عبير محمد

قامشلو ـ تتواصل الهجمات الواسعة والعنيفة التي تشنها مرتزقة الاحتلال التركي منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، على مدن حلب وحماة وإدلب، ووصلت هذه الهجمات إلى مدن غالبية سكانها من المكون الكردي.

في اليومين الماضيين وصلت الهجمات إلى تل رفعت والشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية، ذات الغالبية الكردية، وفي هذه الأيام أظهرت قوات تحرير عفرين وقوات الدافع المجتمعي مقاومة منقطعة النظير، لكن بسبب الحصار والتهديد بالإبادة الجماعية، قرر مجلس شعب عفرين الشهباء مغادرة المنطقة المحاصرة التي كان يستقر فيها نحو 200 ألف مهاجر من عفرين في الشهباء.

 

"سنوات عديدة من محاولات الإبادة الجماعية"

سلطت الناطقة باسم مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا ريحان لوقو الضوء على مختلف الأزمات التي يعانيها العالم عموماً والشرق الأوسط خصوصاً، مؤكداً أن ثورة روج آفا أصبحت صوتاً عالمياً "الثورة بدأت منذ 12 عاماً بقيادة النساء والشباب وكافة أعراق وشعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وأصبح النظام الديمقراطي الذي بني على هذه الأرض نموذجاً للعالم أجمع، ولهذا السبب، تُستخدم سياسات الاحتلال والتدمير ضد هذا النظام منذ سنوات".

وأشارت إلى أن الهجمات التي يتعرض لها إقليم شمال وشرق سوريا تتم بتوجيه ودعم من الاحتلال التركي "منذ سنوات عديدة، بُذلت جهود لتدمير إرادة شعوب هذه المنطقة خاصة الشعب الكردي، فعندما بدأت الهجمات على حلب، أدركنا أن الهدف الرئيسي لها تدمير إرادة الشعوب، وأن الهجمات الجوية والبرية التي يشنها الاحتلال التركي، والتي تستهدف شعبنا ومقاتلينا، مستمرة منذ سنوات دون انقطاع، والمرتزقة مدربون ومجهزون لشهن هذه الهجمات".

 

"الإدارة الذاتية وأخوة الشعوب مستهدفان"

وأوضحت أن سيناريو عفرين ورأس العين وتل أبيض يعيد نفسه "اليوم يتكرر هذا السيناريو في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يواجه المدنيين الذين نزحوا قبل ست سنوات موجة جديدة من النزوح، والهدف الأساسي للاحتلال التركي تدمير نظام الإدارة الذاتية ووحدات حماية المرأة والشعب، وبنفس الوقت تريد إطالة أمد الأزمة السورية، كما تنوي توسيع هيمنتها باحتلال الأراضي السورية وجعل الأمر يبدو قانونياً تحت ذرائع وحجج واهية".

 

"الكرديات تتعرضن لانتهاكات جسيمة"

قالت ريحان لوقو، إن الأهالي في الشهباء وتل رفعت والشيخ مقصود محاصرون منذ يومين ويعيشون في الشوارع دون طعام ولا مياه كما يواجهوا ظروف جوية قاسية "الناس يتعرضون لضغوط شديدة إلى جانب الهجمات الجوية والبرية، لقد اضطروا إلى مغادرة منازلهم، كما تهاجم المرتزقة النساء وفي الوقت نفسه هناك ضغط كبير على السكان الأصليين، ونحن ندين صمت المجتمع الدولي في مواجهة هذه المآسي، وعلى العالم أن يبدأ العمل ويوقظ ضميره ويرفع صوته".

 

"شعبنا يقاتل وعلى العالم أن يدعمنا"

في نهاية حديثها أكدت ريحان لوقو على أن العالم يجب ألا ينسى تضحيات ومقاومة شعوب إقليم شمال وشرق سوريا "شعبنا يقاتل وعلى العالم أن يقاتل معنا، ادعمونا وساعدونا في دحض هذه المخططات، وانطلاقاً من مبادئ وفلسفة ثورة الشعب، ندافع عن أنفسنا ونحمي حقوقنا، بغض النظر عن الكم الهائل من الهجمات التي نتعرض لها، سنواصل معركتنا".