صالون نون ينظم جلسته حول كتابات المرأة ما بين السياسة والأدب

يسلط صالون نون الأدبي خلال جلساته التي تعقد كل شهر على إبداع المرأة لدفعها إلى الأمام والنهوض بالثقافة العربية عامة والفلسطينية خاصة.

رفيف اسليم

غزة ـ نظم صالون نون الأدبي جلسة تحت عنوان "بين السياسة والأدب تكتب قصائد إليه" للشاعرة عائشة الصليبي وهو ديوان شعري يحوي عدة قصائد.

خلال الجلسة التي نظمت أمس الاثنين 2أب/أغسطس، قالت فتحية صرصور المؤسسة لصالون نون الأدبي الذي يعقد جلساته منذ 22 عام وحتى اليوم، أن تلك الجلسات يسلط خلالها الضوء على إبداع المرأة لدفعها إلى الأمام والنهوض بالثقافة العربية عامة والفلسطينية خاصة، لافتة إلى أن الجلسة الأولى في بداية كل شهر تختص بالمرأة وما أنتجته سواء في مجال الشعر أو القصة أو الرواية أو النثر، فيما تكون الجلسة الثانية متعددة الخيارات بين الموضوعات الأدبية المختلفة.

ولفتت فتحية صرصور إلى أن سبب حصر الجلسة بين الأدب والسياسية، لأن عائشة عضو في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني واستطاعت الجمع ما بين الكتابة الأدبية والسياسة فصدر لها ديوانين الأول قصائد إليه والآخر في شرفة الحلم، مشيرة إلى أنه وفقاً للحالة السياسية لا يمكن فصل الأدب الفلسطيني عن السياسية لأن من خلاله يتم توثيق التاريخ الفلسطيني والصراع الدائم مع "احتلال إسرائيلي" يأبى أن يترك الفلسطيني دون ممارسة شتى أنواع الظلم والتعنيف تجاهه.

وأضافت فتحية صرصور أن الكلمة لها تأثير كما الرصاصة لتفعيل المشهد بهدف توصيل القضية الفلسطينية للمحافل الدولية، والتذكير بتاريخ نضال الشعب، لافتة إلى أن هناك عدة مناضلات جمعن مسبقاً بين السياسة والأدب كعائشة عودة، وخالدة جرار، وغيرهن كتبن ووثقن لرحلتهن النضالية بالكلمة والقصيدة كما يمكن اعتبار تلك النصوص كمرجع لحقبة من الزمن كفدوى طوقان التي وثقت حقبة الثورة الفلسطينية.

 

 

وبدأت الشاعرة عائشة الصليبي عضو لجنة النشاط في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في قطاع غزة حديثها بتوجيه الشكر لصالون نون الذي أتاح لها فرصة الظهور والحديث عن ديوانيها خلال الجلسة، مشيرة إلى أن العنوان يرجع لعمها النضالي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني "قصائد إليه" الذي تحدثت خلال جزء منه عن الحالة السياسية الفلسطينية، فيما كان الجزء الآخر منه فرصة لوصف الحالة الوجدانية للمرأة.

وأرادت عائشة الصليبي من خلال الديوان أن توجه رسالة للكتاب والموهوبين أن يستمروا في الكتابة حتى ترى نصوصهم النور لأن تجربتها لم تكن سهلة على الإطلاق بل مرت بعدة مراحل حتى استطاعت أن تصل لمرحلة النشر، مشيرة إلى أن داعمها الأول كان والدها فلم تكن أمها تهتم لمثل تلك الانجازات، لذلك بعد وفاته استمرت بتطوير ذاتها في الكتابة وفاء لروحه كما رثته بقصيدة كتبت بدموعها لتصف لوعة فراقه.

وأشارت عائشة الصليبي أن تطوير قراءتها في جميع المجالات السياسة، والثقافة، والفن، ولفلسفة، والتاريخ، والأدب كان ضرورة لتثري تجربتها الشعرية وتستطيع تقديم نصوص أعمق، لافتة إلى أنه من الصعب أن تكتب المرأة في مجال الشعر الرومانسي بالمجتمعات العربية لأن أصابع الاتهام سوف توجه ضدها بأنه كتبتها لأحد ما، لكنها لم تبالي بذلك الأمر واستمرت في خلق نصوص متنوعة متحدية للواقع.

وأوضحت أن "الحالة الفلسطينية من تشرد وصراع دائم مع الاحتلال أوجد لها الإلهام لكتابة نصوص تجمع بين السياسة مع الأدب في ظل تمكنها في كلا الطرفين"، مضيفة أن العمل السياسي عمل وطني مجتمعي وقد بدأت به منذ أن أنهت الثانوية العامة وقبل الالتحاق بالجامعة أما الأدب فهو رفيقها منذ الطفولة ونتيجة تلك المحاولات استطاعت كتابة قصيدتها "برقيات شاعرة" التي عبرت خلالها عن حالة البلاد المغموس بالأزمات والصراعات مع الاحتلال.