صرخة من تل تمر... "التعليم ليس هدفاً عسكرياً"

أكدت أيهان يونس أن آلاف الطلاب محرومون في مدينة تل تمر بإقليم شمال وشرق سوريا، من التعليم بسبب تحول المدارس إلى ملاجئ وتعرضها لهجمات الاحتلال التركي، داعية إلى توفير بيئة آمنة وتمكين الأطفال من العودة إلى مدارسهم دون خوف.

سوركل شيخو

تل تمر ـ أكثر من 35 مدرسة تابعة لمديرية التربية والتعليم في مدينة تل تمر بمقاطعة الجزيرة، على خط التماس، وقد تعرض قسم منها للتدمير نتيجة الغارات الجوية والهجمات المباشرة التي نفذها الاحتلال التركي، بينما تواجه المدارس الأخرى خطر الاستهداف المستمر بفعل الاعتداءات المتكررة.

أنهى أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من سكان مدينة تل تمر والنازحين فيها عامهم الدراسي 2024-2025، ووفقاً لما أفادت به إدارة المدارس، فإن آلاف الطلاب النازحين، إلى جانب الطلاب من الأحياء التي تضم نازحين، لم يتمكنوا من متابعة تعليمهم منذ عام 2019، بسبب تحويل المدارس إلى ملاجئ، ما دفع العديد من العائلات إلى مطالبة إدارة المدارس مراراً بفتح مدارس إضافية لتمكين أطفالهم من مواصلة التعليم.

 

أطفال تل تمر محرومون من حقهم في التعليم

تجدر الإشارة إلى أنه في تل تمر وريفها يعيش أكثر من 14 ألف أسرة، أي ما يعادل نحو 72 ألف شخص من سكان ونازحي رأس العين/سري كانيه، وريف تل تمر وزركان، إضافة إلى نازحي عفرين، وبناءً على هذا الواقع، اتخذت إدارة مدارس تل تمر هذا العام خطوات جديدة لتحسين العملية التعليمية.

وفي هذا السياق، أكد أيهان يونس، ممثلة إدارة المدارس، أن العام الدراسي الحالي انطلق بروح من الحماس والنشاط، رغم التحديات التي تواجه القطاع التعليمي في المنطقة.

وأوضحت أن عملية إحصاء عدد الطلاب لهذا العام لم تُستكمل بعد، لذا لا يمكن تحديد الرقم الإجمالي بدقة، إلا أن أكثر من 3 آلاف طالب تم تسجيلهم حتى الآن، ولا تزال عملية التسجيل مستمرة، وبناءً عليه، يتوقع أن يصل عدد الطلاب إلى نحو 10 آلاف، يتلقون تعليمهم بمناهج الإدارة الذاتية، ويحققون تقدماً علمياً ملحوظاً وفقاً للمنهاج المعتمد.

وقد تقدمت العديد من الأسر بطلبات لافتتاح مدارس جديدة، واستجابةً لهذه المطالب وجهود إدارة المدارس، أعلنت إيهان يونس أنه تم هذا العام افتتاح أربع مدارس جديدة في قرى الرقبة، مجيبرة، ودشيشة الواقعة على خط الاشتباك، بالإضافة إلى مدرسة سيف الدولة في حي الشهيد إبراهيم داخل المدينة، وتباشر هذه المدارس الآن عامها الدراسي الجديد بكادرها التعليمي وطلابها المسجلين، مساهمةً في تعزيز العملية التعليمية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.

 

"الجهود مستمرة لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب"

وأكدت أيهان يونس أنه بعد تلقي طلبات الأهالي وإحصاء عدد الطلاب من قبل لجان القرى، تم تقييم هذه المطالب وفقاً للإمكانات المتاحة والاحتياجات الفعلية، وتم افتتاح المدارس بناءً على ذلك، مشيرةً إلى أن مدرستين تقعان ضمن خطوط التماس "مدرستان أخريان كانت تستخدم من قبل النازحين، وبعد أن تم إسكانهم في منازل ومناطق آمنة، انطلقت العملية التعليمية فيهما من جديد بعد خمس سنوات من التوقف، ونظراً للعدد الكبير من الطلاب، سيتم تقسيم الدوام إلى فترتين صباحية وبعد الظهر لتلبية الحاجة التعليمية".

وأشارت إلى استمرار الجهود لتوسيع نطاق التعليم ليشمل المدارس الأخرى التي تضم نازحين، مؤكدةً أن إدارة المدارس تبذل محاولات جديدة لضمان تقديم الخدمات التعليمية للطلاب، وتنفيذ الخطط السنوية الموضوعة بما يتناسب مع الواقع والتحديات القائمة.

 

"إخلاء المدارس من النازحين لا يكفي"

ووجّهت أيهان يونس نداءً إلى الإدارة الذاتية بضرورة التعاون مع هيئة التربية والتعليم لضمان عدم حرمان الطلاب من حقهم في التعليم "يجب إسكان النازحين حتى يتمكن الطلاب من العودة إلى مدارسهم، نظراً لارتفاع عدد الطلاب هذا العام، هناك حاجة ملحة لإخلاء المدارس التي يشغلها النازحون، كي تعود إلى الخدمة التعليمية"، مؤكدةً أهمية تسخير كافة الإمكانات المتاحة لخدمة الطلاب وتوفير بيئة تعليمية علمية وآمنة خالية من الخوف.

وأضافت "من الأسباب الرئيسية للعوائق التي تواجه آلاف الطلاب في العودة إلى التعليم الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على المدارس وتدميرها، مما أدى إلى حرمان آلاف الطلاب من الدراسة".

منذ بداية عام 2023 وحتى الآن، تم إخلاء 16 مدرسة من النازحين أُعيدت إلى الخدمة التعليمية، بحسب أيهان يونس، مطالبةً بإنهاء الاحتلال التركي على ريف مدينة تل تمر، فإن ما لم ينتهِ الاحتلال، فلن يكون بالإمكان إرسال الطلاب إلى مدارس تقع على خطوط التماس، لما يشكله من خطر مباشر عليهم.

كما استذكرت إحدى الهجمات التي شنها الاحتلال التركي ومرتزقته على المدينة، موضحةً أنه في إحدى تلك الهجمات، قُتل وجُرح مئات الطلاب، لكن من حسن الحظ أن القذائف سقطت بالقرب من المدارس دون أن تصيبها بشكل مباشر.

وفي ختام حديثها، ناشدت أيهان يونس الجهات الدولية بضرورة التدخل العاجل لوقف هجمات الاحتلال التركي، معتبرةً حرمان آلاف الطلاب من حقهم في التعليم جريمة موصوفة، مشيرةً إلى ضرورة أن يتمكن أطفال إقليم شمال وشرق سوريا، أسوة بأطفال العالم، من الذهاب إلى مدارسهم دون خوف، ومتابعة تعليمهم في ظروف مستقرة وآمنة تضمن لهم مستقبلاً أفضل.