في تضييق جديد... حركة طالبان تمنع الاحتفال بعيد المعلم
يعتبر المعلمون من الفئات المحرومة في المجتمع الأفغاني، فهم يتقاضون أقل الأجور الشهرية، وهم الأكثر فقراً وتشرداً، وتعهد مهنة التدريس أضعف وظيفة في أفغانستان.
بهاران لهيب
كابول ـ يحتفل الطلبة في كل أنحاء العالم في يوم الخامس من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلمين، الذي تم تحديده من قبل مكتب التعليم والثقافة التابع للأمم المتحدة (اليونسكو) في عام 1994، بهدف اهتمام الحكومات بالصعوبات التي يواجهها المعلمون ويستمعوا لآرائهم وتجاربهم بغية تطوير القطاع التعليمي.
احتفل الطلاب في أفغانستان في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر الجاري بعيد المعلم، بالرغم من أن حركة طالبان لا تسمح بإقامة الاحتفالات في البلاد باسم الشريعة والدين، منذ أن استولت على السلطة، ومنذ أسابيع بدأت بالإعلان في بعض الأسواق أنه "لا ينبغي الاحتفال بيوم عيد المعلم، فهو خطيئة وذنب".
وقد فقدت المعلمات خلال السنوات الثلاث من حكم طالبان، وظائفهن ولم يعد بإمكانهن ممارسة مهنتهن، كما تم تخفيض رواتبهن.
وبحسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لعام 2024، فقد حُرمت حوالي 1.4 مليون فتاة من التعليم بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، من التعليم معظمهن طالبات المدارس الثانوية، وبإضافة عدد الفتيات المحرومات من التعليم قبل حكم طالبان، فسيبلغ عددهن 2.5 مليون فتاة.
وقال نائب مديرية حكومة طالبان عبد السلام حنفي، لوسائل الإعلام أنه "بعد حكمنا، ينشط في أفغانستان 10 ملايين طالب في المدارس الدينية، ونحو 18500 مؤسسة تعليمية و245 ألف معلم".
وبعد إعلان حكومة طالبان أنه يمكن للفتيات من أي عمر الذهاب إلى المدارس الدينية للتدريس تم تحويل عدد من المدارس الحكومية للفتيات إلى مدارس دينية، وبشكل عام يعاني نظام التعليم في أفغانستان ضعفاً منذ أكثر من أربعين عاماً، لكنه خلال السنوات الثلاثة الماضية أزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
وبالإضافة إلى حرمان الفتيات فوق الصف السادس من التعليم، فإن الوضع التعليمي في مدارس البنين أسوأ من ذلك، فوفقاً للإحصاءات المقدمة، فإن 50 في المائة من المعلمين المهنيين الذين تم فصلهم هم من الملالي الذين يقومون بالتدريس في مدارس البنين.
وفي العام الماضي، أعلن أن الطلاب الذكور لم يعد لهم الحق في ارتداء السراويل في المدرسة ويجب أن يرتدوا القبعات وتكون لديهم لحية، وإلا فلن يُسمح لهم بالذهاب إلى المدرسة، وأضيفت المواد الدينية بدلاً من الفن والرياضة والتربية المدنية، ويتم تدريس المواد الأساسية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات من قبل رجال الدين.
وفي ظل ما يشهده قطاع التعليم احتفلت العديد من المدارس بيوم المعلم سراً، فقبل سنوات من حكم طالبان، كان يتم الاحتفال بيوم عيد المعلم علناً حيث كان يقدم الأطفال فقرات من الشعر ويمنحون الهدايا لمعلميهم للتعبير عن امتنانهم وشكرهم.
قالت شايج سروش مديرة إحدى المدارس في كابول "قبل بضعة أيام، جاء أشخاص سيئو السمعة إلى مدرستنا، وأكدوا بجدية مع التهديدات، أن الدولة الإسلامية لا تحتفل بالمعلمين".
إلا أن طلاب هذه المدرسة كغيرهم من المدارس، قدّروا معلميهم وكرموهم في صفوفهم. وأجمع الطلاب على أن "المعلمون يتقاضون أقل الأجور الشهرية ويتعرضون للإهانات لكنهم يحاولون أن يجعلونا نتعلم، فهذا اليوم من حقهم".
وقالت المعلمة سارة نواب "كنت أؤكد على الاحتفال بيوم المعلم في السنوات التي سبقت حكم طالبان، والآن أعتقد أنه يجب أن يتم الاحتفال به بأي ثمن، لكن طالبان تنسى أحيانا أننا شعب أفغانستان، وخاصة النساء، نحول الأيام التي يعارضونها إلى مقاومة".