طالبات جامعة دجلة يخرجن عن صمتهن بعد استهانة مسؤولي الجامعة بأرواحهن

بسبب مشكلة المواصلات التي لم يوضع لها حل حتى الآن، تضطر الطالبات المقيمات في سكن إياز بن غانم التابع لمؤسسة KYK المتواجد في حرم جامعة دجلة في آمد على السير في طريق خالية لمدة نصف ساعة في كل مساء تحت تهديد التحرش.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ طالبات جامعة دجلة تؤكدن أن السكن الجامعي يهدد حياتهن كما تتعرضن للتحرش وسط صمت المسؤولين عن توفير مواصلات لهن أو إيجاد حلول مناسبة تجنبهن الوقع ضحية التحرش الذي يعم تركيا.

بعد وقوع كارثة المصعد في سكن الطالبات في مدينة أيدين، وفقدان الطالبة الجامعية زيرين إرتاش حياتها على إثرها، خرج طلاب الجامعات في تركيا وشمال كردستان إلى الساحات للمطالبة بتوفير ظروف معيشية آمنة في المهاجع الحكومية التابعة لمؤسسة الائتمان والسكن الطلابي (KYK)، حيث أدت وفاة زيرين إرتاش إلى تسليط الضوء مرة أخرى على المشاكل التي يعاني منها الطلبة المقيمين في السكنات الطلابية.

وجامعة دجلة إحدى الجامعات التي يواجه فيها الطلبة مشاكل جمة خاصة الطالبات المقيمات في سكن الجامعة التي كانت على جدول أعمال الصيانة بالإضافة للتحرش الذي تتعرض له الطالبات منذ سنوات، ولم تضع السلطات لهذه المشكلة حلاً حتى اليوم.

ومع بداية الفصل الدراسي لهذا العام قام المسؤولون في الجامعة بنقل الطالبات اللواتي كن يقمن حتى العام الماضي في سكن صلاح الدين الأيوبي للبنات الموجود خارج الحرم الجامعي إلى سكن إياز بن غانم للبنات الموجود داخل الحرم الجامعي، وهن اللواتي كن يعاني من عدم توفر المواصلات إلى المهجع السابق، يجبرن اليوم على الذهاب للسكن سيراً على الأقدام بسبب صعوبة العثور على وسائل نقل بعد ساعات المساء، كما أن الطريق الذي يسلكنه غير مجهز بالإنارة ويتعرضن للمضايقات والتحرش.

 

تعرضت إحدى الطالبات للتحرش

قبل أسبوعين تم نقل الطالبات اللواتي لم يتم اتخاذ أي خطوات لحل المشاكل التي تعانين منها في السكن طوال السنوات السابقة إلى السكن المنشأ حديثاً، وعلى الرغم من تغيير السكن ظلت المشاكل ذاتها تلاحقهن، فقد تعرضت إحدى الطالبات للتحرش مساء يوم ٢٦ تشرين الأول/أكتوبر الجاري، داخل الجامعة وهي في طريقها إلى مدخل الحرم الجامعي لانتظار الحافلة لعدم وصولها إلى داخل السكن، وأثناء سيرها في الطريق الخالي الذي يستغرق نصف ساعة تعرضت للتحرش اللفظي من قبل مجموعة من الشبان، وعند وصولها إلى السكن فقدت وعيها من شدة الخوف الذي شعرت به، لذلك أطلقت الطالبات شعار "لا للتحرش".

 

"لا أشعر بالأمان أبداً"

أكدت إحدى الطالبات أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات أمنية في الجامعة التي يتكرر فيها حوادث التحرش والمضايقات التي تتعرض لها الطالبات بشكل يومي، "أنا لا أشعر بالأمان أبداً على نفسي في السكن الذي أقيم فيه، إن سائقي حافلات البلدية يقولون "الحرم بعيد عن خط عملنا" أو "انتهت فترة دوامنا"، لذلك نجبر على النزول أمام مدخل الحرم الجامعي في كل مساء عند حوالي الساعة السابعة أو الثامنة، إنهم يطلبون منا النزول عند مدخل الحرم الجامعي، ولكن المسافة بين مدخل الحرم الجامعي والسكن طويلة جداً وخالية، ويمكن للسيارات المدنية المرور بسهولة من هناك، عندما تعود الطالبات من مركز المدينة بين الساعة ٧ و١١ تجبرن على السير في ذلك الطريق الخالي الذي يستغرق مدة زمنية تتراوح بين ٢٥- ٣٠ دقيقة للوصول إلى السكن، كما إن الإضاءة خافتة جداً على طول المسافة، ولا توجد كاميرات للمراقبة أيضاً، إنه مكان خال من كل النواحي وغير مجهز بأي شيء متعلق بالأمان".

 

"نحاول قدر الإمكان أن نسير في مجموعات على الطريق"

أشارت الطالبة التي هي في السنة الثالث هذا العام ومازالت تعاني من نفس المشاكل التي عانتها منها في السنوات السابقة "النظام الذي يقوم بفعل كل ما يتعارض مع وقتنا الراهن تجد مثل هذه الأمور مشروعة له، نسير على طريق خالية في كل مساء لذلك نحاول السير في هذا الطريق بشكل مجموعات، و حتى إن كانت الفتيات لا يعرفن بعضهن البعض، فعندما نرى طالبة في الشارع ننتظرها، لأنه يتوجب علينا أن نحمي بعضنا البعض في مكان كهذا، كلنا نتعرض للتحرش بسبب هذا الوضع، كل الفتيات تواجهن المشاكل ذاته، ليس فقط بالنسبة لهذا السكن بل كنا نواجه ذاتها في المهجع الآخر الذي كنا نقيم فيه سابقاً، والآن لم يتغير شيء سوى هيكل السكن".

وأكدت الطالبة الجامعية أن حادثة المضايقة الأخيرة أيضاً سببها هذه المشاكل، وذكرت أنه إلى جانب مشكلة الطريق تعانين من مشاكل جسيمة في السكن الذي تقمن فيه، وذكرت بأن السكن الذي افتتح قبل أسبوعين لا يزال في حالة قيد الإنشاء والمصاعد لم يتم تشغيلها حتى الآن، مشيرةً إلى أن باب أحد المصاعد مفتوح دوما على رغم من أنه لا يعمل.

 

"لا توجد كاميرات في السكن، ونعاني التسمم من الطعام يومياً"

نوهت الطالبة إلى عدم وجود كاميرات على الطريق المؤدية إلى السكن ولا حتى عند مدخله "وبما أن السكن لايزال قيد الإنشاء والأعمال لا تزال جارية، ومنذ قرابة أسبوعين بإمكان أي شخص الدخول والخروج من المهج كما يشاء"، وتابعت "كنت أقيم قبل في سكن صلاح الدين الأيوبي للبنات، وقام مسؤولو الجامعة بنقلنا إلى هذا المهجع قبل الانتهاء من بنائه، وقاموا بوضع الطلاب الذكور في مكان سكننا السابق، وبالإضافة إلى هذا يعد الطعام المقدم في هذا المهجع مشكلة خطرة للغاية، فمنذ قدومنا إلى هنا في كل أسبوع تقريباً حدثت العديد من حالات التسمم، إننا نعلم بأنهم لا يطبخون الطعام في هذا السكن، يتم إحضار الطعام من مسكن الطلاب الذكور، كما أن سبب عدم قيامهم بتحضير الوجبات في هذا السكن هو وجود احتمال انهياره بأي لحظة، ولكن هل يعقل هذا والسكن قد تم بناؤه حديثاً، كما أن الجميع تقريباً أصيب بالتسمم جراء هذه الوجبات المقدمة وأنا واحد منهم، ورغم وجود كل هذه المشاكل فليس هناك من أحد يتحمل المسؤولية".

 

"عليهم أخذ هذه المشاكل على محمل الجد"

في نهاية حديثها أكدت الطالبة على أنه يجب وضع حلول للمشاكل التي يواجهونها وبشكل عاجل "إننا نريد أن يتم أخذ المشاكل التي نعاني منها على محمل الجد، توجد العديد من المشاكل المتعلقة بأمننا وسلامتنا، وأننا نعلم بأنه لا يتم أخذها على محمل الجد نهائياً، وحتى عندما ندخل إلى المهجع في الساعة العاشرة، فإنهم يفرضون علينا قالب "المرأة العاقلة"، ولكن بدلاً من قيامهم بهذا عليهم ضمان سلامتنا أولاً، إن مطلبنا الوحيد هنا هو تحسين ظروفنا المعيشية، الذين يسكنون هنا هم بشر".