات والسياسات التي تسعى لنيل من أرضنا ومشروعنا، فمقاطعة منبج هي من المقاطعات الحدودية مع المناطق المحتلة من قبل تركيا، فانتفاضتنا واحتجاجاتنا ومواقفنا واحدة ضد أي احتلال وتدخل خارجي لأن هذه الأرض لنا جميعاً وحمياتها مسؤوليتنا جميعاً".
وساهم نضالهم في المجال الاجتماعي والنسوي كتجمع نسائي في النهوض بواقع المجتمع كما أوضحت "نحن كتجمع نسعى لبناء شخصية المرأة وتحريرها لأن بناء المرأة هو بناء المجتمع لأنها تمثل نصفه وتربي وتدرب النصف الآخر، وحتى على صعيد العمل إذا تمكنت من عملها تستطيع النهوض بالإدارة الذاتية بدءاً من أصغر هيكلية والتي هي الكومين وصولاً للمجلسين التنفيذي والشعوب الديمقراطية".
وأكدت على أن هدفهم هو أن يكون التجمع قدوة ونموذج تقتدي به كافة النساء السوريات لتوحيد صفوفهم لإزالة الغيمة السوداء التي تعم سماء سوريا وإعادة بنائها من جديد بنضال المرأة وريادتها.