قطع الإنترنت أداة طالبان الجديدة لتقييد الحريات
بأوامر مباشرة من زعيم طالبان الملا هيبة الله أخوندزاده، قُطع الإنترنت كلياً أو جزئياً في عدة ولايات أفغانية وأثارت هذه الخطوة قلقاً واسع النطاق بين المواطنين وطلاب المدارس والجامعات ونشطاء المجتمع المدني.

بهاران لهيب
أفغانستان ـ في خطوة جديدة تعمّق من عزلة النساء في أفغانستان، أقدمت السلطات على قطع خدمة الانترنت عن آلاف النساء كنّ تعتمدن على التعليم الإلكتروني كوسيلة وحيدة لمواصلة دراستهن بعد قرارات سابقة منعتهن من ارتياد المدارس والجامعات، أثار الإجراء موجة من الانتقادات الدولية، وسط تحذيرات من تداعياته الخطيرة على مستقبل المرأة الأفغانية.
أفادت التقارير بتوقف خدمة الإنترنت بشكل كامل في ولايات قندهار، وهلمند، وأوروزغان، ومزار الشريف، وننكرهار، وتخار، وبدخشان، وزابل خلال اليومين الماضيين، كما انقطعت الخدمة بشكل كبير في بعض الولايات الأخرى، ويقول مستخدمو مواقع التواصل الافتراضي "لا يمكنهم الوصول إلى مواقع التواصل والخدمات الإلكترونية".
وتقول مصادر مطلعة في كابول "اتُخذ هذا الإجراء بأوامر مباشرة من الملا هيبة الله، ويهدف إلى ضبط تدفق المعلومات وتقييد وصول الأهالي إلى وسائل الإعلام وشبكات التواصل الافتراضي، ولم تُوضح طالبان هذا الأمر رسمياً حتى الآن".
عواقب انقطاع الإنترنت
كان لانقطاع الإنترنت عواقب وخيمة على الحياة اليومية للأهالي، يقول العديد من الطلاب إنهم غير قادرين على مواصلة تعليمهم عبر الإنترنت، كما أبلغ التجار عن خسائر مالية نتيجة انقطاع الاتصالات التجارية، ووصف نشطاء المجتمع المدني هذه الخطوة بأنها انتهاك للحق في حرية التعبير وحرية الوصول إلى المعلومات، محذرين من أن أفغانستان ستزداد عزلة.
وفي الوقت نفسه، وصفت حركة طالبان استخدام الإنترنت بأنه "مكروه" من وجهة النظر الإسلامية، وقالت نسرين والي، طالبة في جامعة إلكترونية بكابول "لا أعرف لماذا تستخدم طالبان الإسلام دائماً كمبرر لعدائها للمرأة والحضارة، لقد أدركوا أنه باستخدام اسم الإسلام، يمكنهم بسهولة قمع وإسكات الجميع، منذ أن علمت بقطع الإنترنت في عدة مدن، كنت أشعر بالتوتر بشأن ما سيحدث إذا حدث نفس الوضع في كابول، لم أستطع النوم ليلاً، وابقى أفكر في الفتيات اللواتي تمكنّ من مواصلة تعليمهن والدراسة عبر الإنترنت رغم ألف صعوبة تستخدم طالبان دائماً القضايا الإسلامية والأخلاقية كذريعة لأنهم يعرفون أن النساء والفتيات تمكنّ من مواصلة دراستهن وعملهن عبر الإنترنت، ولهذا السبب وجدوا سبباً آخر للقمع".
لن يتلاشى أمل المرأة الأفغانية
من جانبها أوضحت رويا واصل وهي فتاة من مزار شريف "لا يمكننا أن نتوقع أكثر من جماعة معادية للنساء، مريضة معادية للمرأة والإنسانية لقد مُنعت مئات النساء والفتيات مثلي مرة أخرى من مواصلة تعليمهن وعملهن، لكنني أؤمن بأن المرأة الأفغانية لن تفقد الأمل أبداً".
وُيمثل قطع الإنترنت على نطاق واسع في عدة مدن أفغانية، بأمر من زعيم طالبان، محاولة جديدة لتقييد الحريات الشخصية والاجتماعية للمواطنين، هذا الإجراء لا يُعرّض فرص حصولهم على التعليم والعمل والتجارة للخطر فحسب، بل يُفاقم أيضاً حرمان النساء والفتيات، على وجه الخصوص، من حقهن في التعليم والمشاركة الاجتماعية، ورغم هذه الضغوط لا تزال أصوات الاحتجاج والمقاومة من النساء الأفغانيات تُشير إلى أن الأمل في الحرية والعدالة لا يزال قائماً في المجتمع الأفغاني.