تحالف "ندى" يشدد على ضرورة تأييد حق الشعوب في تقرير مصيرهم

شدد تحالف "ندى" النسوي، على ضرورة مراعاة دول شمال أفريقيا والمنطقة للاتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعوا عليها لحماية النساء وضمان حقوقهن في التعليم والعمل والعيش بحرية وأمن وسلام.

مركز الأخبار ـ أدان التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، الصمت العربي والغربي تجاه المآسي الإنسانية المؤلمة بحق شعوب العالم التي اختارت حق تقرير المصير والحرية والتي كان ثمنها باهضاً يتأرجح بين الموت والتهجير القسري.

تزامناً مع الذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تأتي في ظرف عالمي مأزوم نتيجة ما يعيشه الشرق الأوسط من حروب وصراعات وانقسامات، أصدر التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، اليوم الاثنين 11 كانون الأول/ديسمبر، بياناً للتنديد بالصمت الدولي تجاه الانتهاكات وسياسات التجويع في الشرق الأوسط كانت النساء أول ضحاياها.

وذكر البيان أن الوضع الذي تكافحه النساء في المنطقة نتيجة الحروب والاحتلال على غرار مناطق شمال وشرق سوريا التي تتوزع فيها القوات التركية ومرتزقتها، بات صعباً خاصة في ظل سياسة التجويع الممنهجة وإغلاق المعابر التي تمرر عبرها المساعدات الغذائية لملايين البشر، وسياسة خلقت لإخضاع تلك المنطقة برمتها وهي التي عانت سنوات على وقع تنظيمات إرهابية متطرفة استخدمت النساء كدروع وسبايا لتحقيق مآرب سياسية.

وأكد البيان أن ملايين الأشخاص قد أجبروا بقوة السلاح والعنف على إخلاء منازلهم نتيجة القصف والغارات العشوائية التي تستهدفهم في عقر دارهم.

وكان استهداف تركيا لناشطات تعملن في مجال تنظيم المرأة وتوعيتها كالرئيسة المشتركة لإحدى مقاطعات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا يسرى درويش ونائبتها ليمان شويش انتهاكاً كبيراً في حزيران/يونيو هذا العام، أمام مرأى العالم ومسمعه.

وعانت النساء في اليمن والعراق ولبنان وشمال أفريقيا والشرق الأوسط عموماً وأوكرانيا وغزة مؤخراً حالات الحرب والتعسف والقتل العلني دون تحرك دولي لإيقاف آلة القتل المستبدة.

ولفت البيان إلى المآسي التي عاشتها السودانيات نتيجة الحرب المستمرة والتهجير، واخترن الهروب إلى ملاذ آخر وهن لا تعرفن "مصيرهن البائس" في القارة السمراء التي تعاني بدورها المجاعة والحروب الأهلية.

وسلط الضوء على اعتقال رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بسبب تقديمها طعن في المرسوم الرئاسي التونسي واستمر التحقيق معها لساعات طويلة، لتحرم من حقها في المشاركة بالانتخابات الرئاسية لعام 2024.

وندد البيان بالإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من شهرين والتي "فضحت الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني"، وكشفت عن نوايا الغرب تجاه قضايا حقوق الإنسان وخصوصاً الحق في الحياة الذي تضمنه المادة السادسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأعرب عن غضبه إزاء الموقف الأمريكي الأخير الذي ترجمه "الفيتو" ضد قرار وقف إطلاق النار على غزة المنكوبة والمحاصرة، محملاً المسؤولية كاملة للولايات المتحدة وكل الدول التي هللت بالقصف الإسرائيلي وقتل الأطفال والرُضع والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة.

وعبر تحالف ندى النسوي عن دعمه لنضالات الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين عاماً من أجل أرضه، مشيداً بدور الفلسطينيات ومكافحتهن دون خوف من الموت والاعتقال التعسفي والتعذيب.

ودعا إلى مراعاة دول شمال أفريقيا والمنطقة للاتفاقيات الدولية والمواثيق التي وقعوا عليها لحماية النساء وضمان حقوقهن في التعليم والعمل والعيش بحرية وأمن وسلام، مراجعة سياسات التحقير والترذيل التي تتخذها الدول لقمع النساء ومنعهن من المشاركة في الحياة العامة والسياسية.

كما حث على إطلاق سراح المعتقلات في إيران وتونس واليمن وغيرها من الدول التي تنكل بالنساء وتعتمدهن دروعاً في حروبها، مشدداً على ضرورة أن يكون مسار النضال مشتركاً بعيداً عن الإقصاء والتهميش.