طالبان تمنع الاحتفال بيوم المعلم

في الوقت الذي يُحتفل فيه بيوم المعلم حول، منعت حركة طالبان في أفغانستان إحياء هذا اليوم، بل وحرمت الطلاب من تقديم الهدايا لمعلميهم.

بهاران لهيب

كابول ـ يصادف الخامس من تشرين الأول/أكتوبر عيد المعلم، لكن حركة طالبان لم تسمح بإحيائه، فقد أطلقت وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" قبل أسبوع من المناسبة، حملات دعائية في الأسواق والمساجد، معتبرةً أن الاحتفال بهذا اليوم يُعد "إثماً"، وفي يوم المناسبة، أُرسل مندوبون من الوزارة إلى معظم المدارس في البلاد لمراقبة أي محاولة للاحتفال سراً.

في حين أن المعلمين يُحظون بمكانة اجتماعية مرموقة في العديد من دول العالم، يُعدّ المعلمون في أفغانستان من أكثر الفئات تعرضاً للتهميش. يتقاضون أدنى الرواتب، وتُشجع الأسر النساء على العمل كمعلمات باعتبارها وظيفة "سهلة وآمنة".

في الأيام الأخيرة، وردت تقارير تفيد بمنع الطلاب الجامعيين من استخدام الهواتف المحمولة، وإدخال تغييرات على المناهج بإضافة مواد دينية وعربية، كما أُجبرت المعلمات على ارتداء زي أسود بالكامل والمشاركة يومياً في جلسات تعليم ديني لمدة ساعة.

جنات وليد طالبة في الصف الثالث، قالت بحزن إنها تحب معلمتها وتريد تقديم الهدايا لها، لكن قبل يومين اتصلوا بوالدتها وقالوا إنه لا ينبغي إحضار هدايا. 

بدورها قالت ليلى وحيد، وهي طالبة في الصف السادس "يبذل معلمونا جهداً كبيراً لتعليمنا القراءة والكتابة، ونضمن لهم مستقبلاً باهراً. نحن الطلاب، لا نملك إلا يوماً واحداً في السنة لتقديرهم، لكنهم لا يسمحون لنا بذلك، كما أنهم لن يُسمحوا لي بمواصلة دراستي العام المقبل".

وقالت خالدة ضياء إحدى معلمات المدرسة "من المثير للاهتمام أن طالبان تعتبر كل شيء مرتبطاً بالإسلام والشريعة، وتصف كل مناسبة بأنها من ثقافة الكفار، بينما كان النبي محمد نفسه معلماً ومرشداً للأمة الإسلامية"، متسائلة "لماذا يوجد هذا الاختلاف بين أقوال وأفعال طالبان؟".

وأضافت "كمعلمين، نعلم أن الناس في وضع اقتصادي صعب، ولا نطلب من طلابنا هدايا أبداً. كل ما نريده هو أن نسمح لهم بتقدير بعضهم البعض يوماً واحداً في السنة". 

أصبح يوم المعلم في أفغانستان رمزاً للقيود والإهانة بدلاً من أن يكون مناسبة لتكريم العاملين في مجال التعليم، ومن خلال منع الاحتفال بهذا اليوم، تُظهر طالبان مرة أخرى عدم تقديرها للتعليم ودور المعلم، وسعيها لطمس كل مظاهر الاحترام والتشجيع والوعي في المدارس والجامعات.