'سنحي اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في ساحة الكرامة'
بدأت الاحتجاجات الشعبية والتي اتسمت بالسلمية في مدينة السويداء السورية على شكل مطالب بتحسين الواقع الاقتصادي المتردي، لكنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تدعو إلى "إسقاط النظام" وتطبيق القرار الأممي 2254.
روشيل جونيور
السويداء ـ تؤمن نساء مدينة السويداء السورية، بأن العنف الذي تتعرض له المرأة لا يقتصر على الإيذاء البدني أو الجسدي إنما يشمل حرمانهن من أبسط حقوقهن الإنسانية والذي يعد من إحدى من مظاهر العنف.
تجمع المئات من أهالي مدينة السويداء السورية أمس الجمعة الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء لإحياء مظاهرة مركزية، والمطالبة بدولة يسودها القانون والعدل والمساواة، حملوا خلالها شعارات تنادي بالحرية والمساواة والديمقراطية وبناء سوريا موحدة وفق القرارات الدولية، كما طالب المحتجون بالإفراج الفوري عن المعتقلين في سجون حكومة دمشق، وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وأثبتت المرأة دورها في المجتمع بوجودها في الساحة ومساهمتها بحملة العنف ضد المرأة، وتركت رسالة في ساحة الكرامة بعنوان "بصمتك ضد العنق" وحملن لافتات باللون البرتقالي الذي يعد لون الطاقة المخصص للنساء لحياة أفضل لهن.
وعلى هامش الاحتجاجات قالت المشاركة آمال الجبر "خرجنا إلى ساحة الكرامة من جميع فئات المجتمع لنحارب الظلم والعنف الذي يرتكب بحق المرأة" مضيفةَ "قمنا بافتتاح فعالية في الساحة تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 من الشهر الجاري، ولنطالب من خلالها بحقوقنا وحريتنا، ورأينا خلال الفعالية كيف نادت النساء بحريتهن وحرية أبنائهن لتأمين مستقبل أفضل لهم".
من جانبها أوضحت رحاب كمال الدين إحدى المشاركات في الحراك السلمي أن "المرأة مقيدة بقوانين المجتمع وقوانين الدولة بالنسبة للميراث والتعليم، لذلك خرجت للحراك لتطالب بحقوقها"، مؤكدة أنهن ستستمرن بالخروج حتى تحقيق جميع مطالبهن.
بدورها قالت تغريد الباسط أن ساحة الكرامة لكل السوريين، وكل الفئات سواءً كانوا رجالاً أو نساءً لذلك انطلقت اليوم حملة العنف ضد المرأة، فهي نصف المجتمع وهي من أكثر الفئات التي تعرضت للعنف، ومن فقدت المعيل وأصبحت مسؤولة عن تأمين احتياجات أطفالها، وهي من خرجت للعمل وتعرضت للابتزاز والعنف من قبل المجتمع وحتى من العادات والتقاليد البالية.
وأشارت إلى أنهم في السويداء شعب مسالم وداعي للسلام لذلك خرجوا في احتجاجات سلمية، للمطالبة بحقوقهم، مؤكدة أنهم يريدون السلام فقط والعيش بكرامة وحرية. ووجهت نداء لجميع النساء للخروج للساحات والمطالبة بحقوقهن المسلوبة حتى يتم تحقيقها.
والجدير بالذكر أن الاحتجاجات في مدينة السويداء بدأت في آب/أغسطس 2023، رداً على تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد وانتشار الفساد، ولا تزال مستمرة حتى الآن، ورفعت خلالها منذ اليوم الأول لانطلاقها لافتات تطالب "بإسقاط النظام" والإفراج عن المعتقلين.