سبع سنوات من النزوح... أهالي سري كانيه يطالبون بعودة آمنة

أكدت نساء مدينة رأس العين/سري كانيه أن الاحتلال التركي هجرهن قسراً من مدينتهن التي كانت رمزاً للتنوع والسلام، ويعشن منذ سبع سنوات في ظروف قاسية، مطالبات بعودة آمنة وكريمة ومحاسبة الاحتلال.

زينب عيسى

قامشلو ـ في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، شنّ الاحتلال التركي هجمات عنيفة على مدينة رأس العين/سري كانيه، مستخدماً مختلف أنواع الأسلحة ضد سكانها، ورغم المقاومة البطولية التي أبداها الأهالي، تمكن ومرتزقته من احتلال المدينة وتهجير مئات الآلاف من سكانها قسراً.

مع اقتراب الذكرى السابعة لاحتلال مدينة رأس العين/سري كانيه عبّرت النساء النازحات عن آرائهن، مؤكدات أنهن، رغم قسوة الحياة في مناطق النزوح، سيواصلن النضال بلا هوادة من أجل العودة إلى أرضهن، والعيش في مدينتهن بكرامة واستقرار.

 

"الاحتلال التركي غيّر جغرافية مدينتنا وهويتنا"

 

أوضحت زهرة سمو أن الهجمات التي تعرضت لها مدينتهم كانت مدبرة ومخططاً لها مسبقاً "في عام 2019، شن الاحتلال التركي هجمات وحشية على مدينتنا، بتخاذل دولي، كانت سري كانيه مدينة تتميز بتنوعها السكاني، عاش فيها الكرد والعرب والأرمن والسريان جنباً إلى جنب بسلام، دون أي تفرقة أو تمييز".

ولفتت إلى أنه "في عام 2012، عندما تعرضت المدينة لهجوم من قبل جبهة النصرة، تصد لها الأهالي وتمكنوا من تحريرها، أما الهجمات التي تكررت في عام 2019، فقد كانت جميعها مدبرة بعناية، ونُفذت خلالها مخططات بالغة الخبث، أدت في نهاية المطاف إلى تهجيرنا من أرضنا واحتلال مدينتنا".

وأشارت زهرة سمو إلى أن أهالي رأس العين يعيشون ظروف قاسية ويطالبون بعودة آمنة إلى ديارهم "نعاني بشدة، الأهالي يعيشون أوضاع صعبة، نرى مدينتنا على بُعد نحو 30 كيلومتراً، لكننا لا نستطيع العودة إليها لأن مرتزقة الاحتلال التركي استقروا فيها، إنهم يعبثون بجغرافية مدينتنا، ويُدرّسون اللغة التركية في مدارسها، وينتهكون بشكل مستمر حقوق من تبقى من السكان فيها".

وأكدت "لا نقبل هذه السياسات، فمدينتنا ذات هوية متنوعة، ولا يجوز أن تُفرض فيها اللغة التركية في مؤسساتها التعليمية، ما يحدث يتعارض بشكل واضح مع مبادئ حقوق الإنسان، لقد دخلنا عامنا السابع كنازحين، وكل سنة نعيش على أمل العودة، وهذا العام أيضاً نتمسك برغبتنا في العودة الآمنة إلى مدينتنا والعيش فيها بكرامة، سنواصل مقاومتنا ونضالنا حتى نحرر أرضنا وننهي الاحتلال".

 

"9 تشرين الأول يوم أسود في ذاكرة سري كانيه"

 

بدورها، عبّرت أرمانج محمد عن موقفها من العودة، مشيرةً إلى أن التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019 يُعد يوماً أسوداً في ذاكرة سكان المدينة "في ذلك اليوم، شنّ الاحتلال التركي هجمات وحشية على مدينتنا، وتمكن من احتلالها رغم المقاومة البطولية التي أبداها الأهالي والمقاتلون".

وأوضحت "اضطررنا للنزوح إلى مدينة قامشلو، حيث نعيش اليوم ونواصل المقاومة وسط ظروف معيشية قاسية، يقطن عدد كبير من النازحين في المخيمات، ويواجهون أوضاعاً صعبة، لكنهم لا يزالون متمسكين بصمودهم".

وأضافت "نأمل من كل من يزعم الدفاع عن حقوق الإنسان أن يقف إلى جانبنا، ويدعم تحرير مدينتنا، كي نتمكن من العيش بأمان وكرامة كسائر الشعوب، تحت مظلة الإدارة الذاتية، وبحماية قوات الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية".

 

"لن نتوقف حتى تحرير مدينتنا"

 

 

من جانبها، أكدت روهلات مسلم أن نضالهم سيستمر حتى تحرير مدينة سري كانيه "اضطررت إلى مغادرتها نتيجة لهجمات الاحتلال التركي، وخلال رحلة النزوح، واجهنا صعوبات ومشاقاً كبيرة حتى وصلنا إلى مدينة آمنة، لقد مضت نحو سبع سنوات على خروجنا منها قسراً، وفي الوقت الراهن، يقطن في منازلنا وأراضينا مرتزقة الاحتلال التركي".

وأكدت "ننتظر عودة آمنة إلى مدينتنا، ونتمسك بالصمود والعزيمة، وسنواصل نضالنا حتى نحرر مدننا من المحتلين، ونحقق عودة كريمة، لن نقبل أبداً بالانتهاكات والعنف الذي يُمارس ضد أهالي سري كانيه الذين بقوا فيها، ونأمل من الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها وتقوم بمحاسبة من ارتكبوا هذه الانتهاكات بحق المدنيين".