صحفيات ومحاميات تنددن بالإبادة السياسية في شمال كردستان وتركيا

قيمت صحفيات ومحاميات مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا، اعتقال الصحفيين/ات والسياسيين/ات في شمال كردستان وتركيا بأنه "بغض النظر عما يحدث، سينتصر خط السلام والديمقراطية".

برجم جودي

كوباني ـ في إطار الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها في 14 أيار/مايو الجاري، بدأت الدولة التركية عملية الإبادة السياسية، والتي تشمل وتستهدف السياسيين، والصحافة الحرة، والمحاميين، والفنانين، مما أسفرت عن اعتقال مئات الأشخاص.

عبرت الصحفيات والمحاميات في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، عن موقفهن تجاه عملية الإبادة السياسية التي تطال الصحفيين/ات والمحامين/ات وغيرهم في شمال كردستان وتركيا.

 

"سياسات حزب العدالة والتنمية أصبحت أكثر وضوحاً مع الانتخابات"

وقيمت الصحفية دجلة أحمد بشكل عام الاعتداءات والأعمال التي تزامنت مع الانتخابات "تتجه تركيا وشمال كردستان نحو الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لذلك تحدث أعمال وتظهر حقائق كثيرة في هذه الفترة، يعرف حزب العدالة والتنمية بأفعاله، لذلك ينفذ الهجمات على أجزاء كردستان الأربعة وحتى في الشرق الأوسط بأكمله بشكل مستمر. وحيثما كان هناك مكان استراتيجي، تصل حكومة حزب العدالة والتنمية إلى هناك. ولكن مع اقتراب الانتخابات، أصبحت هذه السياسات أكثر وضوحاً".

وأشارت إلى أن "نظام حزب العدالة والتنمية من أجل أن يكون قادراً على النجاح في هذه الانتخابات، فهو يحاول تحقيق بعض المكاسب من خلال تكثيف الهجمات والاعتقالات والإبادة السياسية، وعلى هذا الأساس تنفذ حالياً هجمات مختلفة، وتقصف شمال وشرق سوريا بالطائرات المسيرة، وتنفذ هجمات في إقليم كردستان، وتعتقل الصحفيين والسياسيين والمحامين والوطنيين في شمال كردستان".

 

"الدولة التركية تنتهج سياسات خاصة ومدروسة ضد الصحافة الحرة"

اعتُقل العشرات من العاملين في مجال الإعلام والصحفيين في الأشهر الأخيرة، وحول ذلك أعربت دجلة أحمد عن موقفها قائلة "اعتقال الصحفيين وتعطيل عملهم من قبل نظام حزب العدالة والتنمية ليس بالأمر الجديد. فسياسات حزب العدالة والتنمية المعادية للإعلام الحر والديموقراطي قائمة وموجودة منذ سنوات".

ولفتت إلى أن "الصحافة الكردية لعبت دوراً كبيرة في ثورات وانتفاضات الشعب الكردي، فصحافتنا وإعلامنا يعمل بلا كلل لكشف حقيقة ذهنية نظام حزب العدالة والتنمية وتصرفاته، وفي هذا الشأن اتخذ إعلامنا خطوات مهمة لكشف سياسات حكومة أردوغان تجاه الشعب عامة والكرد خاصة. لذلك إذا كان الصحفيون والسياسيون، يعتقلون اليوم، فهذه ليست قضية جديدة لأن هذا هو واقع وحقيقة حزب العدالة والتنمية. لذلك، في أي عملية إبادة وقتل سياسية، يكون الصحفيون ضحايا مثلهم مثل السياسيين".

وأوضحت أن "حزب العدالة والتنمية يخشى عمل وأنشطة صحافة المعارضة، لذلك تعتقل الصحفيين لإخفاء حقيقتها عن المجتمع مع اقتراب الانتخابات، كما تعتقل السياسيين لضمان نجاحها".

 

"سنعمل بلا كلل لكشف حقيقة نظام أردوغان"

وأكدت دجلة أحمد أنهم سيقومون بدورهم في الكشف عن أفعال حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية "انتخابات 14 أيار ستحدد الخريطة الجديدة لتركيا والشرق الأوسط، وبالتالي إما ستكون هذه الانتخابات أساس نجاح خط السلام والديمقراطية، أو نجاح حزب العدالة والتنمية أي استمرار الإبادة الجماعية والفاشية. وهذا الخيار الآن في أيدي شعب شمال كردستان وتركيا".

ودعت الأهالي للتوجه إلى صناديق الاقتراع مع الإدراك والوعي بمستقبل سلمي وديمقراطي، مضيفةً "عند التصويت، يجب أن يتذكروا الأحداث التي تعرضوا لها بسبب حزب العدالة والتنمية واختيار المرشحين على هذا الأساس. خاصة نحن كصحفيين، موقفنا واضح إذا أغلقت جميع وسائل الإعلام في شمال كردستان وتركيا، سنقوم من شمال وشرق سوريا وجميع أجزاء كردستان الأخرى بكشف حقيقة نظام أردوغان".

 

"تزايد انتهاك الاتفاقات الدولية خلال العملية الانتخابية"

من جانبها أشارت المحامية روشن حاجم إلى انتهاكات الدولة التركية "إن الدولة التركية تعتقل باستمرار أصحاب النفوذ في المجتمع، مثل السياسيين والصحفيين والمحامين، إلخ. هذه الاعتقالات التي زادت في الآونة الأخيرة، تنتهك في المقام الأول الاتفاقيات والقواعد الخاصة بحماية حقوق الإنسان، حيث يوجد هناك اتفاقية دولية حول الحقوق المدنية والسياسية ويمكن للجميع التعبير عن آرائهم السياسية بطريقة طبيعية دون أن يتعرضوا للتهديد أو التعذيب".

وأضافت "يمكن ذكر العشرات من الاتفاقيات الدولية التي تؤكد انتهاكات الدولة التركية. لكن في تركيا لا يستطيع أحد التعبير بحرية عن آرائه السياسية، ولا يمكن للصحفي/ـة أن ينشر خبراً ضد النظام الحاكم لأنهم يعتقلون على الفور وتوجه إليهم تهم مختلفة. لقد تفاقم هذا الوضع في هذه الفترة لأنه من المعروف أن الانتخابات جارية. كما أن الأشخاص الذين تم اعتقالهم لهم تأثير فوري على نتائج الانتخابات، لذلك يريد أردوغان التخلص منهم كونهم يشكلون عقبة أمام نجاحه".

 

"نتائج الانتخابات ستؤثر على الشرق الأوسط والعالم"

وبشأن نتائج انتخابات 14 أيار/مايو الجاري، أوضحت روشن حاجم أن خط السلام والديمقراطية سيتم تحديده "كحقوقيين ندعو منظمات حقوق الإنسان لتتمكن من تحذير وتنبيه الدولة التركية ومحاسبتها بسبب انتهاكها لقوانينهم وأنظمتهم بشكل واضح. كما أن للمعتقلين الحق في المشاركة في الانتخابات والتصويت والمراقبة. لكن في تركيا، يتم انتهاك أبسط الحقوق الطبيعية أيضاً".

ولفتت إلى أن "الجميع ينتظر نتائج الانتخابات ليس فقط الكرد بل الشرق الأوسط والعالم أيضاً. لهذا السبب حتى لو تم اعتقال الأشخاص ذو التأثير في المجتمع، يجب أن يدعم كل فرد الآخر وعدم ترك مكانهم فارغاً، فالآن أصبحت حكومة حزب العدالة والتنمية مصدر متاعب ومشاكل في الشرق الأوسط ويجب تغييرها".