قلق دولي من الوضع الإنساني في السودان

دخلت المواجهات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها العشرون إذ استمر القتال باستخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة طوال هذه الفترة بلا توقف في العاصمة الخرطوم وعدة مدن أخرى.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ وافق طرفي النزاع في السودان على هدنة جديدة تبدأ، اليوم الخميس 4 أيار/مايو، وستستمر لمدة أسبوع، في الوقت الذي ما زال المواطنون يسمعون فيه دوي القنابل وأصوات الرصاص وتحليق الطائرات الحربية التي تنفذ هجمات في مناطق متفرقة.

تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة، كما شهدت منطقة السوق العربي في العاصمة الخرطوم مواجهات شديدة.

ووصل منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إلى السودان؛ لمناقشة تسليم المساعدات الضرورية للسكان معلناً عن حزمة مساعدات، وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة إلى كينيا لمناقشة كيفية إيصال المساعدات، ودعا الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال، محذراً من أن الأهالي في البلاد الآن يواجهون كارثة إنسانية.

وقال إن أكثر من 10 ألاف شخص لجأوا إلى دول الجوار منذ بدء القتال، وتضع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خطط الآن لاستقبال ما يصل إلى 800 ألف آخرين، معرباً عن قلقه من امتداد النزاع إلى دول الجوار التي تمر بمشاكل سياسية ومراحل انتقالية مثل تشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.

وتجددت مناشدة المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى ونقابة الأطباء السودانيين المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بإنقاذ أرواح مرضى الفشل الكلوي وزارعي الكلى في البلاد، بعد أن توقف المركز الوحيد لغسيل الكلى في المدينة عن العمل.

وأكدت نقابة أطباء السودان في تقريرها الأخير عن وضع المستشفيات، على أن 59 مستشفى في جميع أنحاء البلاد توقفت عن العمل، معلنة عن عودة مستشفى الضمان في مدينة الأبيض ومستشفى نيالا التعليمي ومستشفى بشائر في جنوب الخرطوم للعمل وتقديم الخدمات الصحية للمرضى، مشيرةً إلى أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية والصيدليات في مدينة الجنينة غربي البلاد، لا تزال متوقفة عن العمل.

وتشهد العاصمة الخرطوم حالة من الفوضى منذ اليوم الأول لبدء القتال في الخامس عشر من نيسان/أبريل، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعدد من الأسواق التي تحولت إلى ركام من رماد بعد حرقها، أشهرها بالأمس سوق سعد قشرة في مدينة الخرطوم بحري وموقف جاكسون الشهير في الخرطوم.

وتستمر عمليات إجلاء الدول لرعاياها في السودان، كما تستمر محاولات السودانيين العالقين في العاصمة للخروج منها رغم ارتفاع تذاكر السفر وشح الوقود حتى في السوق السوداء ومخاطر الطريق داخل العاصمة وخارجها.