قلق أممي من تحول الوضع في السودان إلى أزمة إقليمية

لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، ويعيش السودانيون مأساة إنسانية.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ حذرت الأمم المتحدة من تحول الوضع في السودان إلى أزمة إقليمية بوتيرة سريعة لا سميا أن مستويات التمويل ضعيفة في ظل ضخامة الاحتياجات، متوقعة أن يصل عدد الفارين جراء استمرار الاشتباكات إلى مليون لاجئ.

مع دخول الاشتباكات شهرها الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع، تفاقمت المعاناة الإنسانية بشكل كبير إذ يعاني الأهالي المحتجزون داخل منازلهم في مناطق القتال من شح الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية وانقطاع الكهرباء، فيما يتواصل القتال حولهم وليس هنالك أمل يلوح في الأفق بوقفه.

ودفع استمرار النزاع السوداني إلى تفاقم أزمة اللاجئين وارتفاع عدد الفارين إلى أكثر من مليون لاجئ بعد تدفق النازحين من مناطق الاشتباكات، كما أوضحت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء 17أيار/مايو، حيث أعلنت عن الحاجة إلى 3.03 مليار دولار لتقديم المساعدات العاجلة إلى الأهالي في البلاد.

وقد حذر مدير المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية من تحول الوضع في البلاد إلى أزمة إقليمية بوتيرة سريعة لاسيما أن مستويات التمويل ضعيفة في ظل ضخامة الاحتياجات، مؤكداً على أن نحو 20 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

لكن تقديم هذه المساعدات ليس أمراً سهلاً حتى وإن توفرت هذه المبالغ، فالقتال المستمر والأنباء التي وردت حول نهب مقرات المنظمات والمساعدات التي كانت في طريقها إلى دارفور والوضع الأمني الهش في العاصمة والكثير من المدن منذ بداية المعارك يجعل التحدي كبيراً أمام إيصال المساعدات.

وفي مراجعة لخطة الاستجابة التي جاءت بعد بدء النزاع في السودان، أوضحت الأمم المتحدة أن 2.56 مليار دولار ستكون مطلوبة الآن لتقديم المساعدة داخل البلاد.

وخلف القتال الذي اندلع في الخامس عشر من نيسان/أبريل الفائت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أكثر من خمسة آلاف مصاب، وأجبر نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى البلدان المجاورة وأسفر عن نزوح ما يقارب 700 ألف شخص داخل البلاد، ما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة، وفقاً للأمم المتحدة.

وتفاقم الوضع الراهن بعد فشل الطرفين في الوصول إلى هدنة دائمة تتيح وصول المساعدات الإنسانية على الرغم من توقيعهما اتفاق أولي الأسبوع الماضي من أجل معالجة الأوضاع الإنسانية وضمان مرور المساعدات فيما لا تزال الهجمات المتبادلة مستمرة، ولم تعلن بعد نتائج الجولة الثانية للمباحثات في جدة.

وفي آخر تقرير لها قالت نقابة الأطباء إن عدد الضحايا من المدنيين ارتفع إلى 822 قتيلاً و3215 مصاب بعضهم حالته غير مستقرة منذ بدء القتال منتصف الشهر الماضي، ويتوقع أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير لصعوبة التنقل والوصول إلى المستشفيات، مشيرةً إلى أن 30 مستشفى فقط تعمل بشكل كامل أو جزئي في جميع أنحاء البلاد وهي مهددة بالإغلاق بسبب نقص الكادر والإمداد والمياه والكهرباء.