رسالة القائد أوجلان إلى مخمور تعيد التأكيد على خارطة الطريق نحو الديمقراطية

في تعليقها على رسالة القائد عبد الله أوجلان الموجّهة إلى أهالي مخمور، أكدت فضيلة توك، عضوة تنسيقية مجلس عشتار، التزامهم الكامل بتوجيهاته، مشددةً على مواصلة مسيرة السلام بكل عزيمة وإصرار.

برجين كارا

مخمور ـ أشاد القائد عبد الله أوجلان بالدور الريادي والتاريخي الذي اضطلع به أهالي مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور) في مسيرة النضال الكردي، مؤكداً أنهم جسّدوا بأرواحهم وتضحياتهم مبدأ "المقاومة حياة"، ونجحوا في صون إرث النضال الكردي رغم قسوة الظروف وتعاقب المحن.

 

"رسالة القائد أوجلان أعادت الأمل وأشعلت شعلة السلام من جديد"

في مستهل حديثها، عبّرت فضيلة توك عضوة تنسيقية مجلس عشتار بمخيم مخمور، عن التفاعل الإيجابي الكبير الذي حظيت به رسالة القائد عبد الله أوجلان، مشيرةً إلى أنها لاقت ترحيباً واسعاً وحماساً بالغاً بين أهالي مخمور "بعد سنوات طويلة من العزلة، وصلت رسالته مجدداً إلى أهالي مخمور، وقد استقبلناها بفرح وحماس كبيرين، من مخمور، نبعث إلى إمرالي تحياتنا ومحبّتنا للقائد أوجلان ورفاقه، ونقول إن أهالي مخمور، وكردستان بأسرها، يتوقون إلى رؤيته بينهم".

وأضافت "لقد أطلق القائد أوجلان مشروع السلام وبناء المجتمع الديمقراطي، ونحن نعتبر تنفيذ هذا المشروع واجب علينا، فحركة الحرية، بقيادته، أعادت كتابة التاريخ من جديد عبر مقاومتها وبطولاتها، وبفضل تضحيات المناضلين والمناضلات من أجل الحرية، نحيا اليوم في أجواء من السلام والطمأنينة".

وبيّنت "إن القائد أوجلان يقدّم من خلال مشروعه للسلام حلاً شاملاً للمجازر وسياسات الاستعمار التي تُمارس بحق الشعوب، كما يرسم خارطة طريق واضحة نحو الديمقراطية والعيش المشترك بين الشعوب".

 

"المقاومة تنتصر على سياسات الإبادة الجماعية"

وأكدت فضيلة توك أن الشعب الكردي، بفضل فلسفة وأفكار القائد عبد الله أوجلان، يسير بخطى ثابتة نحو الحرية والسلام "لقد قاد شعبه نحو الحرية والديمقراطية من خلال رؤاه العميقة وفلسفته وتحليلاته الثاقبة، وهدفه الأساسي يتمثل في بناء مجتمع سياسي، أخلاقي، وديمقراطي، يحتضن جميع الشعوب على اختلاف جنسياتهم وألوانهم".

وشددت على أهمية الالتفاف حول أفكار القائد أوجلان والعمل المشترك من أجل تحقيق الديمقراطية والسلام "من الضروري أن يسعى الجميع إلى ترسيخ قيم الديمقراطية، وأن يتكاتفوا حول فكره لتحقيق مستقبل يسوده السلام والعدالة".

وأوضحت أن القائد أوجلان لا يكتفي بطرح المشاريع النظرية، بل يسعى إلى تنفيذها عملياً بما يتوافق مع إرادة المجتمع واحتياجاته الفعلية، إلا أن القوى المهيمنة تعارض هذه الجهود، وقد عمدت إلى تقويض مشروع السلام وفلسفة القائد أوجلان عبر المؤامرات والهجمات وسياسات العزل.

وأفادت أنه "رغم تلك السياسات العدائية، فإن المقاومة والنضال والبطولة التي أبداها الشعب كانت أعظم وأقوى من كل محاولات التدمير، وهي التي أبقت شعلة الأمل مشتعلة في وجه الظلم والاستبداد".

 

"فلسفة القائد أوجلان طريقنا إلى الحرية وإحباط مخططات الهيمنة"

وأكدت فضيلة توك أن الشعب الكردي يسير بثبات على خطى القائد عبد الله أوجلان، ويؤمن بفلسفته التحررية، وهو ما يشكّل عاملاً رئيسياً في إحباط مخططات القوى المهيمنة.

وفي سياق حديثها، شددت على الإصرار لنيل الحرية "نحن نسير على طريق الحرية ولن نتراجع خطوة واحدة، ومع ذلك، لا يزال جزء من المجتمع رازحاً تحت هيمنة القوى السلطوية ولم ينضم بعد إلى مسار الحرية، من الضروري أن يتحرر هؤلاء أيضاً من قيود السلطة، وأن ينخرطوا في العمل وفقاً لفلسفة الحرية".

وأضافت "على الجميع أن يؤمنوا بالقائد أوجلان، وأن يستلهموا من تحركاته ونضالاته وأفكاره ومشاريعه في سبيل بناء مستقبل أفضل، لقد خطت حركة الحرية، بقيادته، خطوات إيجابية في مسيرة السلام وبناء المجتمع الديمقراطي، والآن تقع المسؤولية على الدولة التركية لإنجاح هذه العملية التاريخية".

 

"آن أوان السلام وعلى الدولة التركية أن تواجه أزماتها بالحوار لا بالقمع"

وأشارت فضيلة توك إلى وجود صراعات وخلافات عميقة داخل الدولة التركية، مؤكدةً أن هذه الأزمات الداخلية تنعكس سلباً على المجتمع "يواجه المجتمع التركي صراعات وخلافات متشعبة، وللتغطية على هذه الأزمات، تلجأ إلى مهاجمة حركة الحرية من جهة، ومن جهة أخرى تشن حملات اعتقال تستهدف المجتمع المدني".

وأضافت "بدلاً من اتخاذ خطوات جادة نحو السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، تواصل الدولة التركية سياسة التنصل والابتعاد عن الحلول الحقيقية، في المقابل، فإن مشروع القائد أوجلان يحمل في طياته فرصة ثمينة يمكن للجميع الاستفادة منها لتحقيق الاستقرار والعدالة".

وعبرت عن أملها بأن تتمكن اللجنة التي تم تشكيلها في تركيا من تلبية تطلعات المجتمع، وألا تُخيب آماله، عليها أن تؤدي واجباتها الحقيقية تجاه الشعب، وأن تكون صوتاً للحوار والسلام.

وشددت على أنه "يجب أن تتوقف الحروب والصراعات في جميع أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص الحرب التي تُشن ضد مقاتلي الحرية في الجبال، الآن هو وقت السلام، وعلى الجميع أن يتحركوا في هذا الاتجاه".

 

"إطلاق سراح سجناء الحرية خطوة أولى نحو السلام"

ولفتت فضيلة توك إلى أن تنفيذ مشروع السلام وبناء المجتمع الديمقراطي يتطلب أولاً وقبل كل شيء إطلاق سراح سجناء الحرية "لكي تنطلق عملية السلام، يجب الإفراج عن السجناء الذين يقاومون داخل السجون دفاعاً عن هويتهم وكرامتهم، وإن مطالب المجتمع وآماله تتمثل في إرساء السلام والاستقرار في العالم".

وفي ختام حديثها، أكدت على أن مسؤولية تنفيذ عملية السلام تقع على عاتق المجتمع بأسره، وبشكل خاص على المرأة، لما لها من دور محوري في بناء المستقبل الديمقراطي، مشيرةً إلى أن القائد أوجلان، في رسالته إلى أهالي مخمور، أكد أن شعب مخمور، الذي تحمّل مسؤولية نضاله ووصل إلى هذا المستوى من الوعي والصمود، يجب أن يواصل السير على هذا الطريق، لا سيما النساء اللواتي يحملن راية المقاومة "نحن ملتزمون بالعمل بتوجيهاته، والنصر سيكون حليف أولئك الذين يؤمنون بالحرية ويضحّون من أجلها".