مركز الأخبار ـ يتصاعد القلق الدولي يوماً بعد أخر نتيجة التقارير المروعة الواردة من السودان، خاصة مع غياب أي مؤشرات على رضوخ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للضغوطات الدولية للعودة إلى طاولة المفاوضات.

قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الخميس 23أيار/مايو، أن التقارير الواردة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور بالسودان تكشف عن الأوضاع المروعة التي تتمثل بهجمات دموية على المدنيين واستهداف عرقي حتى بات الناس يخافون من نقاط التفتيش لدرجة تمنعهم من محاولة الفرار، داعياً إلى وقف العنف المتعمد ضد المدنيين ووقف فوري لإطلاق النار.

ولفت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان إلى أن المشفى الوحيد العامل في مدينة الفاشر تمتلك أمدادات تكفي لمدة عشر أيام فقط، الأمر الذي يهدد حياة مئات الجرحى وآلاف المرضى للخطر في ظل انهيار النظام الصحي في المدينة التي تأوي أكثر من مليون شخص، مضيفاً أن أكثر من 12 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية لأكثر من 100 ألف شخص تحاول الوصول إلى الفاشر منذ أكثر من شهر.

وأوضح أن الأوضاع الإنسانية لما يقدر لحوالي 800 ألف شخص في الفاشر والمناطق المحيطة بها تدهورت بشكل كبير بعد اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خاصةً مع نزوح ما لا يقل عن 1250 شخص منذ يومين.

وأشار إلى أنه بحسب المصادر الطبية أصيب ما لا يقل عن 700 مدني وقتل قرابة 85 شخص في الفاشر جراء الاشتباكات، في وقت أعربت فيه البعثة الأممية البريطانية عن قلقها إزاء الحشود العسكرية خارج المدينة.

 

الاشتباكات في الفاشر

وارتفعت وتيرة القتال والاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، بالإضافة إلى مدينتي الفاشر ونيالا في إقليم دارفور والعديد من المناطق الأخرى وسط السودان والتي تسببت بمقتل المئات خلال الأيام الأخيرة وأدت إلى حدوث دمار واسع في البنى التحتية.

كما تشهد العديد من مناطق العاصمة الخرطوم عمليات قصف عشوائية مكثفة من طرفي النزاع والتي أودت بحياة أكثر من 80 مدنياً خلال الأيام الأربعة الماضية، في شمال غرب أم درمان وجنوب الخرطوم، وتسببت بمقتل أسر بأكملها نتيجة سقوط مواد متفجرة على منازلهم.