روايات نساء تعرضن للتهديد بالقتل داخل مخيم الهول
أكدت نساء سوريات وعراقيات تقطن في القسم الأمن من مخيم الهول، أنهن تعرضن من قبل أفراد وعوائل داعش للتهديد بالقتل وتمكن من إنقاذ أنفسهن والانتقال إلى مكان أكثر أماناً.
سوركول شيخو
الحسكة ـ بدأت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بقيادة وحدات حماية المرأة، المرحلة الثالثة من عملية "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول يوم 27 كانون الثاني/يناير الماضي، وانتهت يوم 6 شباط/فبراير وفي هذه العملية، تم إنقاذ النساء والأطفال والرجال الذين رفضوا مبادئ داعش وكانوا يواجهون خطر الموت.
منذ بداية عام 2019 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2022، وقعت عشرات جرائم القتل في مخيم الهول الواقع في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، وخصصت إدارة المخيم قسماً آمناً للأشخاص الذين تعرضوا للتهديد بالقتل وقاموا بالتعريف عن أنفسهم وبحلول عام 2021 أستقر فيه حوالي 60 امرأة وطفل في الجزء الآمن من هذا المخيم، وكان معظم النساء اللواتي تم وضعهن في القطاع الآمن هم أفراد من عائلات لاجئة وعائلات داعش في سوريا والعراق.
لينا أسد البالغة من 23 عاماً من مدينة حلب السورية، تعيش في مخيم الهول منذ ست سنوات، وصفت المضايقات التي تعرضت لها في القسم الذي كانت تعيش فيه "لقد ضايقني مرتزقة داعش كثيراً، وهددوني بالقتل بحجة تعاوني مع إدارة المخيم، الأشخاص الذين كانوا يهددوني عراقيين، تواصلت مع قوى الأمن الداخلي وتمكنت من إنقاذ نفسي منهم والانضمام إلى القسم الآمن من المخيم الذي خصص للأشخاص الذين يتعرضون للتهديد بالقتل".
وأشارت إلى أن قوى الأمن تقوم بعلميات أمنية ويتم القبض على عدد كبير من الأشخاص الذين يقومون بجرائم وتهديدات بالقتل "نشعر ببعض السلام عند قيام قوى الأمن بعمليات أمنية داخل المخيم، ألا أنه على الرغم من ذلك نحتاج إلى سلام دائم ولا نريد أن نكون محصورين داخل المخيم بل الخروج إلى مكان آخر أكثر أماناً"، مضيفةً أنه "عندما يكون الطقس ضبابياً، نشعر بالقلق من حصول هجمات قتل ضدنا".
وأكدت أن عائلتها أجبرتها على الزواج من شخص عندما كانت في الثانية عشر من عمرها، لتكتشف في وقت لاحق أنه أحد عناصر مرتزقة داعش "لو كنت أعرف ذلك لما قبلت به، لذلك أريد الخروج من مخيم الهول والذهاب إلى مخيم آخر أكثر أماناً".
لم تعيش لينا أسد في أسر داعش فقط بل أصبحت ضحية للعنف الأبوي وتعرضت أيضاً للاغتصاب حيث أوضحت أنها عندما كانت في الباغوز مرت بأحداث كثيرة "بمجرد أن ضربني شخص من مرتزقة داعش في مخيم الهول، فقدت الوعي لمدة شهر وتم نقلي إلى مشفى في مدينة الحسكة، وهذا ما جعلني أنسى أحداثاً كثيرة وأصبحت ذاكرتي ضعيفة، كما أنني في كثير من الأحيان كنت أتعرض للاغتصاب".
"لقد أنقذت نفسي"
من جانبها قالت ريم إبراهيم من محافظة الأنبار في العراق، وتعيش في مخيم الهول في القسم العراقي منذ 8 سنوات، لكنها الآن في القسم الآمن من المخيم بعد تعرضها للتهديدات بالقتل "عندما كنا في قسمنا الأول، هددني أشخاص من داعش لأنني لم أكن أرتدي جوارب سوداء وقفازات وحجاب، قتلوا زوجي وهددوني بالقتل وقالوا أنهم سيأتون إلي مرة أخرى، وبعد حوالي شهر، جاء مرتزقة داعش لقتلي، وأنقذت نفسي بأعجوبة ليتم بعدها نقلي إلى القسم الأمن من المخيم".
"قوات الأمن الداخلي تحمينا"
وعن الانتهاكات التي قام بها داعش قالت "دمر مرتزقة داعش بيوت الناس، وتركوا النساء أرامل والأطفال أيتام، والعديد من الأطفال يتجولون الآن في شوارع المخيم الكثير منهم أيتام من العراق وليس لديهم أحد وهذه جريمة بحقهم، منذ أن اجتاح تنظيم داعش سوريا والعراق، ونحن نتجول وننزح، الأن تقوم قوى الأمن الداخلي بحمايتنا لكن رغم ذلك يقوم بتهددينا ومهاجمتنا كلما سنحت لهم الفرصة".