قلق أممي إزاء تقارير تفيد بانتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور

يستمر النزاع الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ أكثر من سبعة أشهر، مخلفاً دماراً كبيراً وتسبب في تدهور الوضع الإنساني وفقدان الآلاف لحياتهم.

مركز الأخبار ـ كشفت السلطات السودانية عن مقتل أكثر من 4 آلاف مدني إثر هجمات لقوات الدعم السريع في ولاية غرب دارفور بعد تصعيد هجماتها في محاولة لإخلاء المنطقة من سكانها.

أفادت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها نشر أمس الجمعة العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، إن "قوات الدعم السريع قامت خلال الأيام الماضية بتصعيد عمليات التطهير العرقي بولاية غرب دارفور، قتل على إثرها أكثر من أربعة آلاف من المدنيين من قبيلة "المساليت" والتي تعتبر من كبرى القبائل الإفريقية السودانية، وتنتشر في ولاية غرب دارفور".

وأوضحت الوزارة أن "قوات الدعم السريع باتباع استراتيجية مقصودة لإخلاء ولاية غرب دارفور من سكانها الأصليين وتوطين عناصرها ومقاتليها، هجرت معظم سكانها قسرياً من مناطقهم"، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات أكثر جدية لمواجهة سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها قوات الدعم السريع.

وفي وقت سابق، أعلنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس"، أن هناك تقارير تفيد بارتكاب انتهاكات شملت القتل بحق قبيلة "المساليت" في منطقة "أردمتا" بغرب دارفور، فيما أكد تجمع مدني يضم ناشطين مدنيين ومدافعين عن حقوق الإنسان في غرب دارفور أمس الجمعة استمرار قوات الدعم السريع في استباحة أردمتا وقد قتل وأصيب على إثرها نحو خمسة آلاف شخص".

وأشار التجمع إلى أن "هناك إبادة بحق المدنيين تحدث في غرب دارفور، حيث بلغ عدد القتلى نحو ألف شخص وثلاثة آلاف مصاب، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور بعد اشتداد المعارك ومقتل أكثر من 800 شخص على يد الجماعات المسلحة في "أردمتا" التي كانت حتى الآن بمنأى عن النزاع".

وأوضح مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنه "قبل عشرين عاماً أصيب العالم بصدمة من الفظائع الوحشية وانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور، نخشى من أن تتطور ديناميكية مماثلة"، مشيراً إلى أنه "من الضروري وقف النزاع وإطلاق النار في السودان الذي يذهب ضحيتها آلاف المدنيين من جميع الأطراف تجنباً لكارثة جديدة".

وعبرت المفوضية عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عنف جنسي وتعذيب وقتل تعسفي وابتزاز المدنيين واستهداف المجموعات العرقية، فضلاً عن التقارير التي تفيد بأن آلاف النازحين أجبروا على الفرار من مخيم في مدينة الجنينة، مشيرةً إلى أن أكثر من 8000 شخص فروا إلى تشاد المجاورة الأسبوع الماضي وحده وهو عدد ربما يكون أقل من الواقع بسبب الصعوبات في تسجيل عدد الوافدين الجدد.

وقالت مسؤولة المساعدات من الأمم المتحدة في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، أن المنظمة تتلقى تقارير مروعة دون انقطاع عن أعمال عنف مختلفة، وحالات اختفاء قسري، واحتجاز تعسفي، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والأطفال، والذي يوشك أن يصبح شرا مطلقا، مضيفةً أن نحو 25 مليون شخص أي أكثر من نصف عدد السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية وإلى الحماية.