تحالف ندى: اغتيال الصحفيين ليس حادثاً منفصلاً بل ركن أساسي في مشروع الإبادة

أكد تحالف "ندى" أن استهداف الصحفيين في قطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية جزء من مشروع الإبادة الجماعية، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في حماية الصحافة الحرة ومواجهة التواطؤ الإقليمي والدولي الذي يصمت أمام قتل الحقيقة.

مركز الأخبار ـ في العاشر من آب/أغسطس الجاري استهدفت القوات الإسرائيلية خيمة للصحفيين قرب مجمع "الشفاء" الطبي في مدينة غزة، مما أدى إلى مقتل عدد من الإعلاميين وإصابة آخرين من بينهم الصحفي أنس الشريف.

أصدر التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى" اليوم الثلاثاء 12 آب/أغسطس، بياناً ندد فيه باستهداف القوات الإسرائيلية المستمر للصحفيين، كان أخرها استهداف خيمة تضم عدد من الصحفيين من بينهم أنس الشريف مراسل قناة الجزيرة.

وجاء في نص البيان "في جريمة جديدة ضمن مسلسل الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، اغتالت القوات الإسرائيلية الصحفي أنس الشريف، بعد استهدفه بقصف متعمد وهو يؤدي واجبه الوطني والأخلاقي والإنساني، لم يكن أنس الشريف مجرّد ناقل خبر، بل كان شاهداً جريئاً على إحدى جرائم القرن، يقف في قلب الدمار والحرائق، يسجّل بعيون شعبه ما يحاول القاتل دفنه تحت ركام الشهداء، والحصار، والتجويع".

ولفت البيان إلى أن اغتيال الصحفيين ليس حادثاً منفصلاً، بل ركن أساسي في مشروع الإبادة وسعي لحجب الحقيقة واعتداء على حق الإنسانية في المعرفة، فمنذ بدء الحرب على غزة قتل 238 صحفياً أثناء قيامهم بواجبهم في تغطية جرائم الإبادة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية منذ أشهر والتي تعتبر واحدة من أوسع حملات استهداف الصحافة في التاريخ الحديث، إنها جريمة حرب مضاعفة تُضاف إلى سجل الاحتلال في قتل المدنيين، وتدمير المستشفيات، ومنع الإغاثة.

وأوضح البيان أن الصحافة ليست مهنة محايدة، بل خندق متقدّم في معركة الصمود، وميدان مواجهة مع القاتل والمتواطئ، أنس الشريف وكل شهداء الصحافة الحرة جسّدوا أن الكاميرا سلاح في يد الشعوب الحرة، يحرس الذاكرة الفلسطينية والأممية ويمنع محوها، وأن الكلمة الحية أقوى من الصمت المفروض بالقوة.

وحمل تحالف ندى في بيانه المجتمع الدولي، والمنظومة الأممية، وكل الحكومات المتواطئة بصمتها، المسؤولية عن استمرار هذه الجرائم "ندعو الحركات النسوية العالمية، وشبكات الصحافة الحرة، إلى جعل حماية الصحفيين في مناطق الإبادة أولوية سياسية وأخلاقية وإنسانية، وندعو كل قوى التحرر إلى مواجهة التواطؤ الإقليمي والدولي الذي يصمت أمام قتل الحقيقة كما يصمت أمام إبادة الشعب الفلسطيني".