مركز الأخبار ـ منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان نزاعاً بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ونزوح الملايين، في أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأخطر إنسانياً على مستوى العالم.

طالبت الأمم المتحدة أمس الخميس الثاني من تشرين الأول/أكتوبر بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع فظائع وهجمات واسعة النطاق على أساس إثني في مدينة الفاشر المحاصرة، لافتةً إلى مقتل العشرات من المدنيين في الفترة الممتدة ما بين التاسع ونهاية أيلول/سبتمبر الفائت، جراء القصف والضربات التي نفذتها قوات الدعم السريع.

وأشار المفوض العام للأمم المتحدة إلى أن تلك الفظائع يمكن تجنبها إذا التزمت جميع الأطراف باحترام القانون الدولي وحماية حياة المدنيين وممتلكاتهم، مؤكدةً أن المدينة تعيش حصاراً متواصلاً منذ أكثر من 500 يوم.

ولفت الانتباه إلى الحاجة الملحة إلى فتح ممرات آمنة تسمح للمدنيين بمغادرة المدينة طوعاً مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومن دون عوائق، مؤكداً أن القيود المفروضة على دخول الغذاء والإمدادات الأساسية تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

وأكد على ضرورة ضمان المرور الآمن والطوعي لسكان الفاشر للخروج عبر طرق الخروج الرئيسية ونقاط التفتيش التي تسيطر عليها فصائل مسلحة مختلفة، جاء ذلك عقب تقارير متكررة عن أعمال عنف خطيرة ضد الفارين بما في ذلك الإعدامات الميدانية والتعذيب والاختطاف والنهب.

وقال أن هناك تكرر في أنماط الانتهاكات والاعتداءات ذات الدوافع الإثنية ضد المدنيين على غرار ما وقع خلال الهجوم السابق لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في منتصف نيسان/أبريل الماضي الذي تخلله استخدام ممنهج للعنف الجنسي ضد نساء وفتيات من إثنية الزغاوة.

وقال المفوض إنه على جميع الأطراف والدول والتي لها تأثير مباشر على مجريات الأحداث على الأرض اتخاذ تدابير عاجلة لمنع الفظائع، مشدداً على أن هذه الفظائع ليست حتمية، بل يمكن تفاديها إذا اتخذ جميع الفاعلين خطوات ملموسة لاحترام القانون الدولي، والمطالبة باحترام حياة المدنيين وممتلكاتهم ومنع استمرار ارتكاب الجرائم الفظيعة.