رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية تعلن انطلاق حملة الـ 16 يوم

نظمت رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية في لبنان بالتعاون مع المجلس النسائي اللبناني ندوة حوارية، بحضور جمعيات نسائية وممثلات عن مؤتمر ستار في لبنان وعن حزب pyd وناشطات نسويات.

سوزان أبو سعيد

مركز الأخبار ـ شددت المشاركات من نسويات وداعمات للقضايا النسوية، في ندوة أقامتها رابطة نوروز الثقافية وهي باكورة نشاطاتها بمناسبة حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، على دعم ونصرة المعنفات وحق المرأة بحياة كريمة بعيدة عن العنف. 

ضمن سلسلة النشاطات التي ستقوم بها رابطة نوروز الثقافية بمناسبة حملة الـ 16 يوماً والتي تنتهي في 10 كانون الأول/ديسمبر أي اليوم العالمي لحقوق الإنسان أقامت الرابطة أمس السبت 25 تشرين الثاني/نوفمبر ندوة بمشاركة العديد من النسويات والناشطات في مقر الرابطة ببيروت، لتوعية النساء والحد من هذه الظاهرة التي تشهد ازدياداً في الآونة الأخيرة. 

وافتتحت الحملة التي تشمل نشاطات متعددة ضمن مركز الرابطة ومختلف المناطق في لبنان، بالندوة الحوارية.

وفي كلمتها أكدت نائبة رئيس الرابطة حنان عثمان على أهمية التوعية لمواجهة العنف الممنهج ضد المرأة في جميع أنحاء العالم وخاصة في شمال وشرق سوريا، مشيرةً إلى الاغتيالات التي تستهدف الرياديات في كل من كردستان وفلسطين.

وبينت أن "ظاهرة العنف ضد المرأة أكبر ظاهرة لانتهاكها حقوق الإنسان في العالم، فالنساء أكثر عرضة للعنف في جميع أنحاء العالم، وحتى في الدول المتقدمة، وخصوصاً في ظل الظروف الحالية من حروب وويلات وأزمات".

وأوضحت أن المؤسسات النسوية تعمل من أجل دعم النساء والحد من العنف ضدهن "نحاول التوعية للحد من هذه الظاهرة لأنها تقضي على المجتمع والطفولة"، لافتةً إلى أن هذه التوعية "تشكل خطراً على الذهنية الذكورية والسلطوية".

وبينت أن "المجتمع الكردي تطور بفضل أفكار القائد عبد الله أوجلان الذي منح المرأة المعرفة لتكون أفضل ولتقول لا للعنف وهو واجب عليها".

من جهتها قالت نائبة رئيسة المجلس الثقافي اللبناني ومسؤولة اللجنة الثقافية في المجلس مقبولة قيس "نقوم سنوياً بحملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، كون النساء تتعرضن للكثير من الإهانات والأذى فالعنف سلوك عدائي غير قانوني، يستخدم للضغط والتهديد والإكراه، وأحيانا يؤدي إلى اضطراب نفسي وإلى الوفاة".

وعن كيفية مواجهة العنف قالت "نواجه العنف بالتوعية الأخلاقية والتربوية ووضع الأنظمة التي تحمي الضحايا، وخصوصاً الأطفال والنساء، فالعنف ضد المرأة مشكلة جسيمة تنتهك حقوقها كإنسان، والفقر بيئة حاضنة للعنف، والسبيل للخروج من دائرة العنف هو التبليغ وإخبار شخص موثوق به ووضع خطة لسلامة الضحايا وأن تمتد يد العون لهن، وتوجيههن لسلوكيات ايجابية سليمة وآمنة".

وجرى بعدها نقاش مع الحاضرات، حيث تم ارشادهن حول السبل للتواصل مع الخط الساخن للأمن الداخلي والجمعيات التي تعنى بالمعنفات وتوفر لهن الاستشارات الاجتماعية والقانونية ودور العناية. 

وقالت حنان عثمان لوكالتنا "فعالياتنا عبارة عن سلسلة من النشاطات ومن أهمها حملات توعية في مقر الرابطة وفي أماكن أخرى من لبنان، فبعد جائحة كورونا، نشهد ازدياد حالات العنف والقتل والاغتصاب، فردية أم جماعية، وهذا يزرع الخوف والريبة والتوتر لدى المسؤولات عن هذه الجمعيات وكل شخص يعنى بهذا الشأن العام وخصوصاً في مجال حقوق المرأة".

وأشارت إلى أنه "في ظل الحروب والكوارث التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً في الشرق الأوسط، الجميع في وضع خطر، وللقيام بخطوات عملية لتجنيب النساء للعنف علينا أن ندعمهن ونساعدهن للوقوف، ومواجهة حالات العنف، والدفاع عن أنفسهن".

ولفتت إلى أنه "مع ازدياد حالات العنف هذه يومياً، لا يمكن أن ننسى النساء في غزة وكردستان وحالات القتل والترهيب والعقوبة الجماعية التي تواجهنها، ولا يجب أن ننسى الانتهاكات التركية التي تحصل يومياً على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهداف الرياديات والقياديات اللواتي تحاولن تغيير الذهنية الذكورية وتوعية المرأة، لذلك نقول بصوت واحد وباسم الكرد في لبنان، لا للانتهاكات التي تحصل في شمال وشرق سوريا وأفغانستان وباكستان وفي كل المناطق التي تواجه صراعات، فنحن هنا اليوم لنشر ثقافة اللاعنف، ونحاول تقوية المرأة لتصبح صاحبة إرادة قوية لمواجهة كل أشكال الانتهاكات".

 

 

من جهتها قالت عضو مؤتمر ستار هفرين عبد الفتاح "العنف ضد المرأة يؤثر على المجتمع ويؤدي إلى تفكيك العائلات، ونحاول من خلال هذه الندوة مكافحة العنف بكافة أشكاله النفسية والجسدية".

 

 

أما عضو مؤتمر ستار سميرة بكر فقالت "العنف يمارس ضد المرأة منذ آلاف السنوات، ومشاركتنا اليوم هي من أجل شجب واستنكار كل هذه الممارسات، ولكي تنتزع المرأة حقوقها كاملة بالنضال، وهذه الندوة تعبر عن تطلعاتنا كنساء، كما أننا نشارك كمؤتمر ستار في الحملة ونتابعها سنوياً بالمشاركة مع رابطة نوروز".

 

 

من جهتها قالت عضو رابطة جين سيلفانا عثمان "خلال الـ 16 يوماً نجد السبيل للحديث أكثر ولننشر التوعية أكثر، وسنتابع ندواتنا ولقاءاتنا، من أجل المساهمة في الحد نوعاً ما من العنف ضد المرأة، أو برأيي الحد من السكوت، لأن السكوت يؤدي إلى العنف أكثر، لو أن الصوت رفع لما وصلت الأمور إلى العنف، وسنحاول التوعية حيال هذه النقطة ونحث النساء على الكلام وألا يخفنَ، لأن ليس ثمة ما يخيف كما يتصورنَ، نعطي الثقة ونعطي القوة، وكذلك نعطي الدعم لكل امرأة مضطهدة".

وأضافت "الأكثر انتشاراً ليس العنف الجسدي فقط، إنما أخطر من ذلك العنف النفسي الذي يقتل كل شيء داخل المرأة حتى الصوت، حتى النظر أيضاً، ولا تجرؤ على القول إنها تتعرض للتعنيف، وهذا ما أرى فيه أسوأ أشكال الظلم، وقد واكبت وشاهدت الكثير من هذه الحالات، أي التأثير النفسي، وأيضا التأثير المادي".

وترى أن "العنف النفسي أصعب من الضرب ومن حالات كثيرة نراها، فأن تكسر إنساناً نفسياً، فأنت تكسر كل إحساس لدى هذا الإنسان وتدمره شخصياً وتنهيه ككائن غير مرغوب به في الحياة".

وحول الخط الساخن قالت "من واجبنا أن نمد المعنفة بالقوة ونكمل هذه الرسالة بمعنى إذا كانت ترفض العنف لديها هذه الخطوات عليها أن تقوم بها، هذه أمور لم يكن أحد يتحدث عنها، نحن نرى التعنيف ولكن لا نجد الحل، ونحن في "رابطة جين" سنناقش هذا الموضوع لنؤكد للمرأة أن هناك مكانا آمنا، ولها الحق أن تتحدث وتكون في مأمن، وهناك من يسمعها وهناك من يحميها".