طالبان تقمع مظاهرة نسائية دعماً للانتفاضة النسائية في إيران

على وقع الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 13 يوماً، انتفضت نساء أفغانيات للمطالبة بالحرية وحق الشابة الكردية مهسا أميني التي فقدت حياتها على يد شرطة الأخلاق.

بهاران لهيب

كابول ـ تظاهرت نحو 25 امرأة لمدة 15 دقيقة على الطريق مقابل السفارة الإيرانية وهتفن "المرأة، حياة، حرية"، قبل أن تفرقهن طلقات نارية في الهواء أطلقها عناصر طالبان كانوا يقفون أمام المبنى.

أطلق عناصر من حركة طالبان النار في الهواء اليوم الخميس 29 أيلول/سبتمبر، لتفريق تجمع لنساء نظم أمام السفارة الإيرانية في العاصمة الأفغانية كابول، دعماً لانتفاضة النساء في شرق كردستان وإيران، وتنديداً بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني.

وهتفت المتظاهرات بشعارات من بينها "إيران تنتفض، الآن جاء دورنا" و"من كابول إلى إيران، قولوا لا للدكتاتورية!"، وكن يحملن لافتات كتب عليها شعارات، قبل أن ينتزعها عناصر طالبان من أياديهنّ.

وجمعت النساء اللواتي أخفين وجوههن خلف نظارات شمسية أو كمامات، ما تبقى من اللافتات وحولنها إلى كرات ورقية ورمينها على عناصر طالبان الذين كانوا يقفون مقابلهن.

وقالت إحدى المتظاهرات خالدة زينة "اسم مستعار" لوكالتنا "لقد اجتمعنا هنا للمطالبة بحق مهسا أميني ومئات النساء اللواتي قتلن على يد طالبان والنظام الإيراني، لكن عناصر طالبان لا يسمحون لنا ويطلقون النار علينا".

وتنظم تظاهرات في إيران كل مساء منذ 16 أيلول/سبتمبر إثر إعلان وفاة الشابة مهسا أميني في المستشفى بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بذريعة عدم التزامها بقواعد اللباس المشددة المفروضة على النساء في البلاد.

وتعاني النساء في أفغانستان بشكل كبير من تضييق حركة طالبان التي فرضت قواعد صارمة للغاية على سلوك النساء سواء في العمل أو التعليم، وأمروهن بارتداء الحجاب الكامل في الأماكن العامة.

ومنذ عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، نظمت تظاهرات متفرقة للنساء في العاصمة ومدن أخرى في البلاد رغم حظرها، وذلك ضد فقدانهن وظائفهن أو للمطالبة بحقهن في العلم والعمل، وقُمع بعضها بقوة كما اعتقلت الناشطات اللواتي دعين إلى التجمعات.

وفي العاشر من أيلول/سبتمبر الجاري، تظاهرت عشرات الفتيات في شرق أفغانستان، بعد إغلاق مدارسهن التي أعيد فتحها قبل أسبوع بضغط من الطلاب وزعماء القبائل، وأدان تقرير صادر عن الأمم المتحدة هذه "القيود الصارمة" على حقوق النساء، خصوصاً منع التعليم الثانوي، داعياً طالبان إلى "التراجع فوراً عن قرارها".