سبعينية تحارب الأمية في بورتسودان
أقنعت آمنة أحمد محمد مجتمعها بأهمية تعليم النساء للنهوض بواقع بنات جنسها وتحدياً للعادات والأفكار الرجعية.
ميرفت عبد القادر
السودان ـ تسعى المعلمة آمنة أحمد محمد بمجهودها الخاص لتعليم النساء ومحو الأمية بشرق السودان، حيث تعلم على يدها الآلاف من الأهالي.
نسبة الأمية مرتفعة بشرق السودان بشكل كبير، حيث بلغت 80%، بسبب انعدام الاهتمام بالتعليم ولاسيما تعليم النساء، إلا أن السبعينية آمنة أحمد محمد المعروفة بـ "آمنة أور" من مدينة بورتسودان بشرق السودان كرست حياتها لمحاربة الأمية في الولاية ذات النصيب الأكبر من أعداد الأميين.
استطاعت آمنة أور محو أمية عشرات الآلاف رغم تقدمها بالعمر بعد أن فقدوا الأمل في التعليم، حيث يبدأ اليوم الدراسي في مدرستها بعد الظهر أي بعد انتهاء اليوم الدراسي بالمدارس الأكاديمية، بهدف استعارة فصول إحدى المدارس الحكومية القريبة من منزلها.
وعن فكرتها قالت "افتتحت المدرسة بهدف منح حق التعليم لكل من أضطر لترك عمليته التعليمة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنزوح والزواج المبكر، فهنا الأهالي يجبرون فتياتهم على ترك دراستهن من أجل تزويجهن، وبحجة أن المدارس مختلطة وهم لا يقبلون بهذا النظام"، لافتةً إلى أنها أسست المدرسة عام 1999 إدراكاً منها بخطر آفة الأمية خاصة بولاية البحر الأحمر وأطراف المدن والريف، ويمكن لجميع الفئات العمرية الالتحاق بها.
أما عن نسبة الأمية وسط نساء شرق السودان فقد أكدت أنها بلغت 80 % وفقاً لآخر الإحصائيات، "فمجتمع شرق السودان لم يكن يعطي لتعليم النساء أهمية وفقاً للمعتقدات والتقاليد وثقافة المنطقة فالزواج هو الأهم للفتاة بالنسبة لهم".
أما عن أكبر المشكلات التي واجهتها منذ بداية تأسيس مدرستها وحتى الآن قالت إن عدم تقبُل المجتمع لفكرة التعليم وخاصة تعليم النساء أولى هذه المشكلات، فقد كانت تضطر للذهاب إلى الأحياء لإقناع الأهالي بالفكرة والسماح لبناتهم بالدراسة، "أحياناً عدم الانتظام في متابعة التعليم مثل غياب الفتاة عن المدرسة لعدة سنوات وتعود مرة أخرى بعد الطلاق وهو أمر منتشر جداً في مجتمع شرق السودان".