"ربيع بلادي" معرض للمزروعات والمنتجات النسائية الصديقة للبيئة

يسلط معرض "ربيع بلادي" الذي ينظم سنوياً في غزة الضوء على المشاريع الزراعية وتسويق المنتجات الصديقة للبيئة.

رفيف اسليم

غزة ـ نظمت وزارة الزراعة الفلسطينية معرض ربيع بلادي بمشاركة عدة زوايا نسائية تضم مشاريع للمزروعات والأسمدة الصديقة للبيئة والمنتجات المعاد تدويرها والمأكولات، وعدد من الخدمات الأخرى الخاصة باستصلاح الأراضي والمحافظة على البيئة.

على هامش معرض "ربيع بلادي" الذي نظم أمس الإثنين 20 آذار/ مارس، قالت المهندسة مروة أبو عمرة، إحدى عضوات اللجنة التحضرية لمعرض ربيع بلادي في موسمه الثاني، أن الوزارة تعقد تلك الفعالية سنوياً لتسليط الضوء على المشاريع الزراعية وتسويق المنتجات الصديقة للبيئة، التي تعتمد على إعادة تدوير المخلفات الصلبة لتستخدم كزينة في البيوت، والمنتجات النباتية لإنتاج الأعلاف.

وأوضحت أن المعرض يسلط الضوء على الإنجازات المبتكرة في المجال الزراعي، كما يشجع النساء على إنشاء مشاريع صديقة للبيئة بالإضافة لتقديم الدعم والمساندة لهن في كيفية فعل ذلك، مبينة أن المعرض يحتوي على عدة منتجات مثل خل الخشب، والمشاتل الزراعية والمبيدات العضوية.

وأكدت أن المعرض يهدف لزيادة وعي المجتمع بكافة فئاته حول الثقافة الصديقة للبيئة من خلال التعرق على أهمية الزراعة والتقنيات التكنولوجية المستخدمة والتعرف إلى أنواع النباتات المختلفة، والحصول على المنتجات الزراعية من الأراضي التي تتم زراعتها بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي ومنع استيراد هذه المنتجات من الخارج.

 

 

فريدة مصلح، صاحبة زاوية المكافحة الحيوية والإنتاج النباتي أوضحت أن زاويتها مختصة بإنتاج عدة أنواع من السماد الطبيعي تكون صديقة للبيئة، بالإضافة لتطوير مبيدات حيوية تستخدم لمكافحة أخطر الأمراض النباتية والآفات بعد رصدها، وكل ذلك يتم تحت أشراف الجهات المختصة وذات العلاقة، وعلى سبيل المثال يتم معالجة مرض الذبول الوعائي والنيماتودا باستخدام مواد مستخرجة من الفطر، إضافة لمعالجة مرض اللفحة المبكرة.

وتتميز تلك السلالات بحسب فريدة مصلح، بأنها صديقة للبيئة وأمنة على صحة الإنسان والمياه الجوفية لذلك جاري العمل على تسجيلها في البنك الدولي للجينات وهو سبق سوف تتميز به دولة فلسطين في العالم، لإثبات كفاءتها العالية في معالجة النبات وزيادة انتاجيته وأيضاً إصلاح التربة، وهي رخيصة الثمن مقارنة بالمبيدات الزراعية الأخرى.

ونوهت إلى أنه من أصعب العقبات التي تواجهها في عملها هي كيفية اقناع المزارع باستخدام المبيدات العضوية، وترك الكيمائية منها والتي يمتد تأثيرها السلبي على النبات والتربة والمياه والحيوان، لافتة أن التثقيف أصبح حاجة مهمة لإنقاذ ما تبقى من الأراضي الزراعية والمحافظة على الصحة العامة.

 

 

وبدورها أشارت المهندسة تتيانا أبو عودة، أنها تشارك في المعرض بزاوية المواد المعاد تدويرها التي تشكل جزء كبير من النفايات المنزلية الصلبة الواجب التخلص منها بشكل يومي كالخشب والبلاستيك والكرتون والزجاج وأغصان الشجر اليابسة والزلط، واستخدامها لصناعة أشياء أخرى مثل كوخ في لوحة فنية تنبض بالجمال إضافة إلى صنع نافورة مياه من تلك المواد.

وتهدف تتيانا أبو عودة، من خلال زاويتها إلى الربط ما بين التراث والنفايات الصلبة المعاد تدويرها وهذا ما يلاحظه المشاهد عند النظر إلى مقتنيات الكوخ الذي صنعته من هذه المواد، مشجعة كافة النساء إلى إعادة النظر في كافة المواد غير المستخدمة الموجودة في بيوتهن لصنع زاوية مماثلة، خاصة أن مدينة غزة هي عبارة عن مكعبات اسمنتية متراصة، فلا ضرر من استغلال تلك الأسطح لتجعل منها مساحة خضراء صديقة للبيئة تضم مجموعة مختلفة من الأعمال الفنية المصنوعة بخامات متنوعة.

 

 

هبة سالم التي تمتلك مشتل السيفا، وضحت أن مشاركتها في المعرض جاءت بهدف الترويج لشتلات الخضار المختلفة لديها والبطيخ المركب من القريعات ذو الميزات الجديدة، لافتة أن الزاوية تعمل أيضاً على تثقيف النساء والفتيات اللواتي يزرنها بأهمية الزراعة خاصة الزراعة المنزلية وكيفية الاستفادة من حديقة المنزل.

وأوضحت أن الزراعة بحكم طبيعة أراضي قطاع غزة الخصبة ستكون مشروعاً ناجحاً وفقاً لتجارب العديد من النساء اللواتي بدأن بزراعة النباتات العطرية وبيع منتجاتها في السوق المحلي، مضيفة أنه من الصعوبات التي يواجهها غالبية العالمين في مجال الزراعة هي التغيرات المناخية كانحباس الأمطار والتغير في درجات الحرارة التي تقضي على المحاصيل.

 

 

وقد كان لكناريا الزعانين زاوية مختلفة فقد شاركت بمجموعة من المنتجات التي جنتها من مزروعات أرضها الخاصة بعد أن اتبعت طريقة صحية في إنتاج منتجاتها خاصة الزيت والبلح المستخرج منه العجوة، وزراعة الفواكه لصناعة المربى، مشيرة أنه من المهم أن يكون للمرأة مشروعها الخاص لتثبت وجودها في المجتمع وتساعد على دفع عجلة الاقتصاد.