تحالف نسائي في اللاذقية... ورشة عمل حول دور المرأة في بناء السلام
بمبادرة من مجلس المرأة السورية وبمشاركة ثمانٍ من أبرز الجمعيات الفاعلة في مدينة اللاذقية السورية، نظمت ورشة عمل بعنوان "نساء من أجل السلام"، بمناسبة اليوم العالمي للسلام.

اللاذقية ـ بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة في صناعة السلام في سوريا، وتعزيز حضورها كقائدة ومبادرة في بناء المجتمعات المتماسكة، نظم مجلس المرأة السورية ورشة عمل في مدينة اللاذقية، وجاء ذلك كرسالة صمود ومقاومة لما تشهده الساحل السوري من انتهاكات وممارسات وحشية على يد جهاديي هيئة تحرير الشام.
بمناسبة اليوم العالمي للسلام الذي يصادف 21 أيلول/سبتمبر، أطلقت الجمعيات المدنية والنسائية في مدينة اللاذقية السورية، تحالف نسائي تحت شعار "نساء من أجل السلام"، وذلك ضمن ورشة عمل أقيمت بمبادرة استثنائية وتشبيك نوعي بين ثمانٍ من أبرز الجمعيات الفاعلة في المدينة، بهدف تعزيز دور المرأة في صناعة السلام وبناء مجتمع متماسك.
التحالف ضم كلاً من جمعية صناع السلام، جمعية أنتِ، جمعية رتوش، جمعية أيادينا، جمعية سوق الضيعة، جمعية سوريون أحرار، الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية، إضافة إلى مجلس المرأة السورية للتنمية الذي نظم هذه المبادرة.
وألقت الدكتورة سحر جبور مسؤولة العلاقات في مكتب اللاذقية لمجلس المرأة السورية كلمة خلال الورشة، أكدت فيها أن السلام لا يعني فقط غياب الحرب، بل هو عملية بناء مستمرة لمجتمع متماسك، مشيرة إلى أن المرأة هي "المهندسة الرئيسية" في هذه المعادلة، بفضل فطنتها الاجتماعية وقدرتها على الصمود وشفافيتها العاطفية.
وأضافت "وراء كل سلام مستدام امرأة، أم علمت التسامح، وقائدة نشرت العدل، وصانعة أطفأت نار الخلاف"، مشددةً على أن المرأة ليست مجرد رمز للسلام، بل هي صانعته الفعلية، من دورها كأم إلى قيادتها في بناء المجتمعات "سلامكن ليس ضعفاً، بل قوة هادئة تصلح العالم".
وتابعت "قلب المرأة يحمل بذور السلام، برعايتها وحكمتها وعطائها الذي لا يتوقف في بيتها، مجتمعها، والعالم أجمع، في اليوم العالمي للسلام، نحتفي بكن أيتها الصانعات، لأن سلام العالم يبدأ بسلامكن"، وتساءلت حول أهمية تسليط الضوء على هذا الدور اليوم؟ لتجيب "العالم لا يزال يستثمر فقط في جزء بسيط من طاقتكن الهائلة، ولأن قصصكن وإنجازاتكن في صنع السلام يجب أن تروى وتدرس، تمكينكن يعني تمكين مجتمعات بأكملها من العيش في أمان واستقرار".
وأشارت إلى أن "قصة السلام غالباً ما تروى كمعزوفة منفردة، لكن الحقيقة أنها معزوفة جماعية، وفي قلب هذه المعزوفة تقف المرأة كقائدة موهوبة تلحن أغاني المصالحة وتبني جسوراً من الحوار وسط ركام الصراع ولكي تُسمع هذه الألحان بقوة ووضوح، فهي تحتاج إلى دعم ومرافقة من كل الأصوات من حولها، وهنا يبرز الدور المحوري والضروري للرجل كمناصر وشريك للمرأة صانعة السلام".
وأكدت على أن مناصرة الرجل للمرأة في هذا المجال ليست مجرد فعل نبيل، بل هي مسؤولية أخلاقية واستراتيجية لبناء مجتمعات أكثر أماناً واستقراراً، ويتجلى ذلك من خلال أدوار متعددة "المرأة ليست في حاجة إلى من ينقذها أو يمنحها فرصة، فهي قادرة بجدارة، لكنها تحتاج إلى شركاء يخلقون المساحة الآمنة لازدهار هذه القدرات".
ودعت في ختام الورشة إلى جعلها مساحة آمنة للإلهام والتواصل ووضع الخطط "دعونا نستمع لبعضنا، لنتعلم من بعضنا، ولنخرج أكثر قناعة بأن أيدينا معاً يمكنها أن تبني عالماً أكثر سلماً وعدلاً".
النساء صانعات السلام
من جانبها تحدثت زهراء نمورة، المدربة في مجال التنمية البشرية والعمل التطوعي والإنساني منذ سنوات، وتعمل حالياً لدى مجلس المرأة السورية، عن أهداف الورشة، موضحة أنها تسعى إلى تسليط الضوء على دور المرأة في عملية صنع السلام، إلى جانب جمع أفكار المشاركات لمعرفة احتياجاتهن كي يصبحن قياديات وفاعلات في هذا المجال.
من جهتها أكدت المهندسة فدوى عيد من جمعية رتوش، على إيمانها الكامل بأن المرأة صانعة سلام في أي مكان، ولها دور وتأثير أكبر من الرجل بحكم تأثيرها الكبير في المجتمع، فهي صانعة أثر، معربة عن سعادتها بالمشاركة وسماعها للآراء المتنوعة وقصص النساء المشاركات.
وقد شكلت ورشة العمل خطوة نوعية نحو تمكين المرأة وتعزيز حضورها في مسارات السلام وتحقيق نظام ديمقراطي يجمع حقوق كافة الأطياف والمكونات السورية، كما أكدت الورشة بأن بناء المستقبل يبدأ من صوت المرأة، ومن قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص للتماسك والتغيير.