قصف مستمر وتصاعد خطير في الأزمة الإنسانية بمدينة الفاشر
تشهد مدينة الفاشر في السودان تصاعداً خطيراً في الأزمة الإنسانية، وسط استمرار القصف المكثف وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، مع تحذيرات أممية من مجاعة وشيكة تهدد ملايين السكان، بالتزامن مع استمرار النزاع ونقص التمويل.

مركز الأخبار ـ تشهد السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع في منتصف نيسان/أبريل 2023، حيث دمرت البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتفاقم النزوح الجماعي بحثاً عن الغذاء والدواء والمياه، خاصة مع تصاعد حدة القتال في مدينة الفاشر.
أفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء 16أيلول/سبتمبر، أن الأوضاع الإنسانية في السودان يشهد تطوراً سريعاً، خصوصاً في مدينة الفاشر التي تعرضت خلال الأيام الماضية لقصف عنيف ومكثف تسبب بمقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين وإصابة العشرات إلى جانب موجة من النزوح الجماعي.
وأوضح أن الخدمات الأساسية في الفاشر تنهار بشكل سريع وخطير حيث تم تعليق نقل المياه بالشاحنات إلى المشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل، في الوقت الذي توقفت فيه المطابخ المجتمعية بعد نفاد الإمدادات الغذائية، مؤكداً أن الأشخاص الأكثر ضعفاً يواجهون جوعاً شديداً وظروفاً لا يمكن احتمالها، مجدداً دعوة الأمم المتحدة لوقف الصراع فوراً.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة تسببت بتشريد آلاف السكان وتدمير مئات المنازل، حيث نزح أكثر من أربعة آلاف شخص ودُمر 550 منزل في ولاية الجزيرة خلال يوم واحد فقط، مما ضاعف من الحاجة إلى المأوى والمساعدات الأساسية.
كما أفاد التقرير أن أكثر من 800 ألف شخص عادوا إلى مناطقهم خلال الأشهر الأخيرة وما زالوا بحاجة ماسة إلى الدعم العاجل لإعادة بناء حياتهم، مجدداً الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية فوراً وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق وزيادة الدعم الدولي لإنقاذ الأرواح.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أن النزاع الدائر في السودان تسبب بمعاناة 25 مليون شخص أي قرابة نصف إجمالي السكان من الجوع الحاد، مشيراً إلى أن نقص التمويل، يُجبر برنامج الأغذية العالمي للمرة الأولى على سحب الدعم من المناطق التي يُمكن له الوصول إليها، محذراً من أن السودان بات يقترب من ذروة كارثة جديدة مع دخول موسم العجاف في ايلول/سبتمبر الجاري، ما ينذر بمزيد من الجوع والمعاناة ودفع ملايين الأشخاص إلى حافة المجاعة.