رفع وتيرة النضال والحفاظ على الثقافات إحدى توصيات الملتقى الحواري

المشاركات في الملتقى الحواري بمدينة الرقة شمال وشرق سوريا تؤكدن على أهمية الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان الذي يشكل الحل لكافة القضايا العالقة في العالم.

الرقة ـ أكدت المشاركات في الملتقى الحواري في مدينة الرقة أن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان هي انتهاك واضح لحقوق الإنسان، وحريته ستكون البوابة لحل كافة النزعات والأزمات العالقة في المنطقة.

بهدف تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، نظم اليوم الثلاثاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر ملتقى حوراي على مستوى المناطق المحررة في شمال وشرق سوريا، والتي يأتي ضمن فعاليات الحملة العالمية لحرية القائد تحت شعار "بروح فلسفة الأمة الديمقراطية نمضي لتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".  

وتضمن الملتقى الحواري أربع محاور أساسية تطرق المحور الأول إلى أخوة الشعوب، بينما تضمن المحور الثاني مفهوم الجنولوجيا، وشعار Jin Jiyan Azad، وتطرق الملتقى في محوره الثالث والرابع إلى الثقافة والأخلاق والجغرافية ومفهوم العشائر.

كل مجموعة من المشاركات اختصت بإلقاء محور من المحاور الأربعة فتطرقن في المحور الأول إلى الذهنية الذكورية الذي اتخذتها السلطات الحاكمة نظاماً للسيطرة والشرعنة واتباع سياسة التفرقة والصراعات بين المجتمعات لتفكيك العلاقات وروابطها الاجتماعية ومحاربة القوميات والأقليات والتنوع الثقافي في المنطقة كما أنها سعت للقضاء على روح التآخي والعدالة والمساواة.

كما تطرقن إلى أهمية تحرير الذات من هذه الذهنية وإحياء وبناء العلاقات الاجتماعية وإعادة روح التعايش بين ثقافات الشعوب، وأهمية اتخاذ فكر وفلسفة القائد أوجلان الذي ركز على دور المرأة في تحقيق التماسك والتآخي والسلم والتشارك، وأهمية مشروع أخوة الشعوب الذي يعتبر المبدأ الأساسي لبناء أمة ديمقراطية تحتضن جميع المكونات والثقافات.

اتسم الملتقى بالعديد من المداخلات الغنية والمهمة من قبل المشاركات الأمر الذي سلط الضوء إلى أهمية التكاتف بين صفوف النساء وكيفية المشاركة لإيجاد الحل المناسب لتحرير القائد عبد الله أوجلان  . 

أما المحور الثاني فكانت الجغرافية ومفهوم العشائر أبرز بنوده، وذكر فيه أهمية فهم حقيقة المجتمع والإنسان وضرورة البحث في التاريخ والتعمق في طياته والبحث والتحليل في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والايكولوجية الذي عان منها الإنسان والتي أثرت على بنية تطويره، وكشف الستار عن حقيقة الأنظمة التي سعت إلى إفراغه من محتواه الطبيعي والإنساني، كما تطرق المحور إلى البحث عن كيفية تطوير المجتمع والإنسان، وأن المشكلة الأساسية تكمن في كيفية تحليل التاريخ والمجتمع والإنسان، حيث وجدت طرق وأساليب عديدة في تحليل التاريخ، وأن الاسلوب الذي يعتمد عليه القائد عبد الله أوجلان في تحليله لماهية الوجود الكوني والإنساني والمجتمعي هو أسلوب فلسفي وعلمي مرتكز في أساسه على جوهر الأساليب الميثولوجيا والدينية، حيث أعطاه القيمة والأهمية لما قام به من تفسير لواقع المجتمع على مر التاريخ، فلا يمكن إهمال هذه الأفكار أو تركها على هامش التاريخ، لأنها حقائق لاتزال موجودة.

وعلى هامش الملتقى أوضحت العضوة في مجلس تجمع نساء زنوبيا في منبج آسيا عبد الله أهمية دور المرأة في نشر مبادئ الأخلاق والثقافة والعدل والمحبة في المجتمع منذ القدم "للمرأة دور واضح في تعزيز وضرورة  التماسك والتضامن بين أفراد المجتمع، وتطوير المجتمعات تكمن في التماسك بين كافة الأطياف والمكونات على عكس ما تتبعه السلطات الاستبدادية التي تحارب أي مجتمع يسعى لبناء نفسه أخلاقياً وثقافياً والتي تحاول دائماً نسف القيم لتفكيك المجتمع وللقضاء والسيطرة عليه بدء من ثقافته، وأخلاق المجتمعات هي إحدى أساليب الحرب الخاصة التي تنتهجها النظم الرأسمالية، كما تحاول هذه الأنظمة استهداف النساء التي باستهدافها يمكن اتلاف القيم الأخلاقية للمجتمع وتسهيل السيطرة عليها وتحقيق ما سعت له الرأسمالية".

وأكدت على أنه "لا وجود للمجتمع الذي ليس له حضارة أخلاقية، وتختلف بعض المعايير الأخلاقية بين مجتمع وآخر، والأنسان هو امتداد بين تاريخه القديم ومستقبله، والذي ينقل الثقافة الأخلاقية من جيل إلى آخر، لخلق مجتمع يدعو إلى السلام والمحبة والتسامح، فيقع على عاتق المرأة والفئة الشابة السير وفق نهج الدفاع عن فكرنا والثقافة الأخلاقية لمجتمعنا وأن تكون أكثر وعي لما يحاك ضدنا لإبعادها عن دورها في تحقيق الحرية للمرأة والمجتمع، ويجب تعميق الثقافة الأخلاقية في المجتمع عن طريق تمكين المرأة ثقافياً واقتصادياً وسياسياً".

ومن جانبها قالت الإدارية في مركز دراسات وأبحاث جنولوجيا في الطبقة ماريا الموسى "الهدف الأساسي للعزلة المشددة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان هو القضاء على امتداد فكره وفلسفته ومنع نشرها، واليوم تواجدنا هنا كخليط من كافة المكونات لنثبت للاحتلال التركي أنه لن يستطيع كسر عزيمتا وتكاتفنا ورسالة للعالم أجمع أن مشروع الأمة الديمقراطية قد نجح، وأن خططهم السياسية والاستعمارية لن تنال من إرادة الشعوب القوية، وأن المؤامرة التي حاكوها للقضاء على مشروع القائد الديمقراطي وفكره الحر قد فشلت، ففكره لايزال ينبع وقد حطم حصون سجن إمرالي وانطلق من بين القضبان ليصل إلى هنا، ونساء شمال وشرق سوريا تعلن تضامنهن مع كل الدول التي أطلقت الحملة الدولية لتحرير القائد جسدياً وفك العزلة عنه".

وأكدت أنه "يجب على النساء التكاتف والاتحاد لإفشال هذه المؤامرة وتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، انطلاقاً من إيماننا بنجاح مشروعه الذي طرحه وفق أسس ومبادئ بدأً من أخوة الشعوب والثقافة والفن وصولاً إلى اطروحة تحرر المرأة، والقضاء على الذهنية الذكورية وتخليص المرأة من العبودية والعنف، نعانق فكره ومفاهيم الايدلوجية التي طرحها للمرأة  شعار لنا والمضي في الطريق الذي رسمه  لتحرير كل امرأة تتوق إلى الحرية والعدل في العالم".

وأشارت إلى أن "الحل الأنسب والوحيد هو مشروع الأمة الدمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان للقضايا العالقة في الشرق الأوسط، المشروع يمنع التدخلات الخارجية ويساهم في حل قضاياه".

وأدانت ماريا موسى العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان وصمت المنظمات القانونية والدولية والمعنية  بحماية حقوق الإنسان، ونددت باتخاذها دور المتفرج "نطالب هذه المنظمات بالقيام بواجبها وإنهاء العزلة عن القائد، هذه العزلة هي انتهاك لحقوق الإنسان واختراق للقوانين الدولية" .

واختتم الملتقى بجملة من التوصيات والمخرجات الهامة التي شددت على أهمية رفع وتيرة النضال والمحافظة على كافة الثقافات والنضال ضد أي تغير ديمغرافي، وأشراك النساء في العملية السياسية، ومطالبة الأمم المتحدة القيام بواجبها تجاه ما يحدث في المناطق التي احتلتها تركيا ووضع حد لكافة أشكال العنف الممارس فيها.