تأكيداً على أن قضية المرأة واحدة النساء تنتفضن تنديداً بمقتل مهسا أميني

أصدرت عدة منظمات نسائية في شمال وشرق سوريا بيانات منددة بمقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني على يد ما يسمى بشرطة الأخلاق.

مركز الأخبار ـ أصدر تجمع نساء زنوبيا في كل من مدينتي منبج والرقة إضافةً لمنظمة سارا في كوباني بشمال وشرق سوريا بيانين منفصلين استنكرا فيه التضييق على الحريات الشخصية واستهداف حقوق النساء في إيران والذي أدى لمقتل مهسا أميني التي زارت طهران مع عائلتها لتعود منها جثة هامدة بعد أن اعتقلتها "شرطة الأخلاق".

 

"عمل إجرامي"

استنكر تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا اليوم الاثنين 19 أيلول/سبتمبر مقتل مهسا أميني، من خلال بيان أكد على أن الفتاة البالغة من العمر 22 عاماً كانت ضحية قوانين إيران التي تستهدف النساء من خلال القواعد الصارمة على الملابس والتضييق على الحريات.   

وكانت مهسا أميني تزور طهران مع عائلتها عندما أوقفت، الثلاثاء 13 أيلول/سبتمبر، وحدة الشرطة المكلفة بفرض قواعد اللباس الصارمة على النساء بما في ذلك اشتراط تغطية شعرهن، ودخلت في غيبوبة جراء تعرضها لضرب مبرح بعد أن تم توقيفها، وفقدت حياتها في إحدى المشافي في 16 أيلول/سبتمبر الجاري.  

وجاء في البيان "ندين ونستنكر العمل الإجرامي بحق الفتاة الإيرانية مهسا اميني من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية، وذلك بسبب ظهور شعرها حيث تم قتلها بدم بارد وسط حضور واسع لرجال الأمن والعامة، مثل هذه الجريمة التي قامت بها الدولة الإيرانية دليل على استعباد المرأة وحصارها وخنقها وعدم إعطائها أي حق من حقوقها ومحاربتها والقضاء عليها وعلى حياتها، وتهميش واضح للمرأة ولحقوقها، وعدم إفساح المجال لها حتى في إبداء رأيها الشخصي وأخذ حريتها الشخصية".

وأضاف البيان "هذا التضييق الخانق على حياة المرأة الإيرانية هو للقضاء والسيطرة على كافة الشعوب، ولزرع الخوف والعبودية بينهم. يحكمون الشعب ويصدرون قرارات بحق المرأة تحت اسم الدين. هذه الجريمة والجرائم التي ارتكبتها الدولة الإيرانية بعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاقية، لأن المرأة هي أساس المجتمع وإرادتها أقوى من كل شيء، ولا تقبل العيش بذل وإهانة وتريد العيش بحرية وكرامة، لذلك تقتل وتحارب من قبل الأنظمة الحاكمة المستبدة التي تخاف من فكر المرأة وإرادتها".

واختتم البيان بالتأكيد على أن قضية النساء واحدة "نساء شمال وشرق سوريا ومدينة منبج وجميع نساء العالم كلنا واحد ولا فرق بيننا، وسنكون الدعم لجميع النساء وسنحارب كافة القوى الظلامية والاستبدادية، وسنواصل مسيرتنا النضالية حتى نحيا حياة حرة كريمة".

 

"انتهاك لحقوق الإنسان"

فيما وصف مكتب تجمع نساء زنوبيا في مدينة الطبقة قتل مهسا أميني بـ "فعل لا إنساني ولا أخلاقي".

وجاء في البيان أن "المجتمعات تعيش في ظل أنظمة الاستبداد والتعصب الديني والفكري التي تسعى دوماً لفرض سيطرتها على حساب حرية الشعوب وحقها في التطلع إلى العدل والمساواة، فالمرأة تشكل خطراً يهدد وجود هذه الأنظمة في حال قررت التحرر والانعتاق من نير اضطهادهم وظلمهم، لذلك نرى دوماً السلطة الأبوية تسعى لكسر إرادة المرأة وقمعها بكافة الوسائل وعبر استغلال الدين كوسيلة لفرض قوانين لاأخلاقية ولاإنسانية بحقها".  

وأوضح البيان أن "سياسات السلطة الأبوية ترى في المرأة ملكية خاصة لا يمكن لها الخروج من تحت عباءتها دون عواقب، وهذا ما حدث مع الفتاة الكردية مهسا أميني التي قتلت بوحشية على أيدي الشرطة الإرشادية الإيرانية لكونها لم ترتدي حجابها الذي يناسب رؤية النظام الرجعي".

وناشد البيان المجتمع الدولي بالتحرك لإيقاف هذه الجرائم التي ترتكب بحق النساء في إيران وأرمينيا وسوريا والعراق وكل جزء من هذه الأرض التي وصلت لحد لا يمكن قبوله أو السكوت عنه "على المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمرأة تتبع كافة الجرائم التي تستهدف المرأة والتحقيق فيها لمحاسبة المجرمين. حرية المرأة حق مقدس لا يمكن لأحد أن يسلبها إياها".

وأختتم البيان بالتأكيد على أنه "لن نقبل بأن ترتكب المزيد من الجرائم وسنعمل معاً لرفع وتيرة النضال والمقاومة ضد كل أشكال الاضطهاد والعنف ضد المرأة". 

 

 

       

"يجب محاسبة قاتلي النساء"

كذلك أدانت منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة مقتل مهسا أميني، وطالبت السلطات الإيرانية بمحاسبة مرتكبي الجريمة بأشد العقوبات، كذلك ناشدت المنظمات الحقوقية لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق النساء.

وأشار بيان منظمة سارا إلى أن مهسا أميني تعرضت للتعذيب أثناء الاعتقال وفقدت حياتها في المستشفى بعد ثلاثة أيام من ذلك، وتظاهرت الآلاف من النساء في مختلف أنحاء العالم تنديداً بالجريمة، وارتفعت أصوات مطالبة بإعادة النظر بممارسات الشرطة وكذلك بقوانين الحجاب بالبلاد.

وعبر بيان منظمة سارا عن سخطه مما آلت إليه أوضاع النساء "منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة تدين وتستنكر جريمة قتل مهسا أميني على يد قوات السلطات الايرانية"، مؤكداً أنه "لن نقف صامتين حيال الجرائم التي ترتكب بحق النساء، ولذلك نطالب جميع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية والنسائية التي تحمي المرأة من جميع أشكال العنف والوقوف على تلك الجرائم وبشكل خاص الجرائم التي ترتكب بحق النساء".

وطالب البيان السلطات الإيرانية بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم التي تطال النساء "نطالب إيران ونظامها الملي بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم".