طبيبة تؤكد على أهمية التوعية بسرطان الثدي والكشف عنه مبكراً

أكدت الدكتورة أميمة أحمد الحمزي على أهمية الدعم النفسي للنساء الذي يلعب دوراً كبيراً بخروجهن من مرحلة عدم الاستيعاب والنكران، ودخولهن بمرحلة تقبل فكرة المرض، وتصبحن قادرات على تخطي هذا الأمر بصورة أفضل وأقوى.

فاطمة رشاد

اليمن ـ شهر أكتوبر من كل عام مخصص للتذكير بمرض سرطان الثدي، حيث تعقد فيه الحملات والورش التعليمية والتثقيفية والمحاضرات والندوات بهدف رفع وتيرة الوعي لدى النساء في اليمن وفي العالم أجمع وبشكل عام ولدى المصابات بسرطان الثدي وعائلتهم والمجتمع، ومن أجل تشجيع النساء للكشف المبكر عن المرض في المراحل الأولى التي تساهم في العلاج بسرعة كبيرة.

تقول الدكتورة ومشرفة مركز "الحياة" للكشف المبكر التابع لمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بمدينة عدن أميمة أحمد الحمزي "سرطان الثدي هو نوع من أنواع السرطانات التي تصيب النساء بشكل كبير حيث تبلغ نسبته 33% بين أوساط النساء، وهو يتم عن طريق نشوء الخلايا السرطانية في منطقة الثدي ومنطقة تحت الإبط فتتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا غير طبيعية، وهذه من السرطانات المهم جداً الكشف المبكر عنها للقضاء عليها".

وأوضحت أسبابه والتي هي فارق العمر فكلما تقدمنا بالعمر كلما كنا أكثر عرضة لسرطان الثدي والاستخدام العشوائي لموانع الحمل بطريقة عشوائية، وتاريخ العائلة له دور من 5-10% العامل الوراثي، ونمط تغير الحياة كما أنه للسمنة المفرطة وسوء التغذية وقلة النشاط البدني، ووجود إصابات في العائلة دور كبير في إصابة الشخص".

وفيما يتعلق بالأعراض بينت أن "وجود كتلة غير مؤلمة قاسية متعرجة الحدود في منطقة الثدي أو منطقة تحت الإبط، وارتداد حلمة الثدي في وجود الكتلة إلى الداخل، وكذلك خروج إفرازات تكاد تكون دموية أو تكون بيضاء مثل القيح أو تكون خضراء، أيضا تورم في منطقة الثدي يكون متضخم بشكل كبير يوجد احمرر وملمس جلد الثدي يكون مثل قشر البرتقال مفتوح المسام".    

وأكدت أنه يجب توعية المرأة بأهمية الكشف الذاتي وما يجب عليها أن تعمل بالكشف الذاتي "هناك خطوتان لابد من القيام بهما كي تقوم بالفحص الذاتي للثدي أولاً البدء بالتحري بالنظر والقيام بإجراء فحص باليد، أفضل وقت لإجراء الفحص الذاتي هو بعد أسبوع من بدء الدورة الشهرية، ولابد من تكرار هذا الفحص شهرياً في نفس الموعد (حتى أثناء فترة الحمل) كي تكون قادرة للتعرف على أي تغيرات قد تحدث، والمرأة التي تكون قد دخلت سن اليأس تقوم بداية كل شهر بالفحص، أما المرضعة أذا شعرت بوجود كتلة تعمل على تفريغ الحليب وتبدأ بالكشف الذاتي والذي يعتبر أهم خطوة فيها حينها نلاحظ وجود كتلة أو علامات، فحين تشتبه بوجود كتلة لا بد أن تأتي للمركز وتعمل جهاز التلفزيون الخاص بالثدي وجهاز الماموغرام هو عبارة عن صورة شعاعية وهو أفضل وسائل الكشف المبكر عن أي كتلة في الثدي، حيث يمكنها اكتشاف أي نمو أو كتلة صغيرة أو عميقة في الثدي يصعب الإحساس بها عن طريق الفحص العادي".

ولفتت إلى أن اليوم العالمي لسرطان الثدي يصادف عالمياً 19 أكتوبر، لكنه يتم الاحتفال فيه لمدة شهر كامل بهدف نشر التوعية وكسر حاجز الخوف من الكشف المبكر من سرطان الثدي وخصوصاً النساء، وخصص شهر أكتوبر بالشهر الوردي للتركيز على الجانب التوعوي بشكل أكبر ولتحفيز النساء والفتيات للكشف المبكر والقدوم للكشف في جهاز الارتاسون والماموغرام "خلال هذا الفترة قمنا بالعديد من الأنشطة والفعاليات من حملات التوعية وفي نفس الوقت قمنا بالدعم المجتمعي لمرضى السرطان وجمع التبرعات لصالحهم".

وشددت أميمة أحمد الحمزي على أهمية الكشف المبكر "الكشف عن المرض في المراحل المبكرة يسهل عملية العلاج، سواءً كان بالعلاج الكيمائي أو الجراحي أو الإشعاعي فكلما كشف المرض مبكراً كلما كانت فكرة النجاة أحسن وأفضل من فكرة التأخر والانتشار للمناطق أخرى".

وأوضحت أنه تم تشخيص 320 حالة إصابة بسرطان الثدي خلال هذا الفترة، و33% من النساء هم مصابات بسرطان الثدي وهذا يعني أن واحدة من  كل 8 نساء تكون مصابة بالسرطان الثدي "سرطان الثدي ليس خاص بالنساء فقط حتى الرجال يصابون ولكن بنسبة بسيطة، وفي مدينة عدن تم تسجيل عدد من الإصابات بسرطان الثدي بين الرجال ولكن بنسبة بسيطة".

وأكدت على أهمية الدعم النفسي للنساء بحيث يلعب دوراً كبيراً بخروجهم من مرحلة عدم الاستيعاب والنكران والخذلان والخوف، ودخولهم بمرحلة تقبل فكرة المرض، وبالتالي فان الأمر يتطلب الدعم النفسي من قبل البيئة المحيطة خصوصاً الأهل والأصدقاء فكلما كان لديها بيئة دعم نفسي مناسبة كلما كانت قادرة على تخطي هذا الأمر بصورة أفضل وأقوى، فالدعم مهم جداً.

ولأن المركز حريص على الاهتمام بالمرأة تقول أميمة أحمد الحمزي "نقوم بعمل ورش وحلقات نقاش لكي نقدم النصائح للنساء حيث أنه لا بد من التركيز على طبيعة التغذية لأنه كلما كان خط المناعة أقوى كلما كنا قادرين على مواجه هذه النوع من الأمراض، كما يجب تجنب الكدمات في الثدي لأنها منطقة حساسة جداً، وكثرة الالتهابات في المنطقة نفسها تسبب خلايا سرطانية إضافة لوجود عوامل أخرى"، مضيفة أنه هناك بعض من النساء تقول لا يوجد تاريخ في الأسرة لديها سرطان الثدي فنحن إذا بأمان، ولكن بالعكس قد يصاب الكل وليس شخص محدد".

ونوهت إلى أن "العديد من النساء في اليمن ترفضن تقبل فكرة الإصابة بالمرض أو فكرة الكشف المبكر، ونحن في حملات التوعية نخبرهم بأنه عليهم الكشف ولكن أول جملة نواجهها منهم هي (فال الله ولا فالك) نلاحظ غياب الوعي في هذا الجانب، والبعض يقول إنه في حالة الكشف أنها ستسبق الشر ولا ترغب بالانصدام بحالة مرضها، بل هو بالعكس في حالة أن كان موجود فهو موجود ويعمل بدوره وينتقل بمراحله، ولكن نحن كل ما كشفناه مبكراً كل ما كنا نحد من انتشاره".

وفي ختام حديثها تمنت أميمة أحمد الحمزي "أن يتم افتتاح أكثر من مركز للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، لأنه لا يمكننا الوصول إلى العديد من النساء، كما نتمنى من الجهات المختصة مساعدتنا في هذا الجانب والعمل على تسهيل وفتح أمكان لتكملة المهمات التي نقوم بها، فكلما كان الوعي أكثر في هذا الجانب كلما كان الكشف أبكر".