'رسالة القائد أوجلان تجعل الثامن من آذار أكثر أهمية'
أكدت عضوة أكاديمية جنولوجي نجيبة قره داغي أن "رسالة القائد عبد الله أوجلان التي تدعو إلى السلام والحل الديمقراطي تجعل الثامن من آذار أكثر أهمية، فلا يوجد شيء أكثر قيمة من السلام والديمقراطية".

أفزيم فيان
مركز الأخبار ـ أظهرت النساء الكرديات على مدى العقود الماضية أن الثامن من آذار ليس مجرد يوم رمزي بالنسبة لهن، بل هو انعكاس لنضال مستمر في جميع مجالات الحياة من السياسة والأيديولوجية إلى التنظيم الذاتي والمقاومة، وبهذه الطريقة، ثرن ليس فقط ضد القمع الجنسي، بل ضد القوى المهيمنة التي تحد من الحرية.
النساء حاضرات في قلب عملية السلام والجهود الرامية إلى بناء مجتمع ديمقراطي، ليس كمراقبات، بل كقوة رائدة، والسؤال الأساسي في هذا الوقت التاريخي هو كيف نحافظ على هذه المكاسب ونعمقها؟ كيف يمكن للمرأة أن تتجاوز أدوارها القيادية الرمزية وتصبح قوة منظمة للتغيير البنيوي؟ إن هذه الحاجة لا تعني فقط الحفاظ على الإنجازات الماضية، بل أيضاً خلق سبل جديدة لتعزيز مؤسسات الحكم الذاتي للمرأة، وتعزيز مكانتها في صنع القرارات الاجتماعية الرئيسية، وتعزيز السلام القائم على العدالة والحرية الحقيقية.
كل الأسئلة أجابت عليها الدكتورة نجيبة قره داغي، عضو أكاديمية جنولوجي، قائلة "بداية أهنئ الشعوب الحرّة والنساء الحرائر في العالم، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، اللواتي أثبتتن من خلال نضالهن على مدى العقود الماضية أن الثامن من آذار ليس يوماً واحداً بالنسبة لهن، وقد استطعن أن تثبتن للعالم من خلال جهودهن في المجالات العسكرية والسياسية والفكرية والإيديولوجية، ومن خلال إنشاء مؤسساتهن ومنظماتهن الخاصة".
وعن سؤال كيف تصبح المرأة قوة صنع القرار، قالت نجيبة قره داغي "ما هو مهم للغاية بالنسبة للنساء وخاصة الكرديات، هو كيفية جعل المجتمع أكثر قدرة على صنع القرار والمشاركة في الديمقراطية المباشرة، وكيف يمكن للمرأة ألا تصبح هامشاً للنضال فحسب، بل تصبح أيضاً قوة صنع القرار وقوة من أجل السلام والديمقراطية، ولتعزيز سياسة الديمقراطية تعتمد على المشاركة المباشرة للمجتمع والنساء".
وأضافت "ما هو مهم في العالم اليوم هو التغيرات في كل اتجاهات النسوية ومع كل الإنجازات التي تحققت، ولكن في نفس الوقت تعلمنا أن التغييرات القانونية وحدها لا تكفي لنيل الحقوق، بل من المهم جداً كيف يمكننا أن نمتلك منظمة مستقلة للنساء في المجتمع وكيف يمكننا أن نغير العقلية التي خلقتها وأضعفتها عقلية السلطة والذكورة والتسلسل الهرمي في المجتمع".
وعن كون المرأة جوهر الثورة الديمقراطية والاجتماعية، أشارت نجيبة قره داغي إلى أن "النساء الكرديات كن مثالاً ملموساً وأظهرن كيف يمكن إحداث التغيير في عرض النضال، فمنذ عقود من الزمن، حاولن فتح هذا المجال أمام المجتمع، بدءاً من الانتفاضة الشعبية وحتى المجال العسكري ومجال الدفاع عن النفس".
وأوضحت أنهن لعبن دوراً في حل مشاكل المجتمع، وذلك كان واضحاً في تطوير الأكاديميات السياسية والعلمية "لقد قدن كافة ميادين النضال وأثبتن للعالم أجمع أن المرأة ليست جزءاً من الثورة بل هي جوهر الثورة الديمقراطية والاجتماعية، ولم يعد المجتمع الكردي مجتمعاً يقتل النساء على خلفية الشرف، بل أصبح نموذجاً لقيادة النضال الديمقراطي في العالم".
وأكدت نجيبة قره داغي أنه "كما دمرت النساء الكرديات العقلية المحافظة التي تقول "لا تستطيع ولا تعرف" في النضال المسلح، في الوقت نفسه فيما يسمى بعملية السلام، يمكن للنساء الكرديات أن تصبحن مرة أخرى هذه القوة التحويلية للديمقراطية وخلق المجتمع والمشاركة فيه، وهذه العملية ليست عملية تبدأ عند نقطة وتنتهي عند أخرى، بل تستمر طالما بقيت المرأة داخل العملية السياسية الديمقراطية".
وأضافت "يهدف هذا المشروع إلى إشراك المجتمع بأكمل، ولا ينبغي أن تقتصر السياسة على النخبة الحاكمة، بل ينبغي للمجتمع بأكمله أن يشارك في السياسة الديمقراطية لتشكيل حياته وفقاً للنموذج الذي يؤمن به، والاستجابة للمشاكل التي تنتجها العقلية الحاكمة، من الهجرة إلى العنف ضد المرأة".
وتابعت "إن الثورة الاجتماعية تطرح كل العادات والتقاليد البالية الموجودة في المجتمع، والتي حاولت المرأة في الماضي حلها بقوتها وقدرتها، ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال نضال المرأة فقط، فلا يمكن للثورة أن تأتي بالمرأة إلى منصب صنع القرار دون مشاركة المجتمع بأكمله، وفي الوقت نفسه، إذا لم تتمكن الثورة أو منظمة نسائية مستقلة من تحريك طاقة الحزن لدى النساء بحماس نحو ميدان النضال من أجل الحرية، فلا يمكننا أن نسميها ثورة حقاً، ولذلك، وكما أن الشرق الأوسط في مرحلة التجديد والنهضة والتنوير، فإن المرأة الكردية هي في طليعة الثورة وهذه النهضة"، مضيفةً "بصفتي عضوة في أكاديمية الجنولوجيا، أعتقد أن المرأة الكردية يمكن أن تستلهم من انتفاضة Jin Jiyan Azadî"" وثورة روج آفا وثورة المرأة الكردية من خلال الثقة بقوتها الأساسية".
وعن رسالة القائد أوجلان للمرأة، قالت نجيبة قره داغي إنه "عندما نحتفل بيوم الثامن من آذار، فإن رسالة القائد أوجلان ودعوته للسلام والحل الديمقراطي تجعل المناسبة أكثر أهمية، ولأن النضالات التي خاضتها النساء في الماضي جعلت من كل يوم 8 آذار يوماً مميزاً، ومن أجل هذا فإن النساء اللواتي وصلن إلى هذه المرحلة بمعاناة كبيرة وعمل شاق في كافة المؤسسات التي كانت نتيجة 52 عاماً من النضال في الماضي، ترين أنفسهن أكثر مسؤولية عن دفع عملية الحل الديمقراطي والسلام إلى الأمام".
ونوهت إلى أنه "لا يوجد شيء أكثر قيمة من السلام والديمقراطية، ولا يوجد شيء أكثر قيمة من المعاناة من أجلها، وفي هذه المرحلة نرى نحن النساء الكرديات في أكاديمية الجنولوجيا أنفسنا مسؤولات عن نجاح عملية السلام والحل الديمقراطي، وأيضاً عن الاستجابة للمرحلة بما يليق بكل التضحيات التي قدمت في الماضي".
وختمت نجيبة قره داغي حديثها بالقول "إننا ندرك تمام الإدراك أن تحقيق السلام أصعب بكثير من الحرب، لذلك من المهم أن نضاعف قوتنا الفكرية والعملية، بإن نستغل طاقاتنا لإنجاح هذه العملية وبمشاركة كل أفراد المجتمع خاصة النساء، وأتمنى يوم الثامن من آذار سعيد لجميع المناضلات من أجل الحرية في العالم والنساء الكرديات".