طاقة وليس إعاقة أول معرض لذوات الاحتياجات الخاصة في غزة

تزامناً مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، تم افتتاح معرض "طاقة وليس إعاقة" لتمكين النساء ذوات الاحتياجات الخاصة اقتصادياً.

رفيف اسليم

غزة ـ افتتحت جمعية خريجي كليات وكالة الغوث، معرض "طاقة وليس إعاقة"، وهو المعرض الأول من نوعه في غزة الذي يحتوي عدة منتجات صنعت بأيدي نساء من ذوات الاحتياجات الخاصة، بهدف تمكينهن اقتصادياً ومحاربة النظرة النمطية السائدة للمجتمع بأن تلك الفئة من النساء لا يمكنها العمل والانتاج كغيرها.

حول معرض "طاقة وليس إعاقة" الذي أفتتح أمس السبت 3 كانون الأول/ديسمبر، قالت عضو مجلس إدارة خريجي وكالة غوث نسرين أبو عمرة، أن المعرض هو الأول من نوعه الذي يحتوي منتجات صنعت بأيدي نساء من ذوات الاحتياجات الخاصة، لدعم تلك الفئة التي تعاني من نظرة المجتمع السلبية والدونية، من خلال إظهار إبداعهن عبر عرض منتجاتهن التي تمثل تاريخ فلسطين وتراثها، وللتعبير عن قدرتهن في صنع منتجات ذات جودة عالية، بالرغم من إعاقتهن.

وأوضحت أن المعرض أقيم بمُناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي لاحتياجات الخاصة، وكان من المقرر أن يستمر ليوم واحد فقط لكن تم تمديده ليوم آخر 4 كانون الأول/ديسمبر، بسبب الإقبال اللافت من الزوار الذين دعموا النساء ومنتجاتهن، لافتةً إلى أن المعرض حمل رسائل لأصحاب القرار بضرورة الالتزام بالقوانين والاتفاقية الدولية.

وأشارت إلى إن المعرض يحتوي على 20 زاوية لنساء قررن توجيه رسالة أن الإعاقة طاقة يمكن تطويعها إذا ما حصلن على فرص مناسبة تتمكن من خلالها البدء بمشاريعهن الخاصة، ليعكسن صورة المرأة الفلسطينية القادرة على تحدي الظروف أياً كانت، مشيرةً إلى أنهن اليوم خير نموذج لتلك الصورة التي تفخر بتقديمها للمجتمع ولوسائل الإعلام.

وأوضحت أن المنتجات تنوعت ما بين الصوف والغزل والتطريز والرسم على الزجاج لتشمل العديد من المشغولات اليدوية، التي تتفاوت في جودتها من زاوية إلى أخرى وكذلك من امرأة لأخرى، لتحقيق الهدف الأساسي وهو التمكين الاقتصادي لذوات الاحتياجات الخاصة للتأكيد على أنهن جزء أصيل من نساء فلسطين اللواتي تسعين دوماً لأن تتواجدن في المقدمة من خلال انجازاتهن.

وأضافت أن الحالة الاقتصادية المتردية التي تعاني منها غزة انعكست بدورها على حياة ذوات الاحتياجات الخاصة فانعدم التمويل الذي يأتي للمشاريع، وتقديم الرعاية لترويج لها محلياً ودولياً ساهم في فشل الكثير منهن، لافتةً إلى أن الإعاقة هي طاقة لذلك توجه رسالة لكافة الفتيات والنساء أن تبدأن بمشاريعهن الخاصة ولا تتراجعن عن المحاولة لمجرد إصابتهن، فالحياة ستستمر بعزمتهن وقوتهن.

 

 

ومن جانبها قالت إحدى المشاركات من ذوات الاحتياجات الخاصة رنا عاشور، أنها تعلمت التطريز منذ أعوام عديدة لكنها امتهنتها منذ عام، وقد شاركت في المعرض لرغبتها في التسويق، مضيفةً أنها تسوق لمنتجاتها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فقط بسبب افتقارها للتمويل الذي يمكنها من التسويق لتلك المنتجات محلياً ودولياً.

وأشارت إلى أن المعاق هو من فقد قدرته على الحركة لكن طالما أن لديه عقل يعمل فهو متساوي مع بقية الأشخاص لذلك تستمر في العمل بجد، موضحةً أنها تعاني من نقص الأدوية التي لا تقوم وزارة الصحة الفلسطينية بتوفيرها مجاناً، فعدم تناولها لتلك الجرعات بانتظام سيسبب فقدانها للقدرة على الجلوس أو الحياة إذا استمر الأمر لفترات طويلة مما يعني انتهاك حقها في الحياة الذي قد يسطو عليه ارتفاع سعر الدواء.

 

 

ومن جانبها قالت إحدى المشاركات من ذوات الاحتياجات الخاصة رندا عاشور أن منتجاتهن تلاقي قبول واسع من الزوار الذين يشككون في هوية صانع تلك المنتجات المتقنة التي تعلمت صنعها من شقيقتها، مشيرةً إلى أن عدم توفير الدواء والكرسي المتحرك هي أبرز الصعوبات التي تواجهها، خاصة عندما يتطلب الأمر إحضار الدواء من خارج المدينة المحاصرة بالتالي ارتفاع ثمنه.

بينما قالت إحدى المشاركات من ذوات الاحتياجات الخاصة فداء الوادية أنه تم تمويلهن من قبل منتدى الإعلام الاجتماعي منذ عام 2018، لمساعدتهن على افتتاح مشروعهن الخاص بالمشغولات اليدوية والذي بقي على حاله منذ ذلك العام بسبب عدم استجابة المؤسسات لقبول الدعم الخاص بتطوير المشروع.

 

 

وأوضحت أن الأسعار التي تضعها للمنتجات تحاول أن تكون مناسبة للجميع، وذلك بسبب حرصها على الاستمرار في المشروع، فمعاناتها من الدمج الاقتصادي هي وصديقاتها الخريجات جعلتهن تقبلن بالقليل لعدم توافر نسبة الدمج في فرص العمل المتراوحة 5% والتي لا تطبق في غالبية الأحيان، رافضة بعد ذكرها لتلك الصعوبات إلقاء اللوم على المجتمع لأن النساء قادرات على التغير ولذلك عليهن أن يبدأن لترى انجازاتهن وليس بكائهن المستمر.

 

 

وشاركت فدوى الجليس مشروعها العائلي المهتم بإنتاج المواد المصنوعة من الخشب لتثبت أن المرأة عليها أن تساهم في دعم اقتصاد العائلة ولا تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد الرجل يعمل وحده، لافتةً إلى أن مشاركتها جاءت لدعم قريناتها من الفتيات والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة اللواتي تتمتعن بالقوة والصبر تفوق النساء خاصة عندما يتواجد الرغبة والحب في صنع المشغولات المختلفة.