شهيدة المقاومة... النساء مستمرات في النضال رغم الاستهداف
تمثل المرأة دوراً أساسياً لبناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي سياسي حر دون تمييز عقائدي طائفي يسود فيه الأمل والسلام.
![](https://jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2025/02/20250217-20250111-11-jpg83e116-image-jpg46d1fa-image.jpg)
مقال بقلم عضوة أكاديمية جنولوجي وسام الشمالي
لا تزال المرأة في سوريا تعاني مرارة الحرب والويلات ولكنها تقاوم وتناضل وتسطر الإنجازات وتقدم التضحيات في سبيل الحياة الحرة والكريمة وخاصة في إقليم شمال وشرق سوريا لتكون المرأة هي الدرع الحامي ضد الاستبداد والقمع التي تتعرض له من قبل الدولة التركية التي تمارس بحقها أبشع الانتهاكات من خلال مرتزقتها التي تعمل على تهجير وتقل الأبرياء ضمن آلية الحرب الجائرة والاستبدادية فمن خلال مقاومة المرأة النضالية وبروحها وفكرها الحر وعزيمتها وإصرارها على عدم الخنوع والاستسلام وبتصديها للظلم والأقصاء فكانت المرأة ذات عزيمة وإصرار وأصبحت عصية على المؤامرات والممارسات التي تحاك ضدها لنيل من إرادتها ولكسر معنوياتها وإبقائها بعيدة عن الواقع لكن بفكرها وبفلسفة المرأة الحياة الحرية لم تستسلم وأصبحت تتصدر المرتبة الأولى في النضال والمقاومة.
فمن خلال توحيد قوتها وتكثيف جهودها من خلال تواجدها في الندوات والاجتماعات والمقابلات وأيضاً تواجدها في الصفوف الأمامية في الجبهات والتي سطرت من خلالها أعظم الانتصارات لدحر العدو ومنعها من التقدم شبراً من مناطقنا لكن برغم الصعوبات والعقبات التي تواجهها في ظل الحرب الخاصة، لا تزال المرأة تقاوم وتناضل بدورها لأنشاء مستقبل أفضل بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان وبمشروع الأمة الديمقراطية وبفلسفة المرأة الحرة وفكرها لبناء سوريا جديدة تعددية لا مركزية المبنية على مبدأ المساواة وضمان حقوق كافة المكونات لتكون سوريا مهد الحضارات وحديقة للزهور تحتوي على ألوان متنوعة من الأزهار.
ومن خلال مقاومة سد الشهداء سد تشرين سد الصمود والمقاومة الذي كان ومازال سداً مقاوماً وحصناً منيعاً وشاهداً على أجرام وحشي وفاشي من المرتزقة الظالمة والجائرة بحق المدنيين والأبرياء وبحق المقاتلين والمقاومين.
فكان للمرأة الحرة نصيباً بأن تنال مرتبة الشهادة فكانت كرم الحمد الشهابي ابنة دير الزور التي أرتقت شهيدة ضمن قافلة الصمود المتوجهة للسد للوقوف بوجه الاحتلال التركي الغاشم والتي قدمت روحها الطاهرة للوطن والحرية والسلام وللدفاع عن أرضها وكيانها وهويتها وعروبتها وشعبها والتي رفعت صوتها لقول كلمة الحق ورفض هيمنة الاحتلال وممارساته المستمرة على مناطق الفرات مناطق إقليم شمال وشرق سوريا التي رفضت الاستسلام وأيضاً الاحتلال والعمليات الممنهجة على أراضيها فكانت تلك الشخصية الحرة ذات الروح الثورية المتشبثة بجذورها وأصالتها العريقة البالغة من العمر 28 عاماً التواقة للحرية، شخصية نضالية ومثقفة ذات رؤيا مستقبلية واضحة لحرية المرأة صاحبة الصوت اللامع والرنان والمليئ بالشغف والحماس والتي انخرطت في الحركات النسوية لتحقيق هدفها من خلال عملها في تجمع نساء زنوبيا الذي يدعم ويناصر قضية المرأة وعدالتها من خلال تدريبها وتنظيمها وتكثيف جهودها لأعلاء كلمة الحق ولتتابع مسيرة الشهداء والشهيدات ولتمثل كرم الحمد صوت المرأة الحرة ولتكون رمزاً من رموز الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا.
يمثل استشهادها استمرار المقاومة وتعبيرها عن رفض أقصاء المرأة وإخماد صوتها واستعبادها وإبعادها عن حقيقتها وجوهرها من خلال مشاركتها بالعديد من المسيرات والمقابلات وللتأكيد على حقيقة المرأة وحريتها ولتثبت الشهيدة كرم الحمد بأن دور المرأة في الثورة دوراً أساسياً لبناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي سياسي حر دون تميز عقائدي طائفي ليسود الأمل والسلام في سوريا الجديدة.