"رائدات فيد" تطالبن بإشراك النساء في قضايا الحرب والسلم وصنع القرار
أكدت المشاركات في المؤتمر الذي أقامته منظمة "رائدات فيد" على دور المرأة السودانية في بناء السلام والتعايش السلمي، مطالبات بضرورة إشراك النساء في قضايا الحرب والسلم وصنع القرار.
ميرفت عبد القادر
السودان ـ تعتبر شريحة النساء من أكثر الشرائح تأثراً بالحرب في السودان لتعرضها لانتهاكات جسيمة في مناطق الحرب وأثناء رحلة نزوحها وحتى بعد النزوح أو الهجرة، فلا تزال حوادث الاغتصابات والتحرش وغيرها مستمرة، ورغم ذلك المرأة السودانية صامدة قوية متفانية في تقديم المساعدة والتضحيات وكافة الخدمات المختلفة للمجتمع السوداني في ظل الحرب.
لضمان مشروع المرأة والسلام والأمن، أقامت منظمة "رائدات فيد" في السودان، الأربعاء 18 أيلول/سبتمبر، مؤتمراً لعكس دور المرأة السودانية في بناء السلام والتعايش المجتمعي.
ونشط دور الجمعيات والمنظمات النسوية خلال فترة الحرب في السودان، مطالبة بحماية المرأة السودانية في ظل التهميش الذي تعاني منه المرأة حتى في حقوقها الأساسية كحق حمايتها وتركها تواجه التحديات والمعاناة بنفسها.
وتحدثت المشاركات في المؤتمر عن التحديات التي تواجه النساء ومعاناتهن منذ بداية الحرب وحتى الآن ومعاناة ذوات الإعاقة في الحرب والنزوح، كما طالبن بحماية المرأة والعمل على حفاظ حياتها وسلامتها وتمكينها ومشاركتها في جميع الأحداث والقضايا المتعلقة بالسلام وإشراكها في كافة القضايا في مرحلة ما بعد الحرب.
وأكدت المنظمات والجمعيات النسوية بالمؤتمر على ضرورة تقديم الدعم المادي للنساء من أجل إعادة بناء مشاريعهن الاقتصادية التي دمرتها الحرب للبدء من جديد من مراكز النزوح ودعمهن بمشاريع صغيرة تكفل حياتهن وتساهم في رفع الاقتصاد الوطني.
وعلى هامش المؤتمر، قالت رئيس منظمة "إنسانة" مها الفكي إن "المرأة السودانية عربياً وأفريقياً عُرِف عنها قوة التحمل، فالمرأة السودانية صمدت وتحملت، كما أنها فقدت منزلها وزوجها وأبنائها ونزحت لعدة مناطق تنعدم فيها أساسيات الحياة ولا يتوفر بها الأمان ورغم ذلك بعد استقرارها استطاعت أن تبدأ من جديد بفتح مشاريع اقتصادية وتوعية المجتمع والعمل بالمنظمات وغيره وهذا يعتبر صموداً كبيراً".
وأشارت إلى أن "المرأة السودانية تخطت حاجز المعاناة التي تشتكي منه النساء في العالم في مناطق الحروب فهي امرأة قوية ناجحة، رغم الحروب والنزوح استطاعت أن تساهم بمشاريعها في رفع اقتصاد بلدها وبهذا عكست صمود المرأة السودانية في ظل الحرب".
وعن كيفية دعم المرأة للاقتصاد في زمن الحرب بينت أن "النساء بمشاريعهن الخاصة يمكنهن أن تدعمن الاقتصاد بشكل كبير وحتى اللواتي لم تنلن حظهن من التعليم يمكنهن دعم الاقتصاد بمشاريعهن الصغيرة التي تدر على الحكومة وتحرك البنوك الوطنية".
وأكدت على ضرورة إشراك النساء في صنع القرار وتحقيق السلم المجتمعي لأنهن أكثر حاجة للسلام وهن المتضرر الأكبر من استمرار الحرب في السودان.
من جهتها، قالت رئيسة منظمة "رائدات فيد" آمنة بخات إن "المرأة الواعية دائماً تبحث عن السلام وهي المستفيد الأكبر منه وتساهم بوعيها لمعرفة حقوقها وواجباتها وتقبلها للآخر ومعرفة الدور المنوط لها للقيام به في مثل هذه الظروف في تحقيق السلم المجتمعي".
وشددت على أهمية إشراك المرأة في اتخاذ القرار في فترة الحرب والسلم، كما دعت النساء السودانيات بضرورة رفع وعيهن وتعلم روح القيادة حتى تصبحن نساء قائدات تشاركن في كل الأدوار السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت أنهن في منظمة "رائدات فيد" تقدمن للنساء مشاريع توعوية إلى جانب المشاريع الاقتصادية لرفع الوعي وتقديم مشروع المرأة والسلام والأمان إيماناً بدور المرأة الكبير في صناعة السلام.