تحاولن إبراز موروثهن الثقافي من خلال المهرجان الدولي للزيتونة

يبرز مهرجان الدولي للزيتونة دور المرأة في الحفاظ على الثقافة والموروث الثقافي المادي واللامادي وتمسكها بالعادات والتقاليد رغم كافة المعوقات التي تهمش دورها البارز في المجتمع.

نزيهة بوسعيدي

تونس- تتميز نساء القلعة الكبرى بمحافظة سوسة بالساحل التونسي بتمسكهن بالعادات والتقاليد والموروث الثقافي في كافة المجالات، وتحاولن إظهارها من خلال المهرجان الدولي للزيتونة.

بهدف إظهار ثقافة المرأة في كافة المجالات وتمكين سكان العاصمة من تذوق الأكلات القلعية والتعرف على منسوجات الجهة، نظمت أمس السبت 16 كانون الأول/ديسمبر جمعية المهرجان الدولي للزيتونة للدورة 42 يوم ترويجي لمهرجان الدولي للزيتونة الذي يلتئم من 25 إلى 30 كانون الأول/ديسمبر الجاري بالقلعة، والذي سيتضمن إظهار مواهب وحرف النساء كالنسيج اليدوي وأغذية وحرف واشغال يدوية لتعريف سكان العاصمة بالعديد من الأكلات التقليدية التي اعدتها المرأة في تلك المنطقة ولازالت تحافظ عليها من خبز عربي ومقروض بزيت الزيتون والشكشوكة الحمراء والفرفش والشبتية، والقراوش.

وعلى هامش اليوم الترويجي للمهرجان أوضحت رئيسة جمعية المهرجان الدولي للزيتونة وفاء دعاسة أنه "بهدف التعريف وتمكين سكان العاصمة من تذوق الأكلات القلعية والتعرف على منسوجات الجهة قمنا بتنظيم هذا اليوم الترويجي للدورة 42 للمهرجان الذي يلتئم من 25 إلى 30 كانون الأول الجاري بالقلعة الكبرى وسميت الدورة (دورة فلسطين) وسيكون هنالك  كرنفال عند الافتتاح موجهاً لفلسطين سيتضمن مجموعة من العروض الفنية والدبكة الفلسطينية".

وأوضحت أنه سيحضر المهرجان مجموعة من المؤسسات السياحية، وستنظم مسابقات في الحراثة وتقليم الزيتون واختيار ملكة جمال السياح إلى جانب التعريف بالموروث المادي واللامادي لمدينة القلعة الكبرى من موروث غذائي، ثقافي، لباس إضافة إلى بعض الأنشطة والعروض التنشيطية ومشاركة العديد من الحرفيات والحرفيين، كما سيتضمن البرنامج ندوة فكرية وعلمية تهم الأولى مجموعة من الأنشطة الثقافية كالرسم، وسيتم التطرق للقضايا التي تخص الأطفال وخاصة أطفال غزة أما الندوة الثانية فلاحية تهتم بالمسائل المتعلقة بقطاع الزيتون في منطقة القلعة الكبرى ومشاكل الفلاح وبتثمين الزيتون وتأثير التغيرات المناخية على القطاع.

وأكدت أن المهرجان هو فرصة لتنشيط الحركة الاقتصادية بالجهة والمساهمة في الترفيه من خلال الفقرات الفنية وعروض خاصة للأطفال.

وعن الحضور النسوي بالمهرجان بينت أنه "سوف يكون حضور المرأة بارزاً من خلال تواجد النساء المثقفات والناشطات في المجتمع المدني المهتمات بالموروث الثقافي كما سيكون هنالك مشاركة لافتة للحرفيات بجميع منتوجاتهن التقليدية الضاربة في القِدم كالنسيج وإعداد "الكليم" إلى جانب مشاركة لربات المنزل لأعداد الأكلات وإعداد الصابون ورحي الزيتون بالطريقة التقليدية".

وحول الصعوبات التي تواجهها المرأة في منطقة القلعة الكبرى وتمسكها بالمورث الثقافي أوضحت "من أهم الصعوبات التي تعاني منها الحرفيات مشكلة الترويج؛ وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الأسر التونسية، ورغم ذلك وضعف إقبال الجيل الجديد على تعلم هذه الحرف إلا أن المرأة صمام أمان لهذه المنتوجات التقليدية للمحافظة عليها والمحافظة على تراثنا الثقافي الذي تميزت به الجهة، فالنساء في القلعة تعلمن الحرف وإعداد الأكلات التقليدية من جدتهن وتحاولن تمريرها للأجيال الحالية ليمرروها بدورهم للأجيال القادمة".

وعن وضع المرأة التونسية قالت إن "المرأة التونسية تترك بصمة في كل مجال فهي ربة منزل وتعمل  وتشارك بالمجتمع المدني وتحافظ على التراث الثقافي والفكري وتشارك في السياسة وتحتل مواقع القرار، لكن رغم كل هذه النقاط الإيجابية هناك نظرة دونية للمرأة مهما كان وسطها الاجتماعي ومكانتها في المجتمع وكثيرون هم من يعبرون عن ثقتهم في قدرات المرأة إذا كانت في موقع قرار ولكن على أرض الواقع لا نجد ذلك".