صحفية إيطالية: الإدارة الذاتية نموذجاً مثالياً لسوريا والشرق الأوسط
أكدت الصحفية الإيطالية ماريلو ماستروجيوفاني التي تجري أبحاثاً حول علم المرأة (الجنولوجيا)، على أن نموذج الإدارة الذاتية يجب أن يعتمد كنموذج للسلام المستدام في سوريا والشرق الأوسط.

هيلين خوبون
إيطاليا ـ تحتفل الصحفية الإيطالية ماريلو ماستروجيوفاني هذا العام بالذكرى العاشرة لتأسيس منتدى صحفيي البحر الأبيض المتوسط، الذي كانت من أبرز مؤسسيه، ويخصص المنتدى سنوياً مساحة للنقاش حول القضية الكردية وثورة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا، في تعبير واضح عن التزامه المستمر بإبراز نضالات الشعوب والنساء في المنطقة وتسليط الضوء على تجاربهن التحررية.
ماريلو ماستروجيوفاني، الصحفية الإيطالية ومؤسسة منتدى صحفيي البحر الأبيض المتوسط، تحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لانطلاق المنتدى. وهي تدرك جيدًا أن قضية الشعب الكردي وثورة النساء في روج آفا تُطرح سنوياً ضمن نقاشات المنتدى، مما يعكس التزاماً مستمراً بتسليط الضوء على نضالات الشعوب والنساء في المنطقة.
تُكرس الصحفية الإيطالية والباحثة في جامعة "باري" ماريلو ماستروجيوفاني، جهودها لدراسة البيداغوجيا التحويلية المستندة إلى علم المرأة (الجنولوجيا)، وتسعى إلى تطوير وسائل مبتكرة لنقل المعرفة النسائية، من خلال استخدام تقنيات الهولوغرام والذكاء الاصطناعي.
وأوضحت ماريلو ماستروجيوفاني أن كسر الحدود الجغرافية والجسدية والانفتاح على العوالم الافتراضية أصبح ممكناً بفضل أدوات التواصل الحديثة، معبرةً عن رغبتها في مشاركة أفكارها حول مشروع الديمقراطية والوحدة الذي طرحته نساء سوريا وعضوات مؤتمر ستار، مؤكدة إيمانها بأن المبادرة التي قدمها القائد عبد الله أوجلان لبناء السلام والمجتمع الديمقراطي تمثل رؤية متقدمة لسوريا وللعالم بأسره.
"التجربة الديمقراطية في روج آفا"
ولفتت إلى إمكانية أن تشكل تجربة تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) مصدر إلهام للشعب السوري، مشيرة إلى أن قرار الحزب بإتلاف سلاحه يفتح الباب أمام تبني مواقف جديدة تتسم بالشجاعة والتجديد، وأن نساء إقليم شمال وشرق سوريا وعضوات مجلس سوريا، ومركز دراسات علم المرأة (الجنولوجيا)، ومؤتمر ستار، يجسدن أشكالاً غير مسبوقة من المقاومة.
ودعت الإعلام العالمي، ولا سيما إعلام الشرق الأوسط، إلى إفساح المجال أمام صوت البديل الاجتماعي الأكثر راديكالية، الذي يتجلى اليوم في تجربة روج آفا الديمقراطية.
رفض جميع أشكال العنف
وأوضحت أن هذا الطرح لا يخص مستقبل سوريا وحدها، بل يمكن أن يكون نموذجاً لأي بلد يسعى إلى بناء مصالحة حقيقية، واصفة قرار الحركة إتلاف سلاحها بأنه خيار جذري "إنه تجسيد مادي لما يسميه أوجلان 'قتل الذكورية'، وهذا يعني رفض كل أشكال العنف المستندة إلى الثقافة الأبوية، من يستطيع اليوم أن يفعل الشيء نفسه؟ أي دولة تُعتبر 'متقدمة' مستعدة لقتل الذكورية داخلها والتخلي عن أسلحتها؟".
وتساءلت "هل تستطيع إيطاليا وأوروبا فعل ذلك؟"، مضيفة "الشعب الكردي، النساء الكرديات، يُجسّدن في هذا السياق شعلة من النور؛ إنهن يمثلن الإنسانية والحرية التي تم انتزاعها عبر نظام الإدارة الذاتية، يجب أن يُسمع صوتهن، وتُروى شهاداتهن، وتُدرس ممارساتهن ومعرفتهن، لأن بدون تحرير النساء لا يمكن تحقيق مجتمع حر".
"ثورة المرأة يجب أن تستمر"
وسلطت الضوء على الهجمات التي تعرض لها الشعب الكردي في سوريا خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدة أنها غير مقبولة، معربة عن رفضها لهذه الاعتداءات بقولها "ثورة النساء في روج آفا يجب أن تستمر، لأنها تمثل طليعة الحرية لكل حياة، فالحرية الحقيقية تعني التحرر من كافة أشكال العنف الممنهج".
وأوضحت أن القوى الإرهابية النشطة في سوريا اليوم تسعى إلى تقويض المكاسب الكبرى التي حققها الشعب الكردي ونساء شمال وشرق سوريا في طريقهم نحو الإدارة الذاتية، مشيرة إلى أن هذا الطريق يجب أن يُحتضن كنموذج مثالي من قبل كل ثقافة تدّعي الديمقراطية "بدون الإدارة الذاتية لا وجود للديمقراطية، وهذا النموذج لا يُطبق في العديد من الدول التي تصف نفسها بالديمقراطية، ولا حتى في إيطاليا".